«كور مخلبص»

نشر في 19-07-2019
آخر تحديث 19-07-2019 | 00:05
 م. فيحان الشبلي "كور مخلبص" مثل قديم يقال للشخص العنيد الذي يصعب التفاهم معه، وأسقط هذا المثل في هذا المقال على إيران التي باتت لا تتفاهم وتعاند متمسكة برأيها، ولو كانت على خطأ فإن "كورها مخلبص"، ويحتاج الى تضبيط.

للأسف أصبحت نزاعات الغرب وخصوصا أميركا مع إيران تسبب القلق لدول الخليج، مع العلم أن إيران دولة جارة منذ القدم، وتربط الخليج بها علاقات قديمة، وكان من المفترض عليها عدم إقحام الخليج في كل نزاعاتها، وهي تتوعد وتزبد وترعد، ونحن نعلم كما أنها تعلم أن التهديد لن يتعدى جدران طهران، وهي تعلم أهمية دول الخليج بالنسبة إلى العالم أجمع، فنحن نشكل ما يقارب 39 في المئة من الاحتياطي العالمي للنفط! بـ18 مليون برميل نفط يوميا كإمدادات لدول العالم.

دول الخليج لا تمتلك سلاحا نوويا لكنها تملك إمدادات نفطية هائلة، ولو توقف الإنتاج أياما فقط لوصل سعر البرميل إلى ضعفي سعره الحالي، كما حدث سنة 1973 في حرب أكتوبر مع مصر وسورية ضد إسرائيل عندما وصل سعر البرميل إلى أربعة أمثاله.

إيران أعلنت أنها سترفع كمية إنتاج اليورانيوم المخصب أربعة أضعاف كردة فعل على التصرف الأميركي تجاهها، وهذا شأنهم، ونحن نقول كما قال المثل القديم: "غبر يا ثور على قرونك"، ونعلم أن الشعب الإيراني قد ضاق ذرعا من تصرفات حكومة بلاده، فإيران من أغنى البلدان نفطيا وزراعيا وثروة حيوانية وصناعيا والشعب يعاني الجوع والفقر، ومن بدل نظام الشاه في السابق قادر على تبديل غيره!

لذلك نقول لحكومة إيران إن دول الخليج بحمى الرحمن، ومن ثم رجالها ونفطها، فلا تقحموا الخليج في نزاعاتكم مع الغرب، فلستم أوصياء علينا، وإذا كان التهديد بإغلاق طريق مضيق هرمز البحري لمنع تصدير النفط فهذا في السابق لأن دول الخليج تملك موانئ تصدير تطل على البحر الأحمر.

فنتمنى من حكومة إيران ضبط النفس كما نتمنى من وسائل الإعلام المحلية عدم التصريح بوجود مخزون من الغذاء والدواء لما فيه ترويع للمواطنين، وكأننا على وشك دخول حرب! فلن يكون هناك أي حرب بل ستكون بردا وسلاما بإذن الله.

back to top