«البروسترويكا» العربية

نشر في 06-08-2019
آخر تحديث 06-08-2019 | 00:09
هل ما يحدث الآن في منطقتنا «بروسترويكا» عربية مع اختلاف الهدف؟! فلئن كان الهدف في مواجهة الاتحاد السوفياتي هو تفكيك ذلك الاتحاد، فإن الدول العربية لا تحتاج إلى تفكيك، لأنها مفككة بما فيه الكفاية، إذن فليكن الهدف إشعال الحروب بينها وإثارة نيران الفتن داخلها، وهذا ما نراه الآن على امتداد عالمنا العربي.
 يوسف عبدالله العنيزي أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، الوحدة العربية، القومية العربية من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر... وغيرها من الشعارات التي هتفنا وتغنينا بها وحملناها وحملتها الأجيال من قبلنا، وجابت بها المظاهرات شوارع المدن العربية من أقصاها إلى أقصاها... والآن أين تلك الشعارات؟ ولماذا اختفت وتلاشت فغدا من الصعوبة بمكان أن تجد دولتين عربيتين يسود بينهما الود والاتفاق.

وهنا نطرح تساؤلاً يلح على الذهن: هل أدت تلك الشعارات والمظاهرات إلى إثارة الخوف والهلع لدى بعض الأطراف الدولية والتي قامت بإجراء دراسات لإدخال منطقتنا من ضمن "لعبة الأمم" ووضع مخطط "بروسترويكا" عربية مشابه لتلك التي أدت إلى تفكيك الاتحاد السوفياتي الذي كان يتكون من 15 جمهورية، وتم انهياره بتاريخ 26 /12 /1991 وانتقل العالم من مرحلة نظام القطبين إلى نظام القطب الواحد المتمثل في الولايات المتحدة الأميركية وعاد الاتحاد السوفياتي إلى مجموعة ما يسمى بالدول النامية، فهل ما يحدث الآن في منطقتنا "بروسترويكا"عربية مع اختلاف الهدف، فلئن كان الهدف في مواجهة الاتحاد السوفياتي هو تفكيك ذلك الاتحاد، فإن الدول العربية لا تحتاج إلى تفكيك، لأنها مفككة بما فيه الكفاية، إذن فليكن الهدف إشعال الحروب بينها وإثارة نيران الفتن داخلها، وهذا ما نراه الآن على امتداد عالمنا العربي.

ولكن هناك تساؤلات كثيرة تتبادر إلى الذهن: من وضع تلك الخطط؟ وما الأطراف المشاركة فيها؟ والتساؤل الأخطر: هل وصل المخطط إلى نهايته أم أنه مازال في البداية؟ وإلى أين يتجه؟ ثم إن كانت الشعوب مغيبة عن ذلك المخطط وتفاصيله فهل القيادات أيضاً مغيبة أم أن هناك أدواراً مرسومة تؤديها. حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top