محاربو الصحراء أبطال «كان 2019»

نشر في 20-07-2019 | 00:50
آخر تحديث 20-07-2019 | 00:50
توج المنتخب الجزائري ببطولة كأس الأمم الافريقية للمرة الثانية في تاريخه، بعدما تغلب أمس الأول على نظيره السنغالي بهدف نظيف، بأقدام المهاجم بغداد بونجاح في الدقيقة الثانية، ليتسيد القارة السمراء ويصنع ملحمة الصعود على عرش إفريقيا.

وحقق الخُضر البطولة الإفريقية للمرة الثانية في تاريخهم، بعد أن حصدوا اللقب لأول مرة عام 1990، بينما خسرت السنغال النهائي للمرة الثانية في تاريخها بعد السقوط أمام الكاميرون عام 2002.

هدف مفاجئ

افتتح المنتخب الجزائري التسجيل في الدقيقة الثانية، بعد تسديدة من بغداد بونجاح ارتطمت بقدم اللاعب ساليف ساني لترتفع الكرة ثم تسكن أقصى الزاوية اليسرى للحارس جوميز، الذي اكتفى بمشاهدتها وهي تعانق شباكه، بعدها حصل المنتخب السنغالي على ركلة ثابتة في الدقيقة 11 وسط ملعب الجزائر ليتم إرسال كرة طولية داخل منطقة الجزاء أبعدها الدفاع الجزائري بنجاح ليبدأ هجمة مرتدة توقفت عند حارس الأسود.

وانطلق ساديو ماني في دفاعات الجزائر ليتعرض للعرقلة، ويحصل على ركلة ثابتة نفذها زميله سايفيت بتسديدة قوية من مسافة بعيدة، لكنها ذهبت سهلة إلى أحضان الحارس مبولحي في الدقيقة 27.

وكان المنتخب السنغالي قريبا جدا من التعادل في الدقيقة 38، بعد تصويبة صاروخية من نيانج بيسراه من خارج منطقة الجزاء علت العارضة قليلا، وهي اللعبة التي شعر معها الجهاز الفني للجزائر بخطورة الموقف.

وتسبب الدفاع الجزائري في ركلة ثابتة على حدود منطقة جزاء بالقرب من راية الركنية اليسرى في الدقيقة 43، ليرسل هنري سايفيت عرضية خطيرة شتتها الدفاع الجزائري.

«فار» تلغي ركلة جزاء للسنغال

ومع بداية الشوط الثاني، نظم المنتخب السنغالي هجمة مرتدة سريعة في الدقيقة 51 عن طريق ساديو ماني، لكن دفاع الجزائر تدخل في الوقت المناسب ورد بهجمة معاكسة سريعة انتهت برأسية من فيجولي إلى دفاع الأسود، ونفذ السنغاليون ركلة ثابتة جديدة وسط ملعب الجزائر في الدقيقة 57، بإرسال كرة عرضية معتادة مرت من أمام الجميع وتحولت إلى ركلة مرمى للفريق الجزائري.

واحتسب الحكم الكاميروني أليون نيانت ركلة جزاء لصالح السنغال في الدقيقة 60، بعد ارتطام الكرة بيد اللاعب عدلان قديورة داخل منطقة الجزاء، ليتم الاحتكام إلى تقنية فيديو الحكم المساعد (VAR)، والذي أكد عدم وجود تعمد للمس الكرة باليد من قبل مدافع الخضر.

وأهدر نيانج فرصة التعادل للسنغال في الدقيقة 66 بعد انفراده بحارس الجزائر ومراوغته وتسديد الكرة باتجاه المرمى الخالي عالية بعيدا عن الشباك، بعدها أرسل اللاعب يوسف سابالي قذيفة من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 69 لتذهب إلى موقع تمركز الحارس رايس مبولي الذي حولها إلى ركنية رغم قوتها ولم يستفد الأسود من اللعبة بعد ذلك.

ومن ركنية في الدقيقة 74 كادت الجزائر تضاعف النتيجة بعد عرضية داخل منطقة الجزاء من بلايلي حولها الدفاع عن طريق الخطأ باتجاه مرماه، لكنها ذهبت إلى ركنية أخرى، وأهدرت السنغال مجددا فرصة العودة في الدقيقة 83 بعد كرة ساقطة داخل منطقة الجزاء قابلها إسماعيلا سار بقذيفة بيمناه ذهبت فوق عارضة رايس مبولحي بمسافة بعيدة.

ولم يكن لدى السنغال سوى إرسال الكرة العالية مرة أخرى في الوقت المحتسب بدلا من الضائع إلى منطقة الجزاء الخضراء لينجح رايس مبولحي مجددا في السيطرة عليها بنجاح، وبعدها احتسب الحكم 4 دقائق وقت بدل ضائع حاول فيها رفقاء ساديو ماني التعادل، إلا أن الجزائريين أحكموا السيطرة على الدفاع لتنتهي المباراة بفوز الجزائر باللقب الافريقي.

بلماضي: من دون اللاعبين لا أساوي شيئاً

أهدى مدرب المنتخب الجزائري، جمال بلماضي، اللقب الإفريقي للاعبي منتخب بلاده، الذين قدموا مستوى رائعا في البطولة.

وقال بلماضي، في المؤتمر الصحافي عقب التتويج باللقب: "الفوز على السنغال كان تاريخيا، لأن هذه هي البطولة الأولى التي نحققها خارج أرضنا. سنوات طويلة تغيبنا عن منصات التتويج منذ 1990، والآن فزنا، ونستحق ذلك".

وأضاف: "المباراة كانت صعبة ومعقدة جدا أمام خصم قوي لعب كأس العالم الأخيرة، والمصنف الأول بالقارة، لكن اللاعبين نجحوا في الصمود خلال المواجهة، وكنا أفضل هجوم ودفاع بالبطولة". وعن دوره مع المنتخب الجزائري، قال: "من دون اللاعبين الحاليين أنا لا أساوي شيئا، لأنهم هم الفاعلون الحقيقيون على أرضية الملعب، وبالنسبة لي وللطاقم الفني قدمنا جزءا بسيطا لهم.

سيسيه: افتقدنا التوفيق

أعرب المدير الفني لمنتخب السنغال، اليو سيسيه، عن حزنه، بسبب خسارة لقب إفريقيا أمام المنتخب الجزائري.

وقال سيسيه خلال المؤتمر الصحافي: "كنا نستحق التعادل على الأقل، لكن الحظ لم يكن حليفنا. حاولنا جاهدين الفوز باللقب. أهنئ منافسنا الجزائر، وأتمنى لهم مستقبلا باهرا".

وتابع: "المنتخب الجزائري حينما سجل الهدف، دافع جيدا. أؤكد أن هذا الجيل للسنغال مختلف عن الأجيال السابقة. كان بإمكاننا إبعاد الجزائر عن اللقب، ولم نكن ضعفاء أمامهم، ونعلم قوتنا جيدا".

وأكمل: "كان ينقصنا الانتظام خلال البطولة. كل شيء كان جيدا معنا من مجهود ولاعبين. الأمور كانت صعبة جدا، بوجود 24 منتخبا في أمم إفريقيا، وجميع المباريات كانت قوية".

مبولحي رجل النهائي وأفضل حارس

توج حارس المنتخب الجزائري رايس مبولحي بجائزة أفضل حارس في بطولة كأس الأمم الإفريقية (مصر2019)، متخطيا جميع حراس البطولة، كما حصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة.

وقدَّم مبولحي، حارس مرمى نادي الاتفاق السعودي، أداء قويا خلال البطولة، حيث وقف سدا منيعا أمام المنتخبات التي واجهت "الخُضر" في مختلف أدوار البطولة، كما ظهر بمستوى جيد جدا في مباراة النهائي أمام السنغال، وأبعد أكثر من كرة خطيرة على مرماه، ليقود منتخب بلاده إلى التتويج باللقب.

4.5 ملايين دولار للبطل

حصد المنتخب الجزائري جائزة مالية قدرها 4.5 ملايين دولار، بعد أن نجح في التتويج بكأس الأمم الإفريقية، فيما سيكون نصيب الوصيف 2.5 مليون دولار، وحصل طرفا مباراة المركزين الثالث والرابع على مليوني دولار لكل منهما.

وأصبحت هذه النسخة هي الأعلى من حيث الجوائز المالية في تاريخ الكان، حيث سيبلغ مجموع الجوائز قرابة 25 مليون دولار.

ويحصل الفريق الخاسر في ربع نهائي أمم إفريقيا في نسختها المنصرمة على 800 ألف دولار، أما الخاسر في دور الـ16 فسيكون من نصيبه 600 ألف دولار، ويحصل الفريق الذي احتل المركز الثالث في دور المجموعات على 575 ألف دولار، فيما ينال صاحب المركز الرابع 475 ألفا.

بن ناصر أفضل لاعب في البطولة

توِّج نجم المنتخب الجزائري إسماعيل بن ناصر، لاعب فريق إمبولي الإيطالي، بجائزة أفضل لاعب في بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019، بعد الفوز رفقة منتخب بلاده بلقب البطولة.

وقدَّم بن ناصر مستويات رائعة في جميع المباريات التي شارك بها، ليحصل على الجائزة عن جدارة واستحقاق.

التتويج وتسلم الجوائز

بعد انتهاء المباراة، انطلق لاعبو الجزائر فرحا نحو المدرجات للاحتفال مع جماهيرهم الغفيرة، كما حرصوا مع جمال بلماضي على السجود في أرضية الملعب، شكرا لله سبحانه وتعالى على التوفيق بحصد اللقب، بينما سيطر الحزن الشديد على لاعبي السنغال، لكن مدربهم أليو سيسيه كان حريصاً على تجميعهم وسط الملعب للشد من أزرهم، وتأكيد أنهم قدموا كل ما لديهم ولم يقصروا في واجباتهم.

وتسلم لاعبو الجزائر كأس البطولة وميداليات المركز الأول، بحضور

د. مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري، وعبدالقادر بن صالح الرئيس المؤقت للجزائر، ود. أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة المصري، وجيان إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي (كاف)، كما أقام لاعبو الجزائر ممرا شرفيا لنجوم السنغال أثناء تسلم ميداليات المركز الثاني.

جماهير الجزائر تحتفل حتى الصباح

حرصت جماهير الجزائر الموجودة في القاهرة على الاحتفال باللقب الإفريقي حتى الصباح، وسط أفراح كبيرة وإطلاق شماريخ، كما حرص البعض على الذهاب إلى فندق إقامة اللاعبين، من أجل تشجيعهم والهتاف باسمهم، ومحاولة التقاط صور تذكارية معهم، إلا أن الأمن تواجد بكثافة في محيط الفندق، لحماية اللاعبين، والعمل على عدم تعرضهم لأي مضايقات.

back to top