خاص

«الإطفاء البحري»: مستعدون للتعامل مع أي طارئ بالمنطقة في الظروف الحالية

الكدم لـ الجريدة.: زوارقنا تغطي المياه الدولية والإقليمية وجاهزيتنا عالية

نشر في 12-07-2019
آخر تحديث 12-07-2019 | 00:05
أكد مدير إدارة الإطفاء البحري بالإدارة العامة للإطفاء العقيد بدر الكدم جاهزية الإطفاء البحري للتعامل مع أي حوادث بحرية مهما كان حجمها أو موقعها، في ظل ما تشهده المنطقة من ظروف استثنائية، وخاصة ما يتعلق بناقلات النفط والسفن التجارية.
وقال الكدم، في حوار مع «الجريدة»، إن الإدارة تنسق مع أجهزة الدولة بشكل عام، ومع القوة البحرية بوزارة الدفاع، والإدارة العامة لخفر السواحل في «الداخلية» ووزارة النفط، بشكل خاص، مضيفا: «نملك الزورق منتصر، وذلك في ميناء الشعيبة، وهو مخصص لمكافحة حرائق المنصات النفطية».
وشدد على أن الإدارة على أهبة الاستعداد لأي طارئ يحدث في أي وقت، «ولا يشترط وقوع حادث معين لنكون مستعدين»، مشيرا إلى أن الشركات النفطية تعمل يوميا على تعبئة المواد النفطية.
وأفاد بأن الكويت أصبحت تستقبل بعض بواخر الغاز الخام، مما يستوجب الاستعداد والجاهزية في جميع الحالات، «فنحن نتعامل مع مادة قابلة للاشتعال، ومواد أخرى خطيرة»، وفيما يلي التفاصيل:

● في ظل الظروف الحالية التي تشهدها المنطقة ما مدى استعداد الإدارة العامة للإطفاء البحري بوجه خاص للتعامل مع أي حادث في البحر؟

- الإدارة العامة للإطفاء البحري مستعدة حيال أي طارئ في الظروف الحالية، وتم التنسيق والاجتماع مع الجهات المعنية من شركات نفطية وغيرها، ووضع آلية وزيارات دورية على الأماكن الحساسة لمعرفة كيفية التعامل معها، وكذلك المواد التي تحتاج إليها في حالة نشوب حريق، والاستعداد كامل، ونأمل عدم حدوث أي حادث في هذه الظروف.

● هل وجود حادث شرط للاستعداد لأي طارئ؟

- ليس شرطا، فنحن على أهبة الاستعداد لأي طارئ يحدث في أي وقت، ونقوم بتعبئة المواد النفطية أو المواد الخام من النفط والمواد المركبة من النفط أو الغاز، لأن الكويت اليوم أصبحت تستقبل بعض بواخر الغاز الخام، فالاستعداد جاهز في جميع الحالات، سواء كان الوضع الإقليمي سيئا أو غير سيئ، فنحن نتعامل مع مادة قابلة للاشتعال، مادة خطيرة، وتمر بمراحل تعبئة وتفريغ بالبواخر، وهذه العملية خطيرة بحد ذاتها.

ونحن مستعدون ولدينا زورق «منتصر» في مركز الشعيبة للإطفاء البحري قادر على مكافحة حرائق المنصات النفطية والمواد النفطية، ونعمل 24 ساعة في اليوم طوال أيام الأسبوع، ولدينا جميع المواد التي تساعد في السيطرة على الحريق بأسرع وقت.

مراكز بحرية

● حدثنا عن طبيعة عمل إدارة الإطفاء البحري.

- هي إحدى الادارات التابعة للادارة العامة للإطفاء، ومهمتها حماية الأرواح والممتلكات في مياه بلدنا الغالي الكويت، عبر 4 مراكز بحرية منتشرة على السواحل الكويتية والجزر، وهي مركز الشعيبة للإنقاذ البحري، الذي يتعامل مع الحوادث في المنطقة الجنوبية، ويوجد به اكبر مركز إنقاذ إقليميا، ويتعامل مع حوادث وحرائق ناقلات النفط والسفن العملاقة في الشعيبة ويسمى «منتصر».

وهناك مركز السالمية للإنقاذ البحري، ودوره التعامل مع الحوادث في المنطقة الوسطى، مثل الغرق والإنقاذ السريع، لأن المنطقة المسؤول عنها تكثر فيها الأماكن الترفيهية، ويضم غواصين مختصين بالتعامل مع هذه الحالات.

وهناك مركز الشويخ للإنقاذ البحري، وموقعه في ميناء الشويخ، ويتعامل مع الحوادث التي تقع في الميناء، ويغطي المنطقة الشمالية حتى الحدود الكويتية - العراقية، ومركز فيلكا للإنقاذ البحري، الذي يغطي الحوادث الواقعة داخل فيلكا، أو في المنطقة البحرية القريبة منه، ويعتبر «برمائيا»، ويعد مركز السالمية الأكبر عددا من ناحية الزوارق، أما مركز الشعيبة فيمتاز بنوعية وحجم زوارقه.

● هل زودت إدارة الإطفاء البحري ببعض الآليات والزوارق؟

- نعم، نحن حاليا في طور تسلم عدد من الزوارق (زوارق التدخل السريع)، المتخصصة في عمليات الإنقاذ، وجار تسلمها عن طريق القنوات الرسمية وتجربتها لمعرفة المواصفات التي تم تحديدها، فإذا كانت تنطبق عليها فسيتم تسلمها في القريب العاجل.

وكذلك خلال هذا العام سينضم إلى الأسطول زورق مكافحة وإنقاذ، علما أن أسطول الإطفاء البحري يتكون من 36 قطعة متعددة الأحجام، فيها زوارق كبيرة ومتوسطة وصغيرة، فالزوارق الكبيرة أقصد بها اللنجات الموجودة بالموانئ، وهي قادرة على مكافحة جميع أنواع الحرائق بالسفن.

والزوارق المتوسطة هي زوارق إطفاء وإنقاذ، وفيها نظام حرائق كامل قادر على مكافحة حرائق الخشب واليخوت، ولدينا حالة التدخل السريع عند وجود حالات غرق على الشواطئ أو غرق بالجزر الموجودة في البحر.

ويجري الآن بناء زورق «مجاوب» في كوريا الجنوبية، على أحدث ما توصلت اليه صناعة الزوارق، بتكلفة 5 ملايين دينار، ويبلغ طوله 45 مترا، وهو مختص بالإطفاء والإنقاذ، ويعتبر من أكبر الزوارق في العالم وتستخدم به أحدث وأفضل التكنولوجيا، لمواكبة حركة تطور النقل البحري بالكويت، لأن من أساسيات النقل البحري سلامة طرق الملاحة وأمنها، ويتولى ذلك رجال خفر السواحل، وحماية هذه القطع البحرية وهي مهمة رجال الإطفاء البحري.

● هل إدارة الإطفاء البحري مستعدة للتعامل مع حوادث سفن في المياه الإقليمية؟

- نعم، قادرون على التعامل مع الحوادث إذا دعتنا الحاجة في المياه الإقليمية والدولية، لكن الخروج عن المياه الإقليمية مع أسطول الإطفاء البحري يتطلب أوامر من القيادات العليا، وبمرافقة خفر السواحل أو القوة البحرية، وهناك تنسيق مع هاتين الجهتين، وعمليات مرتبطة في حالة الحاجة، وكذلك في مناطق حساسة بشمال الكويت يتم الوصول إليها بمرافقة إخواننا من خفر السواحل.

● منطقة شمال الكويت (بوبيان) عادة ما تحصل فيها حوادث، كيف تتعاملون معها؟

- نحن نتعامل مع أي حادث مهما كان، لكن الوصول إليه يتطلب تدخل خفر السواحل أو القوة البحرية، وهما المسؤولان عن خروج ودخول الزوارق إلى المياه الإقليمية الكويتية كجهة أمنية، والمياه الإقليمية الشمالية فيها خور عبدالله وخور الصبية وهي منطقة حساسة.

زوارق حديثة

● يقال إن زوارقكم قديمة الصنع وتفتقد للتكنولوجيا الحديثة، هل هذا صحيح؟

- زوارقنا جيدة وصالحة للاستخدام، ودائماً نجري لها صيانة دورية على مدار السنة، وهي مزودة بأجهزة رصد حراري، ورادار واجهزة اتصال، على أحدث مستوى والأفضل إقليمياً.

● ما مدى تقييم القوات المشاركة لدور القيادة؟

- جاء التقييم كبيراً ومرضياً، بأنه لا يمكن الاستغناء عنا في جميع الحوادث البحرية، ومن توصياتهم التعرف على قدرات إدارة الإطفاء البحري بالإدارة العامة للإطفاء، لمشاركتها في العمليات العسكرية إذا استدعت الحاجة أو الحياة المدنية، وبذلك اتضحت الصورة كاملة أنه لا يمكن الاستغناء عن إدارة الإطفاء البحري عسكرياً، تطبيقاً للمرسوم الأميري الصادر (تنظم الإدارة العامة للإطفاء تنظيماً عسكرياً ويساوى رجال الإطفاء بإخوانهم رجال الداخلية في الرتب والمرتبات والعلاوات). هذا المرسوم ألغى حياتنا المدنية وأدخلنا في الحياة العسكرية ورفع سقف الرتب بالإدارة العامة للاطفاء وكذلك المشاركة في العمليات العسكرية إن استدعت الحاجة، فنحن جهة عسكرية غير مسلحة إسناداً للأزمات والكوارث الطبيعية مثل نشوب الحريق في مخزن السلاح بالمطار وكان المستجيب الأول الإدارة العامة للإطفاء بسيطرتها على الموقف، الذي تم تسليمه للجيش بعد فحص الحريق، وكان ذلك منذ فترة طويلة، كما شاركت الإدارة في السيطرة على حريق الجهراء، وكذلك في الأمطار الأخيرة.

الموارد البشرية

● هل تعاني الإدارة نقصاً في العنصر البشري بها؟

- حالياً لا يوجد نقص، ولله الحمد فقد أخذت الإدارة على عاتقها بقطاع تنمية الموارد البشرية بالإدارة العامة للإطفاء دخول الدورات الأخيرة حتى تتم تغطية النقص من خلال الدخول بدورات ضباط ورقباء وأفراد، وكما هو معلوم فإننا نعلن عن دورات وتتقدم لها أعداد كبيرة ومن ينطبق عليه الشروط يلتحق بزملائه بالإدارة.

● هناك أصابع اتهام موجهة للإدارة العامة بعدم توعيتها الأشخاص بما يتسبب في كثرة حوادث الغرق، وكذلك قوارب النزهة فما قولكم؟

- هذا الكلام غير صحيح، ولا نؤيده، فجميع وسائل الإعلام قائمة على تحذير الناس وذلك غير (السوشيال ميديا)، والسناب شات وإنستغرام وغيرها، بواسطة إدارة العلاقات العامة للإطفاء، كما يتم التحذير من الأرصاد الجوية، أما إذا أهمل الشخص متابعة الأخبار فذلك يعد تقصيراً منه ذاته، وإذا خالف القوانين أو التعليمات ووقع في حادث غرق أو نحوه، فنحن لا نحاسب، إنما نقوم بإنقاذه، لأن هذا هو دورنا.

إن إدارة الإطفاء البحري نسقت مع المسؤولين بالإدارة العامة للجمارك ومسؤولي إدارة المسح البحري بوزارة المواصلات، وتم عمل اجتماعات ووضع شروط أمن وسلامة، وذلك بأن تكون الحمولة مقنعة غير زائدة، مع وجود رخصة قيادة بحرية كذلك وجود مضخات مياه داخل «لنجات» الخشب المعدة لنقل البضائع وجار تطبيق هذه الشروط بعد تكرار حوادث «لنجات» الخشب وعدم مطابقتها لشروط الأمن والسلامة.

ضبطيات

● هل للإدارة العامة للإطفاء الحق في إجراء ضبطيات قضائية للمخالفين؟

- ليس عندنا أي ضبطيات قضائية، ولكن عندنا تحذير إذا ما وجد أشخاص في أماكن خطيرة نقوم بتحذيرهم وأمرهم بالذهاب إلى أماكن أخرى تصلح للسباحة، وقد حدثت حالات غرق من قبل وتم انتشالها، وإذا كان الشخص معانداً ولا يعرف مصلحته ومكابراً فإن الإدارة العامة لها الحق في إجباره على التحرك من هذا المكان الخطير، أما من له الحق في إجراء المخالفات على المخالفين فهي إدارة المسح البحري في وزارة المواصلات، وهناك شروط أمن وسلامة موضوعة من الإدارات الثلاث (الإطفاء والمسح البحري وخفر السواحل).

● تتعاونون مع خفر السواحل، ما مدى هذا التعاون؟

- هناك تنسيق وتعاون بيننا وبين خفر السواحل على أعلى الدرجات، فهم يوفرون لنا الأمن وسلامة الملاحة، ونحن نتعامل مع الحادث، وأتمنى أان يكون هذا التعاون مع جميع الجهات الأخرى.

● هل لإدارة الإطفاء الحق في توقيف «اللنجات» بواسطة دوريات؟

- نعم لها الحق، هناك دوريات مستمرة بالعمل في البحر وفي الجزر الثلاث في فترة العطلات الرسمية، وعطلة نهاية الأسبوع، لتأمينها وسرعة الاستجابة للحوادث أياً كان مكانها، وتمت تغطية جميع الأماكن من خلال الدوريات المنتشرة في البحر.

● هل هناك خطة لإنشاء مراكز بحرية في الجزر؟

- نعم الفكرة مطروحة، ونأمل أن ترى النور.

● لماذا تتزايد حالات الغرق خلال فترة الصيف؟

- تفسير ذلك قلة وعي، كما حدث أخيراً من أحد الأشخاص الوافدين وعمره 19 سنة يلعب بالكرة فوقعت الكرة في البحر، وهو يعلم يقينا أنه لا يجيد العوم، ومع ذلك نزل البحر فغرق، وكذلك إهمال أصحاب الطراريد في فترة الشتاء وتركها بدون صيانة، ثم ينزلون بها البحر في الصيف، وذلك يؤدي إلى غرق الطراد، لأنه غير صالح للنزول في البحر.

● ما الجديد في عمليات الإنقاذ البحري السريع؟

- إدخال خدمة «الجت سكي» للإنقاذ البحري للتدخل السريع إذا وقع حادث حريق أو غرق، لاسيما في الأماكن الترفيهية، للوصول بأقصى سرعة ممكنة إلى مواقع الحوادث.

● هل تقام دورات للإطفاء البحري تقوم بها الإدارة العامة للإطفاء؟

- نعم ويتم ذلك فقط للجهات التي تطلب منا ذلك، لأن الادارة العامة للاطفاء تعتبر مركز تدريب دولياً معترفاً به (I.C.D) المنظمة الدولية للحماية المدنية، وتم عمل دورات دولية في قيادة الحوادث البحرية والقيادة الوسطى في الحوادث الكبرى، وتم استقطاب أكثر من دولة من الدول الأعضاء في الحماية المدنية، حتى أنهم أرسلوا ضباطاً لأخذ دورات عندنا، والجدير بالذكر أن إخواننا في الجيش والحرس الوطني يشتركون معنا في دورات بحرية، كالمكافحة البحرية والغوص، وهناك فريق كامل معتمد من ضباط إدارة الإطفاء البحري، وفي الوقت الحالي توجد دورة تأسيسية لإخواننا في الحرس الوطني، ولدينا أحواض سباحة متخصصة يتم فيها الاستعانة بها.

تمرين 2017... نموذج للتعاون

قال الكدم، إنه في عام 2017 نفذنا تمرينا بمشاركة نحو 36 دولة بذخيرة وعسكر، حول وقوع حريق في باخرة نفطية بالبحر، وكانت الإدارة العامة للإطفاء أخضعت جميع الدول لإمرتنا، وتم التنسيق معها عسكريا ومدنيا من جهة «K U C» والهيئة العامة للبيئة.

وأضاف: تأمين المنطقة بواسطة خفر السواحل، وخارجيا بواسطة القوات البحرية، لعدم دخول قوات معادية، ودخلت القوات الخاصة لإنقاذ المحشورين في الباخرة، وتمت السيطرة عليها من المتسللين لها، وكل ذلك تحت قيادة الإنقاذ البحري.

أزمة الأمطار

ذكر العقيد الكدم أن الإدارة العامة للإطفاء أدت دوراً كبيراً وفعالاً خلال أزمة الأمطار التي شهدتها البلاد خلال العام الماضي، مشيراً إلى أن الاوامر التي صدرت إلينا كإدارة إطفاء بحري من المدير العام للإدارة العامة للإطفاء الفريق خالد المكراد بإنزال الزوارق للشوارع، وكذلك إنقاذ الأشخاص المحشورين بالشوارع داخل سياراتهم عن طريق الزوارق مع مساندة الإخوان في المراكز البرية في المنقف وغيرها من المناطق التي تعرضت للفيضانات، وذلك عن طريق إقامة الحواجز الترابية، مشيراً إلى أن الزوارق عملت على إنقاذ المحشورين بالسراديب داخل البيوت التي امتلأت بالمياه كما حدث في منطقة الرقة.

نصائح لمرتادي البحر

وجه العقيد الكدم نصيحة لمرتادي البحر تقضي باتباع النصائح والإرشادات والتأكد من طبيعة الأحوال الجوية قبل دخول البحر والتأكد من سلامة القطعة البحرية التي يراد استخدامها لأن كل هذا يؤدي إلى سلامة الشخص والمصاحبين له في الرحلة، و«بودنا ألا تتكرر الحوادث مرة أخرى لأننا نفقد شباباً في عمر الزهور نتيجة عدم اتباعهم الإرشادات المطلوبة».

وضعنا آليات خاصة بالمواقع الحساسة... ونسير دوريات بحرية في كل المواقع

ليس لدينا ضبطيات قضائية للمخالفين ولكن نحذرهم من الأماكن الخطيرة

الزورق «منتصر» موجود في ميناء الشعيبة ومخصص لمكافحة حرائق المنصات النفطية
back to top