خاص

عماد الجلاصي لـ الجريدة•: تركنا أطفالنا فريسة للتكنولوجيا

أصدر أخيراً مجموعته «عندما يزهر المطاط»

نشر في 18-08-2019
آخر تحديث 18-08-2019 | 00:02
أصدر كاتب الأطفال المتألق، التونسي عماد الجلاصي، مجموعة قصصية جديدة بعنوان «عندما يزهر المطاط»، عن دار قنديل التعليمية الإماراتية، في إطار برنامج دبي الدولي للكتابة، وهي قصة بيئية تدعو للعودة إلى كل ما هو طبيعي، ومن ذلك العلاقات الأسرية، وتضاف المجموعة إلى أعماله التي تجاوزت 11 كتاباً وقصة كلها موجهة للأطفال.
وفي حواره لـ «الجريدة» يتحدث عن مجموعته الأخيرة وأعماله وتخصصه في مجال الكتابة للأطفال.
• صدرت لك أخيرا مجموعتك القصصية "عندما يزهر المطاط"، ماذا عنها وما ظروف إصدارها؟

- تعود البداية إلى أبريل من العام الماضي، عندما شاركت في برنامج دبي الدولي لكتابة الأطفال بقصة "عندما يزهر المطاط"، وتعاقدت معي دار قنديل التعليمية في الإمارات على إصداره، وتم ذلك أخيرا، والمجموعة تلفت الانتباه إلى أهمية تعليم الطفل الحفاظ على بيئته وغرس القيم السامية بداخله، وتضمنت ثوابت عامة يجب الحفاظ عليها كعدم السخرية من اللون والدين ونبذ العنف والتطرف، مع تنمية الحس الجمالي للأشياء من حوله.

• ألا تعد المجموعة الجديدة امتدادا لقصة "شجرة العائلة"؟

- الكتابة للأطفال سلسلة متواصلة، غير أن القضايا التي يتناولها الكاتب تختلف باختلاف التناول والظروف، فمثلا قصتي "شجرة العائلة" نشرتها في مجلة مهدي اللبنانية، وهي تعرف الطفل إلى معنى العائلة وأهميتها في حياتنا، كما تختلف عن قصة "الظبي والظمأ" التي نشرتها في مجلة العربي الصغير الكويتية، وقد حاولت فيها أن أقترب إلى عالم القص العربي القديم، نسجا على منوال كليلة ودمنة، وحاولت جمع أكثر ما يمكن من الكلمات التي تحتوي على حرف الظّاء، كما يدل على ذلك عنوانها، وكان هذا جانبا تعليميا فيها.

موانع وشروط

• لك مقولة أن الكتابة للطفل لها موانع وشروط... ماذا عن هذه الموانع، وما شروط الكتابة للطفل؟

- في الحقيقة، يقوم أدب الطفل على ميثاق أخلاقي قيمي يتمثّل في تجنّب جملة من المحاذير في القصّة الموجّهة للطّفل، من أهمّها السخريّة من الأديان والمعتقدات المختلفة، والعنصرية، والسخريّة من العاهات والتشوّهات الجسديّة، أمّا عن شروط الكتابة فهي مرتبطة بالجانب الفنّي خاصّة، كامتلاك أدوات الكتابة للطفل وعلاقتها بالفئة العمريّة وقدرة الكاتب على جذبه إلى عالم الخيال والتّشويق ليحقّق من وراء ذلك متعة القراءة والشغف بها.

• قمت بتأسيس وإعداد أكثر من مجلة موجهة للأطفال واليافعين ماذا عن بدايات هذه الرحلة، وكيف جاء توجهك لكتابة الطفل؟

- بدأت رحلتي مع القصة مشافهة من خلال القصص التي ترويها نسوة العائلة، ثمّ تطوّرت العلاقة مع هذا الأدب في المدرسة بحصص المطالعة، بتبادل الكتب، وفي عامي الدراسي الجامعي الأول كتبت أوّل قصّة بعنوان "رشيق والمحتال"، ونشرتها لي مجلة عرفان مشكورة، فكان حدثا استثنائيّا لا يفارق ذاكرتي، ثمّ استمرّت الرحلة مع مجلة "قوس قزح"، وكانت مجلة "فراشة" تجربة رائعة إذ توليت تحرير نصوصها كاملة تقريبا، وتطورت التجربة في مجال البيئة مع الوكالة الوطنية للمحيط ووزارة البيئة، وأصدرت لفائدتهما عناوين مثل "كوكبي" و"كان يا ماء كان"، و"رحلة أمية"، و"محميّات بلادي"، وغيرها، ثمّ تطوّرت التجربة مع مجلات عربية كالعربي الصغير ومجلة يزن في غزة، وأزاهير ليبيا، ومجلة مهدي لبنان، وأصدرت قصة "الأسد المخلوع"، و"أحذية بلا أقدام" و"سجع البجع".

أطفال اليوم

• ما الفرق بين الكتابة لطفل الأمس وطفل اليوم، أم أن الطفل هو طفل في كل زمان ومكان؟

- بالتأكيد لكلّ زمن جيله الذي يختص به جيل اليوم تطغى عليه الصورة والإنترنت، ويجد صعوبة في تقبّل الكتاب الورقي، لذلك لا بدّ من مراعاة ذلك لإيجاد طرق تجذبه إليه، كما أن المواضيع تطوّرت شكلا ومضمونا.

• كيف ترى تأثير التكنولوجيا الحديثة على كتابة الأطفال؟

- مع الأسف، تركنا بسبب أو بآخر أطفالنا فريسة للوسائل التكنولوجية دون ضبط قواعد لاستعمالها، فأقبلوا على الجانب الترفيهي لتتحول إلى وسائل لإضاعة الوقت، إلى جانب الأمراض العديدة الناتجة عن التعلق بالوسائل الرقمية.

• هل أنت راض عن صورة الأطفال في الإعلام التونسي والعربي؟

- الطفل صفة جامعة لأنواع متعدّدة، لكننا تعوّدنا في الأدب والإعلام على صورة نمطية، وتركّز على القوي البطل الذكيّ، وتناسينا أنواعا أخرى كالتي تعاني صعوبات في التعلّم أو التوحّد أو ذوي الاحتياجات الخاصة، أو الذين انفصل الوالدان عن بعضهما وتزوج كل منهما مرة ثانية، وغيرها من الوضعيات التي تمس عالم الطفل نفسيا واجتماعيا.

غياب النقد

• ما هي رؤيتك للمشهد الإبداعي التونسي؟

- تونس تمرّ بفترة يلقى فيها أدب الطفل انتعاشة بعد فترة ركود دامت لعقدين من الزمن تراجع فيها، واختفت مجلاتها الطفلية، وهذا ينسحب على أدب اليافعين، واللافت للانتباه إقبال الكتّاب الكبار على الكتابة للأطفال واهتمام الأكاديميين بهذا الأدب من خلال مسابقة مصطفى عزوز لأدب الطفل التي ينظمها البنك التونسي العربي.

• يعاني مجال الكتابة للأطفال غياب النقد المتخصص، هلى تتفق مع هذة المقولة؟

- نعم، أتفق فغياب النّقد الذي يهتم بأدب الطفل مشكلة تواجه الكاتب، لأنّ الكاتب يحتاج إلى تطوير أدواته والتفاصيل تحتاج الى خبراء متخصصين كذلك من الحرفية تحديد الفئة العمرية على كل قصة وما يناسبها شكلا ومضمونا.

مسيرة حب للأطفال

يتولى عماد الجلاصي رئاسة تحرير مجلة أمين للأطفال، وتخصص في مجال الكتابة للأطفال منذ ولوجه عالم الكتابة، وهو من مواليد عام 1970 في تونس، ويعمل أستاذا بالتعليم الثانوي في اللغة والآداب العربية، وعن سبب اتجاهه لكتابة الأطفال يقول: "نشـأت في منطقة بالعاصمة التونسيّة تُسمّى "باردو"، فيها مجلس النواب ومتحف الآثار التونسية على مر العصور وحديقة الحيوانات، وهي عوالم تجذب كل طفل، وتجاورنا دار للشباب فيها مختلف الأنشطة الثقافية، وقد تعلقت بالمسرح والرسم والتصوير الفوتوغرافي، ومن هذه البيئة التقطت الكثير من التفاصيل وطوّعتها.

وأصدر الجلاصي العديد من الكتب منها: "كوكبي، وكتاب رحلة أمّية، ومحميّات بلادي، وكان يا ما كان، وأشجار وشجيرات من تونس، والأسد المخلوع، وأحذية بلا أقدام، وقصة سجع البجع".

كما شارك في العديد من المعارض منها: معرض صفاقس لأدب الطفل، ورشات كتابة في معرض تونس الدولي للكتاب، برنامج دبي الدولي لأدب الطفل في تونس.

نبذ العنف والتطرف والتمييز الطبقي والديني من شروط الكتابة
back to top