الملك سلمان وبومبيو: تحالف دولي لتأمين الملاحة

• ترامب يدعو الصين واليابان إلى حماية الناقلات بـ «هرمز»: لسنا بحاجة إلى أن نكون هناك
• طهران منفتحة على «صفقة»: أعطونا حوافز أكبر
• الجبير: إيران ستدفع ثمن عدوانيتها

نشر في 25-06-2019
آخر تحديث 25-06-2019 | 00:05
أفضت مباحثات أجراها العاهل السعودي الملك سلمان مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في الرياض أمس، إلى الاتفاق على ضرورة تعزيز أمن الممرات الملاحية بالخليج، في ظل تصاعد التوتر مع إيران، في حين أرسلت طهران أول إشارة بإمكانية إبرام صفقة نووية جديدة مع واشنطن مقابل المزيد من الحوافز.
في وقت تكثف الدبلوماسية الأميركية جهودها للتنسيق مع الحلفاء في ظل تصاعد التوتر مع إيران، عقد العاهل السعودي الملك سلمان مباحثات مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس في جدة، ركزت على ضرورة تعزيز حماية الممرات المائية، وضمان حرية الملاحة في الخليج، والملف الإيراني.

وأكد العاهل السعودي لدى مصافحته الوزير الأميركي ومساعديه على عمق الصداقة السعودية الأميركية.

من جهته، قال بومبيو عبر "تويتر"، بعد اللقاء، إنه "ناقش مع الملك سلمان تصاعد التوتر في المنطقة"، مضيفا أنه بحث الحاجة لتعزيز الأمن في مضيق هرمز بعد الهجمات التي أصابت ناقلات نفط في مياه الخليج، وألقت واشنطن باللوم فيها على طهران التي تنفي الاتهامات.

كما التقى بومبيو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث تناول معه الغداء بمطعم في مدينة جدة، قبل أن يتوجه إلى الإمارات المحطة الثانية في جولته التي تهدف إلى تنسيق جهود بناء تحالف دولي ضد سلوك طهران التي أسقطت طائرة مسيرة أميركية الخميس الماضي قالت إنها اخترقت مجالها الجوي في حين نفت واشنطن.

وفي خضم الحديث المتشدد ضد إيران، جدد بومبيو استعداد واشنطن للتفاوض مع إيران دون شروط مسبقة.

وقبيل مغادرته واشنطن، أمس الأول، أكد بومبيو، أنه سيبحث في الرياض وأبوظبي "كيفية التثبت من أننا جميعا على خط واحد استراتيجيا، وكيفية بناء تحالف دولي ليس في الخليج فقط بل وفي آسيا وأوروبا"، واصفاً الدولتين الخليجيتين بأنهما "حليفان كبيران في التحدي الذي تطرحه إيران".

ترامب

في غضون ذلك، جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطالب الولايات المتحدة "البسيطة جدا" من إيران بـ "الكف عن السعي لحيازة السلاح النووي وعن رعاية الإرهاب".

من جانب آخر، دعا ترامب الدول المستوردة للنفط إلى "حماية سفنها"، وكتب عبر "تويتر": "91 في المئة من الواردات الصينية من النفط تمر عبر مضيق هرمز، و62 في المئة من واردات اليابان، والأمر ينطبق على الكثير من الدول الأخرى".

وتساءل: "لماذا نحمي هذه الطرق البحرية لحساب دول أخرى دون الحصول على أي تعويض؟ على كل هذه الدول أن تحمي سفنها في الممر الذي كان دائما خطرا".

جولة هوك

وتزامنت زيارة بومبيو مع اختتام المبعوث الأميركي الخاص لإيران براين هوك جولة خليجية شملت الكويت وسلطنة عمان والسعودية. وأفادت وزارة الخارجية العمانية، في تغريدة أمس، بأن هوك التقى وزير الخارجية يوسف بن علومي.

وكان هوك زار الكويت قبلها بيوم، وأكد أن بلاده "غير مهتمة بنزاع عسكري ضد إيران، عززنا وضع قواتنا في المنطقة لأهداف بحت دفاعية"، مضيفا أنه أطلع الدول الخليجية على تقييم واشنطن للتهديدات الإيرانية، وأكد أنه رغم ضعف إيران بسبب العقوبات ما زالت قادرة على شن هجمات.

وشدد المبعوث الأميركي على أنه "لا توجد قناة خلفية حاليا للتواصل مع إيران، لكن لدينا الكثير من الدول التي عرضت مساعدتنا في خفض التصعيد وحث إيران على إنهاء تهديداتها للمنطقة".

ولاحقا، قال هوك في مستهل جولة أوروبية تشمل بريطانيا وفرنسا وألمانيا للتباحث بشأن الاتفاق النووي الإيراني إن "العقوبات الأميركية على طهران أجبرتها على خفض إنفاقها العسكري"، لافتا إلى أن العقوبات وسوء إدارة إيران للاقتصاد تضعف وكلاءها في المنطقة.

وبحسب مصادر دبلوماسية، طلبت واشنطن عقد جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي أمس لمناقشة "سلوك طهران".

عمان

بدورها، نفت عُمان أنها سلمت رسالة من أميركا إلى إيران، عقب إسقاط طهران طائرة أميركية مسيرة.

ودعت وزارة الخارجية العمانية، عبر "تويتر"، واشنطن وطهران لضبط النفس، وحل القضايا عبر الحوار.

في غضون ذلك، حذر وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير إيران من مزيد من العقوبات إذا واصلت "سياساتها العدوانية"، لكنه قال إن الرياض تريد تفادي اندلاع حرب.

وقال الجبير لصحيفة "لوموند" الفرنسية، في مقابلة نشرت أمس، "اليوم إيران تقع تحت عقوبات اقتصادية شديدة. هذه العقوبات ستزيد. إذا واصلت إيران سياساتها العدوانية فستدفع الثمن".

في موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية المصري ​سامح شكري​ "رفض مصر تدخل ​إيران​ في الشؤون الداخلية للدول العربية"، مشدداً على أن "أي مساس بأمن الخليج هو مساس بأمن مصر"، كما دعا إلى "الابتعاد عن سياسات الهيمنة أو التأثير بالوكالة على دول المنطقة، وإقامة علاقات مرتبطة بالمصالح والاحترام الكامل للدول العربية".

ولاحقاً، أصدرت السعودية، والإمارات، وبريطانيا، والولايات المتحدة بيانا مشتركا يدين الهجمات على مطار أبها، ويؤكد الدعم الكامل للرياض، ويطالب بالوقف الفوري للهجمات الحوثية المدعومة من إيران.

وأعرب البيان عن مخاوف "الرباعي" من تصاعد التوتر والخطر الذي تشكله الأنشطة الإيرانية المزعزعة للسلام والأمن باليمن والمنطقة.

في المقابل، صدرت أول اشارة من نوعها من طهران بإمكانية عقد صفقة مع واشنطن حول برنامجها النووي منذ تصاعد التوتر، مع تشديد الولايات المتحدة العقوبات النفطية عليها مايو الماضي.

وقال حسام الدين آشنا، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، إنه إذا أرادت واشنطن من إيران تقديم تنازلات تتجاوز بنود الاتفاق النووي المبرم عام 2015 فعليها تقديم حوافز تتجاوز تلك الواردة في هذا الاتفاق.

وتمثل التصريحات بادرة نادرة على أن إيران قد تبحث مع واشنطن تقديم تنازلات جديدة، لكن مستشار روحاني كرر موقف طهران بأن من المستحيل إجراء محادثات ما لم ترفع واشنطن العقوبات التي أعادت فرضها بعد انسحابها من الاتفاق العام الماضي.

من جانب آخر، أكدت إيران أنها لم تتكبد أي أضرار نتيجة "هجمات إلكترونية" أفادت الصحافة الأميركية بأن الولايات المتحدة نفذتها على أنظمة دفاعية إيرانية.

وقال وزير الاتصالات محمد جواد آذري جهرمي: "لم ينجح أي من هجماتهم، في حين أنهم يبذلون جهودا كثيرة بهذا الصدد"، كاشفا أن "العام الماضي لم نحبط هجوما واحدا، بل 33 مليون هجوم" بفضل نظام جديد للحماية الإلكترونية.

معارضة وتخوف

وعلى صعيد ردود الأفعال الدولية، اعتبر الكرملين أن العقوبات الأميركية الاقتصادية الجديدة ضد إيران "غير قانونية".

وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف إن روسيا وشركاءها سيتخذون خطوات للتصدي للعقوبات الإضافية على إيران، مضيفا أن الخطوة ستصعد التوتر.

وفي لندن، أعرب وزير خارجية بريطانيا جيريمي هنت عن قلق بلاده البالغ من اندلاع حرب بصورة عرضية بين واشنطن وطهران، في ظل "الوضع الخطير جدا في الخليج"، متابعا: "نشعر بقلق بالغ، ولا نعتقد أن أي طرف يريد حربا، لكننا قلقون من الانزلاق إلى حرب عرضية ونفعل ما بوسعنا لتهدئة الأمور".

غداء في جدة بين بن سلمان وبومبيو

تناول ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، طعام الغداء مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في أحد المطاعم على كورنيش جدة.

ورصد فيديو على "تويتر" ولي العهد السعودي وبومبيو وهما يتجاذبان أطراف الحديث خلال الغداء بحضور آخرين.

الرئيس الأميركي يحث إيران على التخلي عن برنامجها النووي ووقف دعم الإرهاب

موسكو تعارض العقوبات الأميركية الإضافية
back to top