مارد نفطي تركي قادم

نشر في 29-07-2019
آخر تحديث 29-07-2019 | 00:20
 أحمد راشد العربيد قبل عام ونصف العام، وتحديداً في 22 يناير من عام 2018، نشرت مقالاً بعنوان «تركيا مركز نفطي قادم»، وذكرت أن معاهدة لوزان، التي تم توقيعها بين الطرف المنتصر في الحرب العالمية الأولى وبين الدولة العثمانية في مدينة لوزان بسويسرا عام 1923 وما تضمنته هذه الاتفاقية من قيود، يسري مفعولها مائة سنة بعد توقيعها. تلك القيود التي جاء ذكرها صراحة بنصوص واضحة لا تقبل الشك كانت قيوداً صارمة ومهينة توثق هزيمة الدولة العثمانية وسقوط الخلافة الإسلامية.

تعرضت هذه القيود لشل كل النواحي التي تمس الحياة البشرية من زراعة وصناعة وتعليم وعبادة وغير ذلك، مما أدى إلى تقييد الشعب التركي أيما تقييد. كان مَن كتب هذه القيود يريد إيقاع الضرر الأكبر على الشعب التركي؛ لإحداث إعاقة دائمة مئات السنوات، وكان مَن وقعها لا حول له ولا قوة.

كان المنتصر مهتماً، بشدة، بتقييد استخدام الثروات الطبيعية لحرمان تركيا من التنمية، ومع مرور الزمن والاقتراب من نهاية المئة عام التي نصت عليها الاتفاقية، بدا الشعب التركي أكثر إصراراً على التحلل من تلك القيود، وأخذت التنمية تتسرب من كل جانب، وتظهر من كل صوب في الأمة التركية، وجاء اليوم الذي ينهض فيه المارد التركي لاستغلال ثرواته النفطية، ويسيطر على موارد الطاقة ليسترد مكانته في التنمية.

إن فرصة تركيا أن تكون دولة نفطية كفرصة الدول المجاورة لها، فهي تقع بين أقاليم وأحواض نفطية، منها أذربيجان وإيران والعراق وسورية وبحر قزوين وبحر ايجه والبحر الأسود والبحر المتوسط ومناطق أخرى داخل تركيا مثل مقاطعة باتمان ومقاطعة اديمان. ومن المتوقع أن يخبئ هذا المارد تحت جناحه ما يقارب 60 ملياراً من النفط والغاز، مما سيجعله منافساً قوياً في الشرق الأوسط بعد عقود قريبة.

قبل أيام قضيت إجازة الصيف في تركيا، وتابعت من خلال الإعلام التركي والعالمي الخطوة الأولى في برنامج الحكومة التركية ببدء عمليات الحفر والتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي.

لقد خططت تركيا لإقامة مناورات حربية وبحرية تحت اسم «ذئب البحر» مع الدول المجاورة لها، وقد كان أحد أهدافها إطلاق سفينة «الفاتح» التي تحمل أحدث أجهزة الحفر في العالم لحفر بئر بعمق 12000 متر تحت سطح الماء، قريبة من مدينة أنطاليا التركية ودولة قبرص، لتظهر احترامها لحدود جيرانها.

من المعلوم أن شرق البحر المتوسط هي منطقة تم اكتشاف النفط والغاز الطبيعي فيها، وتتنافس سبع دول على هذه الثروات النفطية والغازية، وهذه الدول هي تركيا واليونان ومصر وفلسطين المحتلة وقبرص ولبنان وسورية.

ومن المتوقع أن تكتشف تركيا النفط في هذه المنطقة بسهولة، فقد حشدت له إمكانات تقنية متقدمة، ولكن قد تعترض عمليات الإنتاج اتفاقية لوزان، ولكن من المنتظر أن يستمر المارد النفطي التركي بحفر الآبار للوصول إلى مستوى إنتاج عال يفاجئ به العالم في عام 2023.

رسالتي إلى أولئك الذين يصدقون رواية نضوب النفط، أن يكتفوا بتسابق دول البحر المتوسط في العثور على النفط!

أم تنتظرون عض أناملكم يوم لا ينفع الندم.

اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد.

back to top