احتكاك بريطاني - إيراني في «هرمز»

واشنطن تخطط لمواكبة الناقلات عسكرياً بالخليج وتسرّع «حلف» حرية الملاحة
● لندن ترفع تحذيرها لسفنها للحد الأقصى وطهران تنفي محاولة احتجاز ناقلة إنكليزية
● كلفة التأمين في المضيق ترتفع 10 أضعاف

نشر في 12-07-2019
آخر تحديث 12-07-2019 | 00:15
No Image Caption
بعد احتكاك أقدمت عليه زوارق عسكرية إيرانية بناقلة نفط بريطانية عند مضيق هرمز، ورفع منسوب التوتر في المنطقة، يبدو أن الأمور تصب في اتجاه تطبيق مقترح واشنطن، القاضي بتأمين حماية عسكرية للناقلات التي تمر من المضيق.
بوتيرة متسارعة، ارتفع أمس منسوب التوتر في الخليج، عقب احتكاك زوارق عسكرية إيرانية بناقلة نفط بريطانية عند مضيق هرمز، بعد أسبوع من مصادرة لندن ناقلة نفط إيرانية عند مضيق جبل طارق.

وبينما رفعت لندن التحذير الأمني للسفن التي ترفع علمها في منطقة الخليج إلى أقصى حد، وأصدرت دليلاً جديداً لمسار السفن التجارية، لتوخي أقصى درجات الحذر عند «هرمز»، قالت السلطات البريطانية إنها تدرس طلباً أميركياً للدعم، في وقت كشف مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة وحلفاءها يخططون لتأمين مواكبة عسكرية لناقلات النفط في الخليج.

وكانت واشنطن أعلنت، قبل يومين، أنها تسعى إلى انضمام حلفاء، في غضون أسبوعين، إلى تحالف عسكري لحماية المياه الاستراتيجية قبالة إيران واليمن.

وفي التفاصيل، أفادت وزارة الدفاع البريطانية أمس بأن 3 زوارق إيرانية حاولت مساء أمس الأول اعتراض الناقلة «بريتش هيريتدج» عند عبورها الممر الاستراتيجي الفاصل بين الخليج وبحر العرب، قبل أن تبتعد عقب إنذار أطلقته فرقاطة تابعة للبحرية الملكية.

وبحسب الرواية البريطانية، فقد تحركت الفرقاطة «مونتروز» بين «هيريتدج» والزوارق الإيرانية الثلاثة قبل إصدارها تحذيراً شفهياً استجاب له الإيرانيون.

وفي وقت جدد متحدث باسم رئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي التذكير بأن احتجاز ناقلة النفط الإيرانية «غرايس 1» عند جبل طارق سببه العقوبات الأوروبية المفروضة على سورية لا إيران، شددت سلطات «جبل طارق» على أن الناقلة «غرايس1» ستبقى قيد الاحتجاز حتى انتهاء التحقيقات، مضيفة أن الشرطة أوقفت قبطان الناقلة وأحد ضباطها بتهمة خرق العقوبات الأوروبية على سورية.

في المقابل، ورغم نقل شبكة CNN عن مسؤولين في الولايات المتحدة تأكيدهم أن طائرة مسيرة أميركية (درون) صورت الحادث، نفى «الحرس الثوري» وجود تخطيط للسيطرة على الناقلة البريطانية، قائلاً إنه لو كان تلقى أوامر باحتجاز أي سفينة لنفذها على الفور.

وغداة تحميل الرئيس الإيراني حسن روحاني لندن مسؤولية «تهديد الملاحة وعواقب حادث جبل طارق»، حذر نائب قائد «الحرس» علي فدوي من أن الولايات المتحدة وبريطانيا «ستندمان بشدة» على احتجاز الناقلة التي يعتقد أنها كانت تنقل نفطاً إلى سورية.

ووصف وزير الخارجية محمد جواد ظريف، ما أثارته السلطات البريطانية حول حادث «هرمز» بأنه «ادعاءات مكررة تهدف إلى تصعيد الوضع»، معقباً بأن السفينة مرت ولم يعترضها أحد «وهذا الكلام يثار من أجل تغطية نقاط ضعفهم».

وفي طهران، أبلغت مصادر رفيعة في «الحرس الثوري» «الجريدة» بأنه لم يكن يقصد احتجاز او اعتراض السفينة البريطانية وأن استراتيجية «الحرس» الآن هي رفع كلفة مرور السفن في «هرمز» وإبقاء التوتر حتى الإفراج عن الناقلة الإيرانية.

وارتفعت أسعار التأمين على ناقلات النفط، التي تمر عبر المضيق، عشرة أضعاف خلال الشهرين الماضيين، بعد تعرض ناقلات في مياه الخليج لهجمات وزيادة التهديدات المحتملة.

وقال رئيس الرابطة الدولية لأصحاب ناقلات النفط، باولو داميكو: «لدينا أشخاص من كل جنسية، وسفن من كل دول العالم، يعبرون هذا الممر البحري المهم، وإذا أصبحت المياه غير آمنة، فقد تكون الإمدادات إلى العالم بأسره في خطر».

أما موسكو، فاتهمت واشنطن بأنها تسعى إلى تأجيج التوتر في الخليج، معربة عن خشيتها من حصول «مواجهة مباشرة» على وقع زيادة وتيرة الحوادث بين إيران والدول الغربية.

وأكد الكرملين أنه متمسّك «بحرية الملاحة من دون شروط، في الخليج ومضيق هرمز»، في حين أعرب قائد الجيش الفرنسي، فرانسوا لاكوانتر عن اعتقاده بأن الوضع في الخليج «لن يخرج عن السيطرة».

ولاحقاً، عقبت القيادة المركزية الأميركية على الحادث بأن «تهديد حرية الملاحة الدولية يستلزم حلاً دولياً».

back to top