اتصالات دولية وزيارات لطهران لحل أزمة الناقلتين

• عبدالمهدي وبن علوي يزوران العاصمة الإيرانية... والكويت تدعو لضبط النفس وتأمين الملاحة
• إيران تعلن اعتقال خلية تجسس أميركية وتحكم على بعض أعضائها بالإعدام وترامب يكذبها

نشر في 23-07-2019
آخر تحديث 23-07-2019 | 00:05
قوارب الحرس الثوري وبارجة أميركية في صورة مركّبة   (أ ف ب)
قوارب الحرس الثوري وبارجة أميركية في صورة مركّبة (أ ف ب)
عقدت لجنة الطوارئ الحكومية البريطانية «كوبرا» اجتماعا أمس لبحث سبل اطلاق ناقلة النفط البريطانية المحتجزة في إيران، في حين تكثفت جهود دبلوماسية دولية لاحتواء التصعيد في المنطقة ودعت الكويت إلى ضبط النفس وضمان حرية الملاحة بالخليج.
بالتزامن مع نشاط دبلوماسي إقليمي ودولي لاحتواء أحدث حلقات التوتر في المنطقة، عقدت لجنة الطوارئ الحكومية البريطانية "كوبرا" اجتماعا برئاسة رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها، تيريزا ماي، أمس لبحث سبل التعامل مع آخر التطورات في أزمة احتجاز إيران لناقلة ترفع العلم البريطاني.

وقبل اجتماع الطوارئ قال متحدث باسم رئيسة الوزراء إن بريطانيا دعت إيران إلى الإفراج فوراً عن الناقلة "ستينا إمبيرو".

وأضاف المتحدث: "تم احتجاز السفينة تحت ذريعة زائفة وغير قانونية، ويجب على الإيرانيين الإفراج عنها وعن طاقمها فوراً".

ولاحقاً، أدلى وزير الخارجية جيرمي هانت ببيان أمام البرلمان البريطاني للرد على الانتقادات التي يتم توجيهها للحكومة بشأن التعامل مع الواقعة.

ودفع وزير الخارجية باتجاه معالجة دبلوماسية للموقف بدلاً من فرض عقوبات فورية على الجمهورية الإسلامية التي تطالب لندن بالإفراج عن ناقلة تحمل النفط الإيراني بعد احتجازها عند جبل طارق بشبهة خرق العقوبات الأوروبية المفروضة على سورية.

وأكد وزير المالية، فيليب هاموند، أن الحكومة البريطانية "لم تغفل أو تتهاون" في التعامل مع القضية.

وقال هاموند إن لندن ستواصل العمل "بكل السبل الدبلوماسية الممكنة" لحل الأزمة، مضيفاً أن عقوبات، بما فيها مالية، قيد الاستخدام ضد إيران.

ورغم أن الناقلة المحتجزة، كانت ترفع العلم البريطاني، إلا أن ملكيتها تعود للسويد ويعمل على متنها طاقم من البحارة يحمل جنسيات من الهند وروسيا ولاتفيا والفلبين.

قلق كويتي

وجاء التريث البريطاني في وقت دعت عدة عواصم إلى التهدئة، وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية إن البلاد تتابع بقلق بالغ تسارع وتيرة التصعيد في المنطقة.

ونقلت وكالة الأنباء "كونا"، مساء أمس الأول، عن المصدر قوله إن دولة الكويت تؤكد أن استمرار مثل هذه الأعمال من شأنه زيادة التصعيد والتوتر وتعريض أمن وسلامة الملاحة لتهديد مباشر يستوجب معه أن يسارع المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده ومساعيه الدبلوماسية لاحتواء التصعيد والتوتر.

ودعا المصدر إلى أن تلتزم كل الأطراف بضبط النفس واحترام قواعد القانون البحري الدولي بما يحقق تأمين السلامة للملاحة الدولية في المنطقة الحيوية من العالم.

في موازاة ذلك، أكد ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، الذي يقوم بزيارة حاليا إلى الصين، أن الإمارات حريصة على حرية حركة الملاحة في الخليج العربي والشرق الأوسط.

وفي وقت سابق، أكدت السعودية أن احتجاز إيران لناقلة النفط البريطانية "أمر مرفوض تماما"، داعية المجتمع الدولي إلى "ردع" مثل هذه الأعمال.

كما دعت وزارة الشؤون الخارجية القطرية إلى ضرورة "احتواء الأحداث التي يشهدها الخليج بشكل عاجل" ودعت جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس.

بغداد والقاهرة

في هذه الأثناء، أفادت تقارير بأن القاهرة وبغداد تسعيان إلى تطوير مبادرة لتحريك مصالحة بين السعودية وإيران من أجل تخفيف التوتر في المنطقة.

وجاء ذلك في وقت أفادت مصادر مطلعة بأن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي زار طهران أمس للعمل على "احتواء التوتر".

ولاحقاً، ذكرت وكالة الأنباء العمانية أن الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبد الله سيزور إيران السبت المقبل لبحث التطورات في المنطقة.

في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي، مايك يومبيو، أن "بريطانيا تتحمل مسؤولية الحفاظ على سفنها".

وفي تصريحات لقناة "فوكس نيوز" الأميركية، شدد بومبيو على أن واشنطن "لا تريد حرباً مع إيران".

من جانب آخر، رفض وزير الخارجية الأميركي إعلان إيران أمس القبض على 17 جاسوسا يعملون لحساب وكالة المخابرات المركزية "سي.آي.إيه".

وقال بومبيو: "لا يمكنني التعليق بشكل محدد، لكن إيران لها تاريخ في الكذب". وأضاف:"إنه جزء من طبيعتهم..الكذب على العالم".

ولاحقاً، اعتبر الرئيس دونالد ترامب أن إعلان إيران اعتقال الجواسيس غير صحيح بالمرة.

وفي طوكيو، قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إن بلاده تريد بذل كل ما في وسعها لتهدئة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران قبل أن ترد على طلب أميركي، حمله مستشار الأمن القومي جون بولتون، لإرسال قواتها البحرية لحراسة المياه الاستراتيجية قبالة إيران.

وقال آبي إن طوكيو تود أن تؤدي ما تعتبره دوراً فريداً لها لتهدئة التوتر قبل أن تتخذ قرار الانضمام إلى الحلف الذي تسعى واشنطن لتشكيله بهدف حماية الملاحة في الخليج بعد سلسلة الاعتداءات التخريبية والحوادث التي شهدها منذ مايو الماضي واتهمت الولايات المتحدة طهران بالضلوع فيها. وأضاف آبي أن اليابان تحتاج إلى الحصول على معلومات حول ما تفكر فيه الولايات المتحدة وما تأمل في إنجازه، مضيفا أن الدولتين الحليفتين على اتصال وثيق.

تبرير روسي

وفي موسكو، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إن "الحجج التي ذكرها الجانب الإيراني لشرح تصرفاته أكثر إقناعاً من الإشارات المبهمة لقانون عقوبات الاتحاد الأوروبي الذي استخدمته سلطات جبل طارق بدعم من المملكة المتحدة في لحظة القبض على ناقلة ترفع علم بنما تحمل النفط الإيراني".

وجاء التأييد الروسي للموقف الإيراني غداة تأكيد مصادر لـ"الجريدة" عقد اجتماع بالسفارة الروسية في طهران بحضور مسؤولين إيرانيين لبحث لعب موسكو دورا أكبر للمساهمة في إطلاق الناقلة المحتجزة بجبل طارق.

في المقابل، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أن احتجاز إيران للناقلة البريطانية "إجراء قانوني لضمان الأمن الإقليمي".

وأضاف ربيعي: "نطلب من كل الدول التي تطالب إيران بالإفراج عن هذه الناقلة أن تقول الأمر نفسه لبريطانيا"، في إشارة إلى ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1" التي تحتجزها السلطات البريطانية في جبل طارق منذ 4 يوليو الحالي.

وتابع أن "المقارنة بين عمليتي الاحتجاز أمر غير عادل"، مشيراً إلى أنه لا يجب "أن يتوقع" البريطانيون أن إيران سوف تنصاع وتستسلم "عندما يحتجزون سفينة إيرانية ويظهرون عدائية" تجاه إيران.

من جهته، وصف رئيس مجلس "الشورى" علي لاريجاني مساء أمس الأول احتجاز الناقلة البريطانية بـ"رد على القرصنة البريطانية".

إلى ذلك، كشفت إيران أمس تفاصيل اعتقال أعضاء خلية تجسس تتكون من 17 شخصا اتهمتهم بأنهم كانوا يعملون لصالح الاستخبارات الأميركية وحكم على بعضهم بالإعدام.

وقال التلفزيون الحكومي إن المدانين كانوا يعملون في مراكز "حساسة وحيوية" في المجالات الاقتصادية والنووية والبنى التحتية والعسكرية والسيبرانية وكذلك القطاع الخاص المرتبط بها.

وبث التلفزيون وثائقيا يزعم أنه يُظهر ضابطة بوكالة المخابرات الأميركية وهي تجند إيرانيا في الإمارات.

ويأتي ذلك في وقت وقت جدد وزير الخارجية محمد جواد ظريف رفض بلاده الدخول في مفاوضات جديدة مع واشنطن وقال إن الولايات المتحدة تمارس "إرهابا اقتصاديا" ضد بلاده، مضيفا أن طهران "لا تتفاوض مع الإرهابيين".

لندن تعقد «اجتماع كوبرا»... وموسكو ترى مبررات إيران كافية لتوقيف «ستينا إمبيرو»
back to top