جلسة فوق السحاب

نشر في 16-07-2019
آخر تحديث 16-07-2019 | 00:09
من ذكريات السنين الجميلة زيارة مدينة "كوكبان" موطن ملوك سبأ وحمير، وعشيقة الغيوم التي تحيط بها، وتبعد نحو 50 كيلو متراً عن العاصمة صنعاء، برفقة الفنانة سعاد عبدالله والفنان محمد المنصور، حيث قطعنا الطريق في حديث ممتع وشيق، تجاوزنا فيه طريقا يصعب وصف روعته ومناظره الخلابة.
 يوسف عبدالله العنيزي عشت في المملكة العربية السعودية الشقيقة على مدى سبع سنوات ما بين مدينة جدة عروس البحر الأحمر ومدينة الرياض مدينة المجد والعز، حيث كنت أتولى إدارة مكتب دولة الكويت التجاري الذي سعدت بتأسيسه، وعلى مدى ثلاث سنوات عشت في "يمن" الحضارة والتاريخ متنقلا بين جباله ووديانه، عشت في البلدين الشقيقين فلم أجد إلا وحدة الأصل والانتماء.

من ذكريات تلك السنين الجميلة التي يزخر بها الذهن تلك الدعوة الكريمة التي تلقيتها من المغفور له بإذن الله سمو الأمير الملكي سلطان بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، وكان وقتها يتولى منصب وزير الدفاع والمفتش العام، وذلك لحضور العرض العسكري الذي أقيم في مدينة "خميس مشيط" التي تقع في قلب منطقة عسير ذات الطبيعة الخلابة والمناظر الرائعة.

وقد قمت بزيارة بحيرة "السودة" التي تفوق في روعتها العديد من المناطق في العالم، وكان مقر إقامتنا في قاعدة الملك خالد الجوية، وقد سررت عندما علمت أن جاري في الغرفة المجاورة مطرب العرب محمد عبدو الذي سعدت بالتعرف عليه وقضاء بعض الوقت معه، يا لها من رحلة ممتعة لا تنسى إلى منطقة رائعة في بلد عزيز.

أما في اليمن العزيز فقد أقيم الأسبوع الثقافي الكويتي، وكان يرأس الوفد الدكتور محمد الرميحي، ويضم كلاً من الفنانة القديرة سعاد عبدالله "أم طلال" والفنان القدير محمد المنصور "بوعبدالله"، وتلقى الوفد دعوة كريمة من الأخ العزيز عبدالرحمن الأخفش لزيارة ديوان عائلته في مدينة "كوكبان" موطن ملوك سبأ وحمير، وعشيقة الغيوم التي تحيط بها، وتبعد نحو 50 كيلو متراً عن العاصمة صنعاء.

وكم سعدت برفقة الفنانة أم طلال والفنان بوعبدالله، حيث قطعنا الطريق في حديث ممتع وشيق، تجاوزنا فيه طريقا يصعب وصف روعته ومناظره الخلابة، كان ديوان الأخفش يقع على سفح الجبل، ويطل على الوادي الذي تغطيه الغيوم المحيطة بالديوان لترسم آية من صنع الخالق الذي صور فأبدع، وما زالت تلك الصورة مرسومة في الذهن. كانت جلسة رائعة ضمت عدداً من كبار المسؤولين في اليمن الشقيق، منهم وزير الخارجية د. أبوبكر القربي ووزير الإعلام د. حسين العواضي ووزير الثقافة د.عبدالوهاب الروحاني، وقد تفضل أحد رجالات "كوكبان" المشهورة بالأدب والثقافة بإلقاء قصيدة رائعة، أشاد فيها بالكويت وقيادتها ورحب بالوفد.

ولاستكمال هذه اللوحة الرائعة قام مطرب الأغنية اليمنية محمد مرشد ناجي باحتضان العود ليشدو بأغنيته الشهيرة "على مسيري على امسيري ألا بسم الله الرحمن"، والآن كم هو مؤلم عندما نرى ونسمع عن تلك المعارك الطاحنة والتسابق في تدمير ما حبانا الله به من نِعَم، باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة والغارات الجوية، وكل ما يخطر على البال من سلاح، وسقوط آلاف القتلى والجرحى والمشردين والمرض والجهل والمجاعة.

ندعو الله أن يمنّ على البلدين العزيزين بالأمن والسلام، لتعود الألفة والمحبة والمودة إلى تلك الربوع الرائعة لتكون مهوى السياحة والإبداع.

حفظ الله جزيرتنا العربية وخليجنا الواحد وأسبغ علينا نعمه التي لا تعدّ ولا تحصى، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

هل يعقل؟!

تناقلت وسائل الإعلام المختلفة أنباء عن اجتماعات ومفاوضات تعقد بين جماعات إسلامية بهدف إعادة الأمن والسلام إلى ذلك البلد المسلم العريق، وقد تم التوصل في تلك الاجتماعات إلى بعض الاتفاقات، منها إطلاق سراح المعتقلين من "كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة"، والسماح "بتعليم البنات"، ولا نملك تعليقاً على ذلك إلا بقول: حسبنا الله ونعم الوكيل.

back to top