فيصل خاجه: 18 أغنية مفقودة من تراث أم كلثوم

ذكر خلال استصافته برابطة الأدباء أن كوكب الشرق تعاملت مع 52 شاعراً طوال مسيرتها

نشر في 11-08-2019
آخر تحديث 11-08-2019 | 00:00
قدم المدير العام للعمليات والتشغيل في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي فيصل خاجه معلومات ثرية ومتميزة، خلال محاضرة عن كوكب الشرق عبر ست فقرات، وهي: مقدمة، أغنيات أم كلثوم، وحفلات أم كلثوم، التي تعتبر الأهم في ومسيرة أم كلثوم التي وصلت إلى ستين سنة، ونماذج صوتية منتقاة من مسيرتها، ومقتنيات خاصة.
استضافت رابطة الأدباء الكويتيين في مقرها بالعديلية المدير العام للعمليات والتشغيل في مركز الشيخ جابر الثقافي فيصل خاجه، لتقديم أمسية بعنوان "حديثها السحر: قراءة في أعمال أم كلثوم".

وحضر المحاضرة جمع كبير من الأدباء والمهتمين، وتضمنت الأمسية عزفاً وغناءً نال استحساناً كبيراً للحضور لأغنية "قصة الأمس"، والتي أطلقت في عام 1958، وهي من كلمات أحمد فتحي، ومن ألحان رياض السنباطي، وأداها خاجه بمشاركة كل من سامر إبراهيم على آلة القانون، مبارك بخيت على آلة كمان، وطارق كمال على آلة تشيلو، وأحمد مراد على الرق.

واستهل خاجه حديثه قائلا: "أنا سعيد جدا أن هذه أول محاضرة أو أمسية أشارك فيها برابطة الأدباء، وأتمنى أن تكون أمسية خفيفة الظل، والأمسية ستتضمن ست فقرات وهي: مقدمة، كل أغنيات أم كلثوم، وحفلات أم كلثوم التي تعتبر الأهم في مسيرة أم كلثوم التي وصلت إلى ستين سنة، نماذج صوتية منتقاة من مسيرتها، مقتنيات خاصة، وأخيرا الفقرة الغنائية". وقال إن عنوان الأمسية من قصيدة كتبتها أمير الشعراء أحمد شوقي عن أم كلثوم، ومن ثم استعرض خاجه مقتطفات من إحدى مقالاته التي كتبها في 14 يوليو عام 2009.

من ناحية أخرى، استعرض خاجه مصدر التسجيلات المتاحة حسب عدد الساعات من الاستديو والحفلات بمجموع 678 ساعة عبر رسم بياني، ومن ثم بدأ خاجه بالحديث عن أغاني أم كلثوم بشكل عام، وأشار إلى أنها عبارة عن أسطوانات أو تسجيل إذاعي، أو حفلات، أو أفلام، موضحا أن مجموع الأغاني 297، لافتا إلى أنه سمع أحد الأصدقاء يقول إن مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقي العربية في لبنان لديهم أغنية إضافية سجلت في أواخر العشرينيات.

وأضاف أن هناك 18 أغنية فقدت بشكل كامل، ولم تستمر لأنها لم تحظَ على نجاح جماهيري، وأن أم كلثوم أخفت بعض الأغاني ربما لم تكن ذات جودة عالية. ومن ثم انتقل خاجه ليستعرض للحضور جدولاً زمنياً يبين الأغنيات التي قدمتها أم كلثوم بحسب ظهورها للمرة الأولى منذ عام 1924، وأن سنة 1931 شهدت أكثر إحصائية للأغاني التي قدمتها بواقع 29 أغنية، وأن الأغاني التي فقدت كانت ما بين سنة 1938 و1945، وتصادف تلك السنوات فترة الحرب العالمية الثانية.

الأغاني المفقودة

ومن خلال جدول توضيحي ذكر خاجه الأغاني المفقودة الـ18، ومن هذه الأغاني: التي سجلت في عام 1938 "الورد فتح"، للشاعر أحمد رامي، ومن تلحين رياض السنباطي، وأغنية "ينوبك إيه من تعذيبي"، للشاعر شكري، ومن تلحين محمد القصبجي، وأغنية "يا ورد ياللي الندي"، و"ذاد الكرى عن مقلتيك" للشاعر أحمد شوقي. وفي عام 1939 أغنية "ناسيه ودادي وجافياني" للشاعر أحمد رامي، أما أغنية "أحب أقول اللي في بالي" سجلت في عام 1940 للشاعر أحمد رامي، وأيضا أغنية "بين ذل الهوى وعزة نفسي" للملحن زكريا أحمد. وفي عام 1941 سجلت ثلاث أغانٍ للملحن زكريا أحمد، وهم: "أنا كنت أحب الشكوي إليك" للشاعر أحمد رامي، و"أنا وأنت" للشاعر محمد بيرم التونسي، و"لاح نور الفجر" للشاعر أحمد رامي، ومن تلحين محمد القصبجي، و"وقفت أودع حبيبي" للشاعر أحمد رامي ومن تلحين فريد غصن. أما في عام 1942 فسجلت كلا من أغنية "أوبريت عايدة" للشاعر أحمد رامي ومن تلحين محمد القصبجي، و"كل الأحبة اثنين" لشاعر محمد بيرم التونسي، ومن تلحين زكريا أحمد. وفي عام 1943 سجلت ثلاث أغانٍ، وهي: "هايم في بحر الحياة" للشاعر أحمد رامي ومن تلحين محمد القصبجي، و"إيه أسمي الحب" للشاعر محمود بيرم التونسي ومن تلحين زكريا أحمد، و"زهرة الربيع" للشاعر محمد الأسمر ومن تلحين زكريا أحمد.

وعلق خاجه: "في الغالب هي أغنيات لم يكتب لها النجاح، لذا لم تتم إعادة تقديمها، وفي الغالب طلبت أم كلثوم إتلافها".

هوية محددة

وأيضا، ومن خلال رسم توضيحي قدم خاجه جدولا توضيحيا مع رسم بياني للملحنين الذين تعاونت معهم أم كلثوم ليقول: "على مدى نصف قرن اقتصر تعاملها مع 14 ملحنا فقط، مما يشير إلى اهتمامها الكبير بالألحان وعدم رغبتها بالمجازفة، واقتصر 76% من أغنياتها على 3 ملحنين فقط وهم: رياض السنباطي، محمد القصبجي، وزكريا أحمد، وقامت بتلحين لحنين لنفسها، لم ينلهما النجاح: "عيني على الهجر"، و"يا نسيم الفجر".

وأضاف: "اقتصر تعاملها مع الملحنين المصريين لحرصها على هوية محددة لألحانها، باستثناء لحن وحيد للملحن اللبناني فريد غصن، مواليد الإسكندرية، وهو وقفت أودع حبيبي، ويعتبر هذا اللحن من المفقودات إذا لم يتم تسجيل الحفلة الوحيدة له".

وأوضح أن الجمهور حُرم من أعمال زكريا أحمد 14 سنة للخلافات المادية، بين عامي 1946 وعام 1960، كما حرم الجمهور من تسجيل أجمل أعمالها المطولة في الاستديو، وللاستديو نكهة خاصة.

الشعراء

أما الشعراء الذين تعاونت معهم أم كلثوم فقال خاجه: تعاملت أم كلثوم مع 52 شاعرا خلال مسيرتها معاصرين وغير معاصرين، لم يكن لديها حرص على أن يكون الشاعر مصريا بقدر حرصها على مصرية الألحان، استأثر أحمد رمي على ما نسبته 48% من أغنيات أم كلثوم بعدد 143 أغنية، ثم بيرم التونسي بنسبة 11% بعدد 32 أغنية.

ولفت إلى أن نصيب قصائد الفصحي من الأغنيات 78 أغنية أي ما يمثل 26%، وفي الفترة الأخيرة ازداد ارتباط أعمالها الفصحى بمواضيع الوطنية والدين، عوضا عن الغزل مثل البدايات، بدءا من سنة 1960 حتى النهاية قامت بتقديم 20 أغنية 5 منها عاطفية فقط. وبالرغم من غنائها لهذا العدد من الأغنيات باللغة العربية، إلا أن تجربتها في مدرسة أبوللو الشعرية اقتصرت على عملين رئيسين هما "قصة الأمس" و"الأطلال"، برغم من تأثر بعض الأعمال بهذه المدرسة مثل "أغار من نسمة الجنوب"، وبرأيي الشخصي كان هذا ميدانا خصبا للمزيد من الإبداع، لولا خوف أم كلثوم من عدم جماهيرية هذا الاتجاه.

أما من ناحية الثنائيات الأبرز فكانت 66 أغنية جمعت ما بين أحمد رامي ومحمد القصبجي، و35 أغنية جمعت ما بين أحمد رامي ورياض السنباطي، و20 أغنية جمعت ما بين بيرم التونسي وزكريا أحمد.

التحول الاجتماعي

تحدث خاجه عن تأثير التحول الاجتماعي على الأغنية الدينية منذ عام 1944، بأغنية "برضاك يا خالقي"، وعام 1946 بأغاني "ريم على القاع"، "سلوا قلبي"، و"ولد الهدى"، وعام 1955 بأغاني "لغيرك ما مددت يدا"، "غريب على باب الرجاء"، "علي عيني بكت يعيني"، "عرفت الهوى مذ عرفت"، "أوقدوا الشموع"، "حانة الأقدار"، وعام 1960 "تائب تجري دموعي ندما"، وعام 1965 "إلى عرفات الله"، وفي عام 1964 "حديث الروح"، وعام 1972 "القلب يعشق كل جميل" والثلاثية المقدسة.

وبيّن خاجه أن الأغنية الدينية اتسمت في الأربعينيات والخمسينيات بالأفكار الفلسفية والمناجاة رفيعة اللغة، مشيراً إلى أنه من ناحية مصادر المعلومات فينسب الفضل الأكبر لمجموعة كبيرة من الباحثين المتخصصين والهواة العرب الذين تفوقوا على المحترفين، إذ قاموا بتحقيق كم هائل من المعلومات، بالاستناد إلى مصادر معرفية مختلفة، ومنها: الأرشيف الإذاعي في مصر والدول الأخرى وتغطياتها الإذاعية، الصحف والمجلات والنشرات الأخرى، والتحليل، موضحا أنه وبشكل رئيسي تم الاعتماد على منتدى "سماعي" المتخصص بالموسيقي العربية.

من ناحية أخرى، أوضح خاجه أن أم كلثوم درجت على تقديم 3 وصلات غنائية في كل حفلة، حتى الحفلة التي أقيمت في مسرح الأولمبيا "باريس" بتاريخ 15 نوفمبر 1967، والتي شهدت حادثة السقوط، لتقوم بكافة حفلاتها التالية بتقديم اغنيتين فقط حتى الحفلة الأخيرة التي أقيمت بتاريخ 4 يناير 1973، والتي شهدت حشرجة صوتها أثناء غنائها لأغنية القلب يعشق كل جميل، وكانت الأغنية التي تشدو بها أم كلثوم.

وأخيرا ذكر خاجه للحضور أن لديه مقتنيات خاصة تتضمن أسطوانات لم تنشر لـ "دور يا عين دموعك"، "فين يا ليالي الهنا"، "بحبك وأنت مش داري"، وصوراً لم تنشر، وأيضا وثائق هندسة الصوت، وتسجيلات غير معتمدة.

back to top