سرطان الثدي... الحمية الغنية بالأوميغا 3 تمنع انتشار الأورام!

نشر في 25-08-2019
آخر تحديث 25-08-2019 | 00:00
No Image Caption
كشف بحث جديد أن الحمية الغنية بأحماض الأوميغا 3 الدهنية البحرية تُبطئ نمو خلايا سرطان الثدي وانتشارها لدى إناث الفئران. سمحت هذه الحمية أيضاً بتحسين نسبة نجاة القوارض.
تشيد أبحاث كثيرة بمنافع الحمية الغنية بالأوميغا 3.

يمكن إيجاد هذه الدهون الصحية في الأسماك، وثمار البحر، والمكسرات والبذور، وفي زيوت الأسماك والزيوت النباتية وبعض الأغذية المُدعّمة أيضاً.

شملت دراسة واسعة نحو نصف مليون شخص ودامت طوال 61 سنة، وكشفت حديثاً أن زيادة استهلاك الأسماك وعناصر الأوميغا 3 طويلة السلسلة تُخفّض خطر الوفاة وقد تطيل العمر أيضاً.

بحسب نتائج بعض الدراسات، تُحسّن الأوميغا 3 أيضاً أداء القلب والأوعية الدموية والوظيفة المعرفية، حتى أنها تمنع الاكتئاب وتنعكس إيجاباً على الصحة النفسية.

واستكشفت أبحاث جديدة مبنية على المراقبة بين الحميات الغنية بهذه الأحماض البحرية وبين تراجع خطر الإصابة بسرطان الثدي. كذلك ذكرت دراسات جزيئية أن الأوميغا 3 تكبح السرطان عبر تنشيط مسكنات الألم الطبيعية داخل الجسم.

أخيراً، جاءت التجارب الحاصلة على الفئران لتزيد الأدلة التي تثبت أن عناصر الأوميغا 3 الغذائية قادرة على محاربة السرطان، إذ تمنع نشوء خلايا سرطان الثدي وانتشارها وفق بحث جديد نُشر في «مجلة علم الغدد الثديية والأورام».

تولى قيادة البحث ساراسوتي كادج الحائز شهادة دكتوراه، وهو باحث سابق في مختبر جيمس تالمادج وأستاذ في علم الأمراض وعلم الأحياء المجهرية في مركز «أوماها» الطبي التابع لجامعة «نبراسكا».

زيت السمك يقلّص الأورام

أعطى كادج وفريقه مجموعتين من إناث القوارض الراشدة حميات شبه متطابقة. كان الفرق الوحيد يتعلق باحتواء الحمية في المجموعة الأولى على دهون الأوميغا 6 المتعددة عدم الإشباع والمشتقة من زيت الزيتون، بينما تلقّت المجموعة الثانية أغذية فيها زيت سمك غني بالأوميغا 3.

حقن الباحثون الفئران بخلايا سرطان الثدي التي تجعل الأورام تنتشر بسرعة وتصل إلى الغدد الثديية. تستطيع أيضاً أن تنتقل تلقائياً إلى مواقع أخرى مثل العظام والرئتين والكبد.

بعد مرور 35 يوماً، ضحّى الباحثون بحياة الفئران وشرّحوها للكشف عن آثار الحميتَين. في ما يخص القوارض التي تلقّت زيت السمك، تراجع مستوى انتشار خلايا سرطان الثدي ووصولها إلى الغدد الثديية بدرجة ملحوظة. كذلك، نمت الأورام التي نشأت في الغدد الثديية بوتيرة أبطأ بكثير، ما انعكس على حجمها.

كانت الأورام في الغدد الثديية ضمن مجموعة الأوميغا 3 أصغر بنسبة 50 من تلك الموجودة في مجموعة الأوميغا 6. وكانت الخلايا السرطانية أقل ميلاً إلى بلوغ مناطق أخرى من الجسم ضمن مجموعة الأوميغا 3، وسجلت هذه القوارض أيضاً معدلات نجاة أفضل من غيرها.

علّق الأستاذ تالمادج على هذه النتائج قائلاً: «سمحت الدراسات التي أجراها كادج بتوضيح أثر أحماض الأوميغا 3 الدهنية في مسار نمو الأورام ومستوى انتشارها، كذلك حدَّدت مواقع الأورام النقيلية. لم تتراجع مواقع الأورام النقيلية النموذجية فحسب، بل تراجع أيضاً نمو الأورام الثانوية في المبيض والكلى والثدي».

المثير للاهتمام أن أنسجة الفئران التي أخذت الأوميغا 3 شملت نسبة إضافية من الخلايا التائية مقارنةً بالمجموعة التي أخذت الأوميغا 6. تشير الخلايا التائية إلى خلايا الدم البيضاء المضادة للالتهاب والتي تؤدي دوراً محورياً في الحفاظ على قوة جهاز المناعة وسلامته.

لذا يفترض الباحث الأساسي أن الحمية الغنية بزيت السمك قد تمنع انتشار الأورام من خلال كبح الالتهاب الكامن وراء الورم النقيلي.

يقول كادج: «تُشدد دراستنا على الدور العلاجي المحتمل لأحماض الأوميغا 3 الدهنية طويلة السلسلة المشتقة من الأغذية للسيطرة على نمو الأورام وانتشارها».

لكن يحذّر الباحث في النهاية من أنّ هذا الاستنتاج لا يعني أن الحمية ستمنع نشوء سرطان الثدي منذ البداية.

back to top