متلازمة القلب المنكسر... كيف تؤثر المضاعفات في خطر الوفاة؟

نشر في 25-08-2019
آخر تحديث 25-08-2019 | 00:00
No Image Caption
كشف بحث جديد أن مَن يتعرضون لصدمة قلبية نتيجة متلازمة القلب المنكسر يصبحون أكثر عرضة للموت على الأمد القصير وفي السنوات اللاحقة على حد سواء مقارنة بغيرهم.
تعرِّض حوادث الحياة المجهدة القلب أحياناً لضغط كبير. مثلاً، أكّدت دراسة كبيرة عام 8102 أن الضائقة النفسية العائدة إلى القلق أو الكآبة تزيد خطر التعرّض لنوبة قلبية أو سكتة دماغية.لا يُعتبر الرابط بين الكآبة والأمراض القلبية الوعائية جديداً. لكنّ باحثين حددوا أخيراً المسارات الحيوية الكيماوية التي تقف وراء هذا الرابط، ويبدو أن الإجهاد يؤدي دوراً وسيطاً أساسياً.

تشمل الحوادث القلبية الوعائية السلبية التي قد تنجم عن الإجهاد الحاد متلازمة القلب المنكسر، وهي حالة نادرة تحاكي أعراضها أعراض النوبة القلبية. وتصيب هذه الحالة النساء أكثر من الرجال.

يشعر مَن يعانون متلازمة القلب المنكسر، التي تُدعى أيضاً اعتلال تاكوتسوبو أو اعتلال عضلة القلب الناجم عن الإجهاد، بألم مفاجئ وحاد في الصدر، فضلاً عن ضيق نفس. صحيح أن هذا يبدو مشابهاً للنوبة القلبية، إلا أن هذه المتلازمة لا تسبب انسداد الشرايين.

بدلاً من ذلك، يتضخّم جزء من القلب ولا يضخّ الدم بالشكل المناسب. يعتقد بعض الباحثين أن الهرمونات الناجمة عن الإجهاد، التي تُفرَز كرد فعل تجاه المشاعر المجهِدة بشدة، مثل الحزن والغضب الحادين أو المفاجأة القوية، قد تؤدي إلى هذا التأثير.

صحيح أن متلازمة القلب المنكسر تهدد الحياة، غير أن المصابين بها، في معظمهم، يتعافون بالكامل في غضون أسابيع. لكن واحداً من كل عشرة يطور مضاعفات مثل الصدمة القلبية، التي تحدث عندما يعجز القلب عن ضخ كمية كافية من الدم إلى سائر أجزاء الجسم.

تناول البحث الجديد خطر الوفاة المبكرة بين مَن يصابون بالصدمة القلبية نتيجة متلازمة القلب المنكسر.

قاد الفريق د. كريستيان تمبلين، رئيس قسم الرعاية القلبية الحادة في مركز القلب الجامعي التابع لمستشفى زيورخ الجامعي، وهو سيعرض اكتشافات الدراسة خلال الجلسات العلمية لعام 2018 التي تعقدها جمعية القلب الأميركية في شيكاغو بإيلينوي. كذلك تُنشر الدراسة الجديدة في مجلة «الدورة الدموية» التابعة لجمعية القلب الأميركية.

خطر وفاة أعلى

حصل د. تمبلين وفريقه على معلومات من قاعدة البيانات الكبرى الخاصة بمتلازمة القلب المنكسر: سجل تاكوتسوبو الدولي. درسوا معلومات 891 شخصاً عانوا الصدمة القلبية نتيجة هذه المتلازمة، وقارنوها ببيانات من 0881 شخصاً أُصيبوا بالمتلازمة من دون هذا النوع من مضاعفاتها.

بلغ متوسط عمر المشاركين في المجموعة الأولى 4.36 سنة وفي المجموعة الثانية 2.76 سنة.

كشفت النتائج أن احتمال أن يكون الإجهاد الجسدي سبب متلازمة القلب المنكسر جاء مضاعفاً في حالة مَن أُصيبوا بصدمة قلبية.

قد يكون هذا الحدث المجهد نوبة ربو أو عملية جراحية مثلاً.

كذلك كان مرضى الصدمة القلبية أكثر عرضة للوفاة في المستشفى أو في غضون خمس سنوات من إصابتهم بالمتلازمة.في التفاصيل، مات 5.32 % ممن شملتهم الدراسة وتعرضوا لصدمة قلبية في المستشفى مقارنةً بنحو 3.2 % فقط ممن لم يعانوا هذا النوع من المضاعفات.بالإضافة إلى ذلك، كان اضطراب نظم القلب، والخلل في بطين القلب الأيسر، والتاريخ الحافل بالداء السكري والتدخين أكثر انتشاراً بين مجموعة الصدمة القلبية، علماً بأن الداء السكري والتدخين يُعتبران من عوامل خطر أمراض القلب.

أخيراً، كشفت النتائج أن احتمال النجاة من النوبة الأولى ارتفع بين مرضى الصدمة القلبية الذين تلقوا دعماً قلبياً ميكانيكياً.

يعلّق الباحث الذي أشرف على تقرير الدراسة على هذه الاكتشافات، قائلاً: «يسهم كل من التاريخ والأطر التي يسهل تحديدها فور دخول المريض المستشفى في تشخيص متلازمة القلب المنكسر في حالة المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالصدمة القلبية. في حالة هؤلاء، قد تكشف المراقبة الدقيقة الإشارات الأولى إلى الصدمة القلبية وتسمح بتدخل فوري».

يختم الدكتور تمبلين: «كشف هذا التحليل للمرة الأولى أن مَن يعانون متلازمة القلب المنكسر، التي تتفاقم نتيجة الصدمة القلبية، يكونون أكثر عرضة للوفاة في السنوات اللاحقة، ما يشدد على أهمية عملية المتابعة الطويلة الأمد الدقيقة، خصوصاً في حالة هذه المجموعة من المرضى».

back to top