إسرائيل وراء قصف معسكر «الحشد» بالعراق

• «الحرس الثوري»: الصواريخ المستخدمة إسرائيلية... والطائرات انطلقت من قاعدة التنف
• واشنطن تلوم العامري على «صواريخ متوسطة» بمعسكرات «بدر»

نشر في 21-07-2019
آخر تحديث 21-07-2019 | 00:12
في خطوة استباقية لنتائج التحقيق الذي أمر به رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي لكشف ملابسات الغارة التي استهدفت معسكر الشهداء، التابع لـ «الحشد الشعبي» العراقي، في منطقة آمرلي بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد، ليل الخميس- الجمعة، أكد مصدر في «فيلق القدس»، المكلف بالعمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، لـ «الجريدة»، أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن إسرائيل هي التي شنت الهجوم.

وبحسب المصدر، فإن طائرات مسيرة (درون) إسرائيلية انطلقت من قاعدة التنف الأميركية في سورية، الواقعة في المثلث الحدودي السوري- العراقي- الأردني، هاجمت الثكنة التي تضم مخازن صواريخ صغيرة ومتوسطة المدى.

ولفت إلى أن الحرس الثوري توصل إلى هذا الاستنتاج لأن نوع الصواريخ المستخدمة في قصف المعسكر، هو نفس النوع الذي تستخدمه قوات الجو الإسرائيلية عادة، خلال عملياتها في سورية.

وكانت قيادة العمليات المشتركة العراقية أعلنت أن «طائرة مسيرة مجهولة» هي التي قامت بالقصف، في وقت سارعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى نفي علاقتها بالغارة.

وفي حين رفضت إسرائيل التعليق على الاتهامات، رجحت مواقع إخبارية محلية عراقية أن تكون مقاتلات إسرائيلية نفذت الهجوم، مستندة في ذلك إلى حجم الانفجارات في المعسكر والحرائق التي اندلعت.

وقال الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي: «فيديو استهداف المعسكر والتفجيرات أكبر من حمل الدرون الداعشية التي لا تحمل أكثر من قنبلتين بزنة أقل من 500 غرام، وهو ما قامت به في معارك الساحل الأيمن لمدينة الموصل عام 2017»، وأضاف: «الشكوك تفيد بأن المنفِّذ هو طائرات درون إسرائيلية، وقد هددت إسرائيل بأنها ستستهدف مصانع ومقرات القوة التصنيعية والتطويرية العسكرية لقوات الحشد الشعبي».

وكانت «الجريدة» نشرت قبل عام، وتحديداً في عددها الصادر في 21 يوليو 2018، خبراً رئيسياً على صفحتها الأولى مدعماً بصور حصرية مأخوذة من الأقمار الصناعية، عن نية إسرائيل ضرب أهداف في العراق وتحديدها لائحة أهداف تعتبرها تابعة عسكرياً للحرس الثوري، وبينها معابر حدودية مع إيران مثل مهران وباشماق، إلى جانب الشلامجة الحدودي مع البصرة والقريب من الكويت، فضلاً عن مواقع على طرق مهمة قرب القرى والمدن، مثل عاشقات وصبا البور.

وخلال زيارته للعراق أوائل العام الحالي، حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المسؤولين العراقيين من أن إسرائيل قد تقصف داخل العراق في أي وقت.

وفي احتفال بذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي في حرب ٢٠٠٦ بلبنان، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، الخميس: «إذا اضطررنا لمواجهة إيران ووكلائها فسنقوم بذلك وحدنا»، متحدثاً عن «عمليات مفاجئة ستأتي في الوقت المناسب».

وفي بغداد، استبعدت مصادر عراقية أن تعترف الحكومة بمسؤولية إسرائيل عن الغارة، مرجحة أن تخفف السلطات من أهمية الحادث، مضيفة أن الحكومة في موقف صعب، فلو أقرت بمسؤولية إسرائيل فسيكون ذلك اختراقاً كبيراً وستتعرض لانتقادات حول دور القوات الأميركية الموجودة في البلاد في هذا الخرق.

وتابعت المصادر: «من جهة أخرى، إذا اتهمت الحكومة تنظيم داعش بتنفيذ الهجوم، فستتعرض لضغوط من الحشد الذي اعتبر أن عملية إعادة هيكلته ودمجه بالجيش التي أمر بها عبدالمهدي، مستعجلة وتتغاضى عن خطر داعش».

وجاءت الضربة غداة فرض الولايات المتحدة عقوبات استهدفت بشكل خاص حلفاء طهران من غير الشيعة، في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، التي تعيش توتراً متواصلاً بعد تحريرها من «داعش»، وسط اتهامات لفصائل شيعية مقربة من إيران بمحاولة القيام بتغييرات ديمغرافية واقتصادية وسياسية في بنية أكبر محافظة سنية عراقية، من حيث عدد السكان.

يذكر أن محافظة صلاح الدين تسكنها أغلبية سنية لكنها شهدت تغيرات عميقة بعد تحريرها من «داعش»، ومنطقة آمرلي تسكنها أغلبية تركمانية من المكونين السني والشيعي.

إلى ذلك، كشف مصدر نيابي قيادي في حزب شيعي نافذ لـ «الجريدة»، أن واشنطن أبلغت زعيم «ائتلاف الفتح» هادي العامري، أن هناك جناحاً في «منظمة بدر»، التي يقودها، يعمل بشكل مستقل عن قيادته، وقدمت له وثائق تظهر صواريخ متوسطة المدى في معسكرات «بدر» وفصائل متحالفة معها، وأن هناك مقرات تابعة لـ «بدر» في آمرلي ونينوى ليست تحت سيطرته.

وأضاف المصدر أن العامري، الذي حرص على أن يقدم نفسه كفصيل منضبط، أمنياً وسياسياً، وحظي بثقة واشنطن، وأكد قدرته على ضبط تصرفات الفصائل الصغيرة؛ يشعر بانزعاج ويرى أن طهران تحاول توريطه عبر أجنحة ترتبط بقائد «فيلق القدس» قاسم سليماني.

back to top