على ضفاف النيل

نشر في 07-07-2019
آخر تحديث 07-07-2019 | 00:10
 محمد أحمد المجرن الرومي بعد غيبة طويلة عن مصر الحبيبة بأهلها شددنا الرحال أنا وزوجتي لقضاء أيام قليلة لزيارة أصدقاء وأحبة لم نلتقِ بهم منذ سبع سنوات. سكنّا في أحد الفنادق المطلة على النيل الخالد، وكان المنظر بديعاً وجميلاً سواء في الصباح الباكر أو عندما تغرب الشمس وتلقي بأشعتها الجميلة على مياه النيل وتتلألأ الأنوار؛ مما يشكل لوحة بديعة وجميلة مع منظر المراكب ذات الأشرعة التي تدفعها الريح الهادئة التي تمخر مياه النيل، وعلى ضفتي النهر يحلو للبعض أن يستمتعوا بهذه المناظر الجميلة.

في هذه الزيارة ذهبنا إلى بعض الأماكن التي نعرفها، نسترجع الذكريات الجميلة، ومنها أحياء الزمالك والمهندسين والدقي والعجوزة، وكذلك وسط القاهرة، الذي طالته يد التغيير للأفضل، حيث بدأ الاهتمام بشوارعها وبناياتها وبعض الشوارع خصصت للمشاة فقط.

بدأ برنامجنا في اليوم الأول بزيارة أخ كبير وصديق قديم هو الأستاذ رمضان البدري في سكنه بالمهندسين، حيث استقبلنا وزوجته الكريمة أم خالد، وقضينا معهما وقتا ممتعا، والأخ رمضان كان يشغل منصب وكيل وزارة بوزارة القوى العاملة، كان لقاؤنا في اليوم التالي مع أخ عزيز آخر وأسرته الكريمة، حيث تناولنا وجبة العشاء عند الدكتور محمود حسني في عزبته العامرة في منطقة الجيزة ترعة المنصورية، والدكتور محمود اختصاصي جراحة الوجه، وهوايته الخيل العربي الموجود في عزبته الجميلة، وقضينا أمسية جميلة مع هذه الأسرة الكريمة.

قبل بداية شهر رمضان المبارك بيوم كان اللقاء مع أخ وصديق آخر هو السفير الدكتور محمد الضرغامي وحرمه اللذين تجمعنا معهما صداقة قديمة منذ عملنا في السويد، لقد استمتعنا معهما عندما دعوانا إلى الغداء في النادي الدبلوماسي المطل على ضفة النيل الخالد، وكان المنظر جميلاً والجو بديعاً والأحاديث الشيقة، وهذا النادي مخصص للدبلوماسيين المصريين وأسرهم وإقامة المناسبات الاجتماعية، ولفت نظري اسم أحد الأشخاص على إحدى القاعات، فإذا هو السفير الذي كان وراء إنشاء هذا النادي، وأنه كان مديرا للنادي حتى وفاته.

كان اليوم التالي هو بداية شهر رمضان المبارك الذي يستعد له المصريون، ويكون فرصة للقاء الأسر، ويذهبون إلى الأماكن التي فيها احتفالات ومنها أحياء القاهرة القديمة، وكنا قد ذهبنا إلى شارع المعز أشهر الشوارع في القاهرة القديمة، وحي الحسين كان اللقاء مع الأخ العزيز محمود حربي وحرمه، حيث ذهبنا معا في المساء وتمشينا في شوارع القاهرة القديمة، وفي حي الحسين توقفنا في مقهى الفيشاوي الشهير حيث تجاذبنا الأحاديث الشيقة وذكريات الأخ محمود حربي في الكويت التي قضي فيها ٤٠ عاماً عمل خلالها بإخلاص وأمانة، وكوّن صداقات كثيرة هناك، ومرّ علينا شاب طالب جامعي يبيع الكتب فاشترينا بعض الكتب، وأبى الأخ محمود إلا أن يستضيفنا في منزله العامر في الجيزة، ليس ببعيد عن ترعة المريوطية، حيث تناولنا وجبة الإفطار مع أسرته الكريمة، وكان إفطارا مصريا والمائدة عامرة، وبعد وقت ممتع معهم غادرنا منزلهم العامر في الشارع الذي يحمل اسم أخينا العزيز محمود حربي.

قبل سفرنا لم ننس الجانب الثقافي، حيث زرنا عدداً من المكتبات الرئيسة واشترينا بعض الكتب والروايات الجديدة، واستمرارا للجولة الثقافية في القاهرة زرنا برفقة صديقة العائلة السيدة مايسة منطقة الفسطاط، حيث يقع مسجد عمرو بن العاص، وبقربه تقع منطقة الكنائس الأربع، ومنها الكنيسة المعلقة التي يوجد فيها قبو يقال إن السيدة مريم وابنها سيدنا عيسى، عليهما السلام، عندما هربا من الناصرة في فلسطين إلى مصر مكثا في هذا القبو لفترة من الزمن.

وقبل المغادرة إلى الكويت في نهاية الزيارة افتقدنا بعض الأصدقاء الأعزاء، وهم الأخ العزيز السفير محمود السعيد الذي حال مرضه بيننا وبين زيارته، شافاه وعافاه، ولكن سعدنا بسماع صوته على الهاتف، كما افتقدنا أخاً عزيزاً هو السفير محمد الذويخ وحرمه لوجودهما في تلك الفترة بالكويت... هؤلاء الأعزاء نشكرهم جميعا على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.

back to top