الديمقراطيون منقسمون رغم توحدهم لدعم «النائبات الأربع»

• المعتدلون يخشون انزلاق الحزب باتجاه اليسار • بايدن يشبه ترامب بجورج والاس

نشر في 21-07-2019
آخر تحديث 21-07-2019 | 00:03
ترامب محاطاً برائدي الفضاء باز ألدرين ومايكل كولينز وأندرو أرمسترونغ ابن الرائد الراحل نيل أرمسترونغ في البيت الأبيض أمس الأول (اي بي ايه)
ترامب محاطاً برائدي الفضاء باز ألدرين ومايكل كولينز وأندرو أرمسترونغ ابن الرائد الراحل نيل أرمسترونغ في البيت الأبيض أمس الأول (اي بي ايه)
رغم محاولة الديمقراطيين جاهدين توحيد صفوفهم وحشد كل قواهم لمجابهة الهجمات التي شنّها أخيراً الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أربع نائبات، فإن تضامنهم يخفي شقاقات عميقة في صفوف الحزب الذي يبحث عن مرشح لانتخابات 2020.
أظهر الديمقراطيون الأسبوع الماضي، وحدة صف في وجه هجمات الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أربع نائبات تقدّميات، غير أن هذا التضامن الظاهري يخفي شقاقات عميقة في حزب يبحث عن مرشحه لانتخابات 2020.

فالديمقراطيون حشدوا كل قواهم لمجابهة ترامب بعد تغريداته التي استهدفت أربع نائبات يتحدّرن من أقليات، ودعاهن فيها إلى "العودة" من حيث أتين إن كنّ يكرهن الولايات المتحدة.

وأيدت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تبني مذكرة "تدين بشدة التعليقات العنصرية الصادرة عن الرئيس دونالد ترامب، والتي تشرّع وتزيد الخوف والكراهية تجاه الأميركيين الجدد والأشخاص الملونين".

لكن الحزب يشهد خلافات داخلية على عدة جبهات أخرى، وخصوصاً بشأن نظام الرعاية الصحية وخطة "الاتفاق الأخضر الجديد" لمكافحة التغيّر المناخي والهجرة.

وتتمتع النائبات الأربع ألكسندريا أوكازيو كورتيز (نيويورك) وإلهان عمر (مينيسوتا) وأيانا بريسلي (ماساشوستس) ورشيدة طليب (ميشيغان) بنفوذ متزايد داخل حزبهنّ الذي يسعين لدفعه نحو اليسار.

وشهد السجال الناجم عن تغريدات الرئيس المزيد من التصعيد بعد تجمع انتخابي عقده ترامب الأربعاء الماضي، في كارولاينا الشمالية.

وخصّ ترامب إلهان عمر، إحدى أول نائبتين مسلمتين في الكونغرس وقدمت إلى الولايات المتحدة لاجئة من الصومال وهي فتاة قبل أن يتم تجنيسها، بهجوم في هذا التجمع، وقال إنها "أهانت" موظفين أميركيين "وقللت من شأن" هجمات 11 سبتمبر.

وعندما وصمها بمعاداة السامية، هتف الحشد "أعيدوها إلى بلادها، أعيدوها إلى بلادها".

وهاجم ترامب التغطية الإعلامية التي وصفها بـ"الجنونية" لهتافات مئة من مناصريه الذين طلبوا "طرد" إلهان عمر.

وغرد ترامب "من المدهش أن نرى غضب الإعلام عندما رددت الجماهير في قاعة، أطردوها... لكنه لا يحرك ساكناً ويقبل التصريحات الحقيرة والخسيسة لثلاث نائبات من اليسار الراديكالي".

وأضاف "وسائل الإعلام الرئيسية فقدت كل مصداقية وباتت بشكل رسمي أو غير رسمي جزءاً من حزب اليسار الراديكالي الديمقراطي. محزن أن نرى ذلك!"

إلهان عمر

وسارعت إلهان عمر إلى الرد بقوة على ترامب على "تويتر" ووصفته بأنه "عنصري" و"فاشي"، وقالت: "أنا هنا حيث انتمي، في بيت الشعب... عليك أن تتعامل مع الأمر".

وأضافت "كابوس (دونالد ترامب) هو أن يرى لاجئة صومالية تدخل الكونغرس". وتابعت "سنكون دائماً كابوساً بالنسبة لهذا الرئيس لأن سياسته كابوس بالنسبة إلينا".

وتجسّد عمر (37 عاماً)لأنصارها الحلم الأميركي، لكن ترامب وأنصاره أطلقوا سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل بشأن هذه المرأة اللاجئة التي أصبحت عضواً في الكونغرس معتبرين أنها "متطرّفة خطيرة".

ويشدد الديمقراطيون على ضرورة هزيمة ترامب المرشح لولاية ثانية في نوفمبر 2020، غير أن الاحتكاكات تتزايد بين مرشحيهم العديدين في حين يسعى كل منهم للتميز عن سواه وزيادة حظوظه في تمثيل حزبه في السباق إلى البيت الأبيض.

ويدافع العديد من المرشحين مثل إليزابيث وارن وبيرني ساندرز عن سياسات أقرب إلى الاشتراكية، مثل إقرار نظام ضمان صحي شامل يعرف بـ"ميديكير للجميع".

لكن المرشحين الوسطيين يخشون أن تؤدي انعطافة الحزب إلى اليسار إلى إبعاد الناخبين المعتدلين، ما سيجعل من الصعب هزم ترامب.

وعلق المرشح المعتدل والنائب السابق جون ديلاني متحدثاً لشبكة CNN بالقول "إنهم يطلقون حرب طبقات، فيعدون بالمجانية لكل شيء، ويروجون لميديكير للجميع الذي لا يشكل سياسة جيدة". وأضاف إن "قمنا بذلك، فسنضع ترامب على مسار مضمون للفوز بولاية ثانية".

وتخدم هذه الخلافات الجمهوريين الذين ينتقدون سياسة النائبات الأربع اللواتي أطلقت عليهنّ تسمية "الفرقة" فيستهدفون حزم مواقفهنّ كما يأخذون على الحزب الديمقراطي انعطافته اليسارية في برنامجه.

وقال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن ماكارثي، "إنها الاشتراكيّة ضد الحرية".

وفيما يستغل ترامب هذه الانقسامات محفزاً قاعدته من الناخبين المحافظين والبيض بغالبيتهم، يبقى الانتماء الإثني موضوعاً خلافياً بالنسبة للجمهوريين.

وسددت النائبة السوداء كامالا هاريس ضربة شديدة إلى خصمها في السباق لنيل ترشيح الحزب نائب الرئيس السابق جو بايدن خلال أول مناظرة تلفزيونية بين المرشحين الديمقراطيين في يونيو، منتقدة تصريحات أبدى فيها استعداده للتعاون مع أعضاء في مجلس الشيوخ كانوا من أنصار الفصل العنصري في السبعينيات.

ويسعى قادة الحزب للتخفيف من تبعات هذه المواجهات الكلامية كي لا تضر بباقي العملية الانتخابية، غير أن مواضيع حساسة طرحت، مهددة ببلبلة الناخبين المستقلين أو إثارة عداء مؤيدي ترامب. ومن المواضيع التي لم تحسم بعد مسألة عزل ترامب.

وطرحت على مجلس النواب الأربعاء الماضي، مذكرة تدعو إلى الشروع في آلية لعزل الرئيس بعد هجماته على النائبات الأربع، غير أنه تم رفضها بأغلبية 332 صوتاً مقابل 95 صوتاً ديمقراطياً مؤيداً.

من ناحيته، شبّه جو بايدن، نائب رئيس الولايات المتحدة السابق، ترامب بحاكم ولاية ألاباما الراحل جورج والاس الذي كان مؤيداً كبيراً للتمييز العنصري.

وكان والاس، حاكما لألاباما على مدى 20 عاماً بداية من عام 1967 وسعى مرات عدة لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة من دون نجاح. وانتهى مسعاه إلى الرئاسة في عام 1972 بعد تعرضه لإطلاق النار، لكنه نجا. وتوفي والاس عام 1998.

وقال بايدن، في تجمع انتخابي في كاليفورنيا، أمس الأول، إن ترامب "أقرب شبها إلى جورج والاس وليس إلى جورج واشنطن". وتابع انه قلق بشكل خاص من التأثير المحتمل لتصريحات ترامب على الأطفال. وأضاف "يستمع أطفالنا لهذا. ما يقوله الرئيس مهم. إنه مهم لأن الرئيس هو واجهة الأمة".

back to top