أنا آسف!

نشر في 12-07-2019
آخر تحديث 12-07-2019 | 00:02
 بدر البصير بعد كل ثراء فاحش وسريع لا يُعرف كيف تم تحقيقه، أو كسب للمال بغير وجه حق، نفاجأ ببيان لهؤلاء لا يخلو من السذاجة والاستخفاف بالعقول يأتي مذيلاً بكلمة: «أنا آسف»، وكذلك الحال بالنسبة إلى بعض مشاهير السوشيال ميديا، فبعد بث مقاطع ساذجة ذات محتوى تافه، ونشر ما لا يليق بثقافة المجتمع، نجد أحدهم يقول: «أنا آسف».

للأسف، أصبحت كلمة «أنا آسف» شماعة تُعلَّق عليها الأخطاء والفشل، وتستخدم للتغطية على ما يتم ارتكابه من حماقات تجاه الآخرين والمجتمع، والأدهى والأمرُّ أننا نجد هؤلاء المشاهير بعد ذلك يتقمصون دور الشخصية الوقورة المحترمة، وكأن شيئاً لم يحدث، غير آبهين بما اقترفوه في حق أسرهم ومجتمعهم.

وهنا نتساءل: أين كان عقلك عندما أهنت نفسك من أجل كسب المال وتحقيق شهرة واهية، وقد عرَّضت أسرتك للسب والاستخفاف من بعض المتابعين؟ وهل تحقيق المال والشهرة أهم من كرامتك؟

نعم، من الجميل أن يتحلَّى المخطئ بثقافة الاعتذار، لكن الأسف هنا لن يعفيه من أنه أخطأ في حق أسرته ومجتمعه، وأيضاً أثر بالسلب في أطفالنا، فمثل هؤلاء يهدمون البيوت بهذه التصرفات غير اللائقة، ويغرسون في أجيالنا ثقافة مبتذلة، وعليه لن يُفيد أسفهم في محو الصورة السيئة التي انطبعت في الأذهان عنهم، ولن يعفيهم عن تحمُّل مسؤولية أفعالهم المشينة.

وليعلم هؤلاء أن كسب المال والشهرة قد يتحقق سريعاً، لكنهم غفلوا أن الأهم هو كسب الاحترام، وللأسف أن الآباء مشغولون بالعمل والتجارة، ومنهم مَن لا يهتم بأبنائه، غير مدركين خطورة السوشيال ميديا على أبنائهم، لما تحتويه في كثير من الأحيان من مواد لا تليق بعاداتنا وتقاليدنا، ويقوم الأطفال بتقليد هؤلاء المشاهير، الذين لا همَّ لهم سوى جمع المال وتحقيق الشهرة، حتى أصبحوا مرضا خبيثا يفتك بمجتمعنا، وقد يتحوَّل إلى وباء لا تُحمد عقباه.

back to top