شمال سورية يغلي... وواشنطن تتحرك شرق الفرات

• مقتل أكثر من 90 في إدلب وعفرين
• الزهار يشيد بالأسد ويدعو إلى إعادة العلاقات

نشر في 12-07-2019
آخر تحديث 12-07-2019 | 00:04
مقاتلون من النصرة في طريقهم إلى قرية الحمامية أمس (أ ف ب)
مقاتلون من النصرة في طريقهم إلى قرية الحمامية أمس (أ ف ب)
يواجه هجوم الرئيس السوري بشار الأسد على إدلب ضربات مضادة مؤلمة من المعارضة تؤكد إصرار تركيا على إبقاء هذه المنطقة بعيدة عن قبضته وأن عليه خوض المزيد من المعارك لاستعادة ما بقي من الأراضي بالقوة.
تسبّبت اشتباكات اندلعت ليل الأربعاء- الخميس بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد والفصائل المقاتلة والجهادية بقيادة جبهة النصرة سابقاً في منطقة إدلب والمناطق المحاذية، بمقتل أكثر من ٨٢ من الطرفين.

ووفق مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، فإن الاشتباكات اندلعت إثر شنّ فصائل المعارضة هجوماً تمكنت بموجبه من السيطرة على قرية الحماميات وتلة قربها في ريف حماة الشمالي الغربي، مؤكداً أن «القتال لا يزال مستمراً مع شنّ قوات النظام هجوماً معاكساً لاستعادة القرية، تحت قصف جوي ومدفعي عليها وعلى مناطق في محيطها».

وإذ أوضح المتحدث العسكري باسم «النصرة» وحلفائها أبو خالد الشامي أن الهجوم بدأ «على مواقع النظام» في الحماميات قبل أن يتمكنوا من السيطرة على القرية، أكد الناطق باسم فصائل «جبهة التحرير» ناجي مصطفى، أن تلة القرية استراتيجية جداً لأنها تشرف على طرق إمداد» قوات النظام.

وغداة مقتل 11 مدنياً بينهم أربعة أطفال على الأقل، في قصف أخرج مستشفى جسر الشغور عن الخدمة، قتلت قوات النظام 5 بينهم طفل في غارات جديدة على المدينة، في حين تسببت غارات روسية على بلدة اللطامنة بمقتل مدني على الأقل، في حين قتلت سيدة في قصف للفصائل على بلدة كرناز التي تسيطر عليها قوات النظام، بحسب المرصد.

ومنذ بدء التصعيد نهاية أبريل، قتل أكثر من 550 مدنياً إثر غارات سورية وروسية على مناطق عدة في إدلب ومحيطها، رغم أنها تخضع لاتفاق روسي تركي منذ سبتمبر نصّ على انشاء منطقة منزوعة السلاح، ولم يُستكمل تنفيذه.

تعزيزات وتفجيرات

ومع وصول تعزيزات عسكرية تركية جديدة تضم آليات عسكرية ودبابات من مختلف المناطق لنشرها إلى جانب الوحدات المتمركزة على حدود سورية، قتل 13 شخصاً أغلبيتهم مدنيون أمس، في تفجير سيارة مفخخة قرب حاجز للفصائل الموالية لأنقرة عند مدخل مدينة عفرين شمالي حلب.

من جهة أخرى، اتهمت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية القوات التركية بـ «تجريف التلال الأثرية في سهل عفرين وسرقة قطع أثرية بالتعاون مع مجموعات إرهابية»، مطالبة بتدخل دولي لحماية ما تبقى في المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام.

إلى ذلك، هزت مدينة الحسكة ثلاثة انفجارات متتالية الأول في حي الصالحية قرب دوار المشحمة والثاني قرب زاوية مساكن الشرطة والثالث في حي الكلاسة.

جيفري والأكراد

وفي زيارة نوعية لمناطق الإدارة الذاتية الكردية، عقد المبعوث الأميركي لسورية جيمس جيفري، اجتماعات موسعة ومغلقة مع قياديين وعشائر في مناطق شرق الفرات بدير الزور.

وبحسب الرئيس المشترك لمجلس دير الزور غسان اليوسف، فإن جيفري ومبعوث التحالف الدولي وليام روباك وقائد الجيوش في سورية والعراق بلاك ميران مناطق شرق الفرات، بحثوا الأوضاع السياسية والعسكرية في مناطق الإدارة الذاتية، ومناقشة حل الأزمة السورية والقضاء على تنظيم «داعش» وخلاياه النائمة.

وسبق ذلك زيارة وفود أميركية وأوروبية خلال الأسابيع الماضية، في خطوات متسارعة لدعم الإدارة الذاتية، بالتزامن مع حراك سياسي دولي لدعم المنطقة على الصعد السياسية والعسكرية والخدمية وتكريس سلطة الأكراد ومشروعها الاستقلالي.

أستانة 13

في المقابل، حدد نائب وزير الخارجية الروسي ​ميخائيل بوغدانوف​ موعد الاجتماع رقم 13 من محادثات ​أستانة يومي 1 و2 أغسطس المقبل في العاصمة الكازاخية نور سلطان، مشيراً إلى وجود «أفكار ملموسة تفتح المجال لاتفاق نهائي على تشكيل اللجنة الدستورية والثلث الأخير منها».

وفي وقت سابق، أعلنت دمشق للمرة الأولى إحراز «تقدم كبير» نحو تشكيل اللجنة الدستورية إثر محادثات بين وزير الخارجية وليد المعلم والمبعوث الأممي غير بيدرسون. وقبل تقديم موسكو معطيات إضافية اليوم بخصوص الهجوم بالغاز السام على دوما، أعلن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية إعداد قائمة أولية لتحديد الجهات المسؤولة عن هذه الهجمات، موضحاً أن فريق التحقيق سيتناول على مدى السنوات الثلاث المقبلة تسعة أحداث.

حركة «حماس»

من جهة أخرى، كشف عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» محمود الزّهار عن جهود بُذلت سابقاً ولاتزال حالياً لعودة العلاقات مع النظام السوري، موضحاً أنّ «من مصلحة المقاومة أن تكون هناك علاقات جيدة مع جميع الدول التي تعادي إسرائيل ولديها موقف واضح وصريح من الاحتلال مثل الجمهورية السورية والجمهورية اللبنانية والجمهورية الإيرانية الإسلامية».

وقال الزهّار إن الأسد «فتح لنا كل الدنيا، لقد كنّا نتحرّك في سورية كما لو كنّا نتحرّك في فلسطين، وفجأة انهارت العلاقة على خلفية الأزمة السورية، وأعتقد أنه كان الأولى أن لا نتركه وأن لا ندخل معه أو ضده في مجريات الأزمة».

أنقرة تواصل الحشد على الحدود ودمشق تتهمها بسرقة آثارها
back to top