نزاعات دول G7 وخلافاتها تسيطر على قمة بياريتس

ترامب يتوقع محادثات «مثمرة جداً» والآلاف ينتظرون مواقفه

نشر في 25-08-2019
آخر تحديث 25-08-2019 | 00:03
مظاهرات ضد زعماء G7 (رويترز)
مظاهرات ضد زعماء G7 (رويترز)
ينتظر آلاف الدبلوماسيين والصحافيين الحاضرين في بياريتس موقف الرئيس الأميركي الذي لا يمكن التكهن بسلوكه، من القضايا الخلافية الأخرى.
بينما تمر مجموعة البلدان الصناعية السبع الكبرى G7 بمرحلة صعبة، خصوصاً أن هذا النادي للقوى الليبرالية الكبرى يواجه معارضة لهيمنته من قبل القوى الجديدة، ويعاني انقسامات داخلية وتحديداً منذ انتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة، افتتح قادة دول G7 قمة في بياريتس الفرنسية، أمس، أعمال قمتهم التي تختتم اليوم، يتابعها بدقة الرأي العام العالمي الذي ينتظر منهم حلولا عملية للأزمات التي تهز العالم من الحرب التجارية إلى إيران وحرائق الأمازون الهائلة التي فرضت نفسها في اللحظة الأخيرة كقضية رئيسية على جدول أعمال اليوم الأول من القمة، كما يحدث في بعض الأحيان في بعض اللقاءات الدولية.

وستكون هذه الكارثة البيئية على جدول أعمال المناقشات في العشاء الذي حضره الرئيسان الفرنسي والأميركي إيمانويل ماكرون ودونالد ترامب، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورؤساء الحكومات البريطاني بوريس جونسون، والإيطالي جوزيبي كونتي، والياباني شينزو آبي، والكندي جاستن ترودو.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية، أمس الأول، أن «مبادرات عملية» لمكافحة الحرائق «يمكن أن تتحقق» خلال القمة، مطالبة بجعل هذه «الأزمة الدولية» أولوية للقمة.

وقد تكون هذه المناقشات حساسة بعدما اتهم ماكرون الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو بأنه «كذب» بشأن تعهداته حول المناخ و»بعدم التحرك» في مواجهة هذه الحرائق التي تدمر منذ أيام «رئة العالم».

وأثارت انتقادات ماكرون استياء ترامب، الذي يعد بولسونارو من أبرز مؤيديه على الساحة الدولية.

من جهتها، عبّرت برلين عن تحفظات بعدما أعلنت باريس أنها ستعرقل مشروع اتفاق تجاري بين السوق المشتركة لأميركا الجنوبية (ميركوسور) والاتحاد الأوروبي، وهي قضية سيتطرق إليها ماكرون وميركل في لقاء ثنائي.

وينتظر آلاف الدبلوماسيين والصحافيين الحاضرين في بياريتس موقف الرئيس الأميركي الذي لا يمكن التكهن بسلوكه، من القضايا الخلافية الأخرى.

وقبل أن يتوجه إلى القمة بدا الرئيس الأميركي متفائلا. وقال للصحافيين: «أعتقد أن ذلك سيكون مثمرا جداً».

لكنّه لوّح بفرض رسوم جمركية على واردات النبيذ الفرنسي ردا على فرض رسوم فرنسية على المجموعات الأميركية العملاقة في قطاع التكنولوجيا.

وقال: «لا يعجبني ما فعلته فرنسا، ولا أريد أن تفرض فرنسا رسوماً على شركاتنا. إنه أمر جائر جدا. إذا فعلوا ذلك فسنفرض رسوما على نبيذهم. رسوم لم يروا مثلها من قبل».

وشدد ترامب في الوقت نفسه على أن «علاقته جيدة جدا» مع ماكرون.

ولم يعرف ما إذا كان سيشجع جونسون الذي يشيد بمؤهلاته، على ترجيح «بريكست» بلا اتفاق. وسيكون اللقاء الثنائي بينهما من أهم محطات القمة.

وقال البيت الأبيض إن ترامب «متحمس جدا» لفكرة مناقشة إبرام اتفاق للتبادل الحر بين البلدين في المستقبل.

ويبدو أن الحوار بين القادة سيكون ساخنا بشأن فرض رسوم على المجموعات العملاقة للانترنت وإنعاش الاقتصاد العالمي والخلافات التجارية بين بكين وواشنطن غداة تبادلهما فرض رسوم جمركية.

وبشأن الملف النووي الإيراني، سيبلغ ماكرون ضيوفه بمضمون لقائه مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الذي رأى أن مقترحات باريس لحلحلة الأزمة مشجعة.

وفي مواجهة هذه القضايا الراهنة الكثيرة، سيحاول المنظمون الفرنسيون الدفع قدما بملفات أخرى مثل مكافحة اللامساواة والتعليم في إفريقيا وحماية المحيطات.

ويأمل المنظمون في التوصل إلى «مبادرات ملموسة» مع القادة المدعوين مثل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورؤساء 6 دول إفريقية.

الى ذلك، يلقي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، كلمة أمام قمة شراكة مجموعة السبع وإفريقيا، باعتبار مصر رئيس الاتحاد الإفريقي، تتناول عرض الرؤية الإفريقية إزاء سبل تحقيق السلام والتنمية المستدامة، وترسيخ أسس الشراكة العادلة بين إفريقيا ودول مجموعة السبع في إطار المصالح المشتركة والمتبادلة.

وفي مدينة بياريتس ومحيطها في بلاد الباسك تمت تعبئة 13 ألف شرطي ورجل أمن لضبط الأمن خلال انعقاد القمة.

واستعدادا للقمة، تحولت مدينة بياريتس وبلاد الباسك في جنوب غربي فرنسا بعدما هجرها السياح، وانتشر فيها أكثر من 13 ألف شرطي ودركي، إلى حصن لاستقبال القمة، بينما يثير تجمّع لمعارضين مخاوف من أعمال عنف.

وأعلنت السلطات الفرنسية توقيف 17 شخصا وإصابة 4 شرطيين بجروح طفيفة مساء أمس الأول، خلال مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن قرب مخيّم معارضين للقمة في أورونيي بجنوب غرب فرنسا.

ويأمل المعارضون للرأسمالية وللعولمة الذين سينضم إليها ناشطون من الباسك، فيجمع 10 آلاف شخص للتظاهر في اينداي وإيرون (إسبانيا) التي تبعد 6 كيلومترات عنها، غداة قمتهم المضادة.

وقال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير: «لن نتساهل مع أي فلتان، وسنردّ».

back to top