عقارب وثعابين

نشر في 01-07-2019
آخر تحديث 01-07-2019 | 00:30
 أحمد راشد العربيد في عام 2008 أصدرت شركة نفط الكويت كتابا تاريخيا موثّقا بعنوان "النفط والتنمية في الكويت".

يسرد هذا الكتاب القصة الكاملة لشركة نفط الكويت منذ تأسيسها في عام 1934 حتى كتابة هذا الكتاب، الذي ألّفه جونوثان فراير، وراجع النسخة العربية منه البروفيسير عبدالمالك التميمي.

وقد ألّف السيد جونوثان، وهو مدرس بجامعة لندن، ما يزيد على 12 كتابا في مواضيع شتى، في علم الاجتماع المقارن وفي الشؤون السياسية.

يمتاز هذا الكتاب عن الكتب الأخرى، ذات العلاقة بالتاريخ النفطي الكويتي، بأنه يسلط الأضواء بدقة على كل الأحداث الرئيسية في هذا التاريخ، مما يجعل القارئ يشعر بأنه يعيش هذه الأحداث وأنها أمام عينيه.

وقد شدني في هذا الكتاب تلك التفاصيل الدقيقة التي وصف الكاتب بها البيئة الجافة والصحراوية التي يعيش فيها الكويتيون آنذاك والصعوبات الجمة التي واجهها العاملون الغربيون في أثناء القيام بأعمالهم.

لكن الكاتب لم يشر الى الصعوبات الجديدة والمخاطر الصعبة والمتنوعة التي بدأ العامل الكويتي يتعرّض لها من شدة وصعوبة العيش في بيئة الصناعة النفطية التي يجهلها تماما، ولا يعرف السبيل لتجنب مخاطرها من غازات وسوائل سامة ومستوى حرارة عال يختلف من جهاز الى آخر، فضلا عما يحدث من تفجيرات في الأجهزة، بسبب رداءة المعرفة عنها وتجنّب مخاطرها. كما لم يذكر المؤلف الفروق الهائلة والاختلاف الكبير بين المستويات المعيشية من رواتب وغيرها بين العامل المحلي ونظيره الغربي.

كانت ظروف العمل والعيش قاسية للعاملين الأوائل، وكانت الإدارة تصنف العاملين الى ثلاثة أصناف، العاملين الغربيين، وهم أولئك الذين يحضون على معاملة وميزات تجنبهم قسوة العمل والأجواء الصحراوية،

والعاملين المحليين، ويقصد بهم الكويتيون، وهم قلة شحيحة، يحظون ببعض الميزات.

كان أول موظف كويتي التحق بالعمل آنذاك هو السيد عيسى عبدالمنعم الصالح، وذلك في عام 1937، وأخيرا العاملون العرب الذين كانوا يتلقون معاملة صعبة جدا.

يقول مؤلف الكتاب: إضافة الى كل هذه المصاعب كانت درجات الحرارة صيفا أكثر من 45 درجة مئوية في الظل، إذا كان هناك ظل، وكان ذلك بمنزلة الاختبار لقدرة الرجال على التحمّل والصبر.

ويكمل: إضافة الى ذلك، كنا معرّضين لخطر الحيوانات والزواحف البرية القاتلة. كانت الأفاعي والعقارب تتسلل الى منازلنا ومهاجعنا وتهاجمنا بأعداد كبيرة.

وفي هذا الصدد، وللتخلص من هذه الزواحف، خصصت الشركة مكافأة تقدر بنص روبية لكل عامل يصطاد أو يقتل عقربا أو إفعى، ويمكنك أن تتصور ما حدث لدى العاملين، فقد نشطوا جميعا وتم قتل الأفاعي والعقارب عن بكرة أبيها في أقل من شهرين.

كرر أحد العمال على زميله مثلا عربيا تتداوله الأعراب قائلا: "من لا تقاضى حي، يقمح ليا مات"، والمعنى: "خذ حقك قبل الموت".

سؤال لمؤسسة البترول الكويتية

هل سيقام احتفال في 27/ 01/ 2020 بمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيس مؤسسة البترول الكويتية؟

back to top