من أعطى المثليين حقاً؟

نشر في 05-07-2019
آخر تحديث 05-07-2019 | 00:06
 جري سالم الجري أبو إسماعيل تعب وهو يحاول أن يطور عقول أهل الديوانية، فكل مرة يقول لهم كلام دول العالم الأول، فيسألونه أسئلةً غبية تستفزه وترفع ضغطه، دائماً أسئلتهم رجعية ومتخلفة، ويوم السبت الماضي دخل الديوانية، فرحبوا به بحرارة، وسكب له الأبناء فناجين القهوة والشاي، فتنهد أبو إسماعيل وقال: "يجب قبول كل ما يفرضه علينا الواقع، الكويت وكل دول الخليج والعالم العربي بل الإسلامي يجب عليها أن تعطي المثليين حقوقهم".

فوراً سأله أحدهم: "حقهم بماذا؟"، فتنحنح أبو إسماعيل وقال: "كمواطنين في بلدان ديمقراطية متحضرة، يجب عليكم ألا تنكروا حق أي فئة من المجتمع!"، فسأله شخص مزعج آخر: "هل هم عِرق أم مذهب؟"، فعبس وبسر أبو إسماعيل، ثم قال وهو يَسفه أسئلتهم المقلقة، وأكمل بكل ثقة: "لا يحق لأي أحد حجب رايتهم!"، فطفق آخر يسأل: "إذاً هم حزب سياسي أم دولة أخرى؟"، فقلب أبو إسماعيل الطاولة الخشبية ونهض وخرج من الديوانية غاضباً، فكيف له أن يجلس مع متخلفين مثلهم؟!

بعد انصراف أبي إسماعيل، دخل أبو علي وأخبروه بما جرى؛ فوبخهم أنهم نفروا أبا إسماعيل قبل مجيئه لأنه أراد أن يقول له تعليقاً واحداً ألا وهو: "لا نسمح لك يا أبا إسماعيل معاندة الغرب وهجر الديمقراطية الحقيقية، التي تجعل التشريع مستمداً من رأي الأغلبية لا الإجبار الغربي، فنحن كعرب، لا نقبل بتأنيث آبائنا وأبنائنا ولا "بترّجيل" أمهاتنا وبناتنا لا قبل الإسلام ولا بعده، لذلك فنحن ديمقراطياً لا نمنح الممارس لأي من الانحرافات الجنسية، أي زيادة من الحقوق يمتاز بها عن غيره من الأسوياء الذين لا يرفعون إلا أعلام أوطانهم، فلا أحد عاقلا يرفع راية سلوك جنسي". بعد كل ما حصل في الديوانية؛ نريد أن نعالج الأمر بشكل منطقي: هل إذا مارس أي أحد سلوكاً منحرفاً تتكون له عضوية في كيان آخر يفرض حقوق تَبعيته؟ وهل يلتحق أعضاؤه براية موحدة لا تجمعهم إلا حقيقة أنهم يمارسون انحرافا معينا؟ وهل بعد ذلك سنرى رايات لممارسي الرذيلة بين إخوانهم وأخواتهم؟ أو مع مغتصبي الأطفال الأبرياء؟ وكل هذا يُبرر بحجة رضا كل الأطراف؟ وهل زيادة عدد أولئك الأشخاص ورفعهم شعاراً يميزهم سيفرض علينا الاعتراف بادعاءات يسمونها "حقوقا" يجبروننا عليها؟

الحقوق لها مصدران: الأول ديني والثاني مدني، الأول محسوم نصرانياً كان أو يهودياً أو هندوسياً أو سيخياً... إلخ، بأنه بالضد، أما مدنياً فلكل بلد أسلوبه، والديمقراطية العربية الحقيقية مرفوضة بالغرب تماما، فإن المُتأله الغربي هدفه هو إرغام العالم على حياته الاجتماعية التي كلما مشينا على جادتها جاءتنا معها أمراضها النفسية والاجتماعية التي ما عرفنا لها في ماضينا مثيلاً.

back to top