نصائح تضمن الاستعمال الآمن للمسكنات

نشر في 24-06-2019
آخر تحديث 24-06-2019 | 00:05
No Image Caption
من الشائع استعمال الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب لتسكين الألم وتخفيف الالتهاب وتهدئة الحمى، ولكنها قد تؤدي إلى خطر الإصابة بنوبة قلبية أو جلطة دماغية أو حتى الوفاة.
يتوافر بعض الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب بجرعة خفيفة ويمكن شراؤها من دون وصفة طبية مثل «إيبوبروفين» («أدفيل»، «موترين») و{نابروكسين» («أليف»). هذا ما يجعل الناس يظنون بأنها أنواع آمنة جداً. لكن منذ أن ظهرت الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب للمرة الأولى، برزت أسباب نظرية تفترض أنها قد تسبب مشاكل في القلب (في حالات نادرة). اشتدّت هذه المخاوف في عام 2004 حين تبين أن وصفة دواء «روفكوكسيب» («فيوكس»)، وهو نوع من الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب، أدت إلى ارتفاع خطر الإصابة بنوبة قلبية أو جلطة دماغية. منذ ذلك الحين، سُحب دواء «فيوكس» وأنواع أخرى من الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب من السوق.

وجدت دراسات أخرى أن جميع الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب المتوافرة، باستثناء الأسبرين، تطرح خطراً معيناً على الأشخاص المصابين بأمراض القلب. أظهرت دراسة نُشرت في «المجلة الأميركية للطب» في يناير 2012 أن الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب قد ترفع ضغط الدم وتؤثر على مفاعيل الأدوية الخافِضة للضغط. لاحظت دراسة مختلفة نُشرت في مجلة «الدورة الدموية» (Circulation) في 16 أكتوبر 2012 ارتفاع خطر التعرض لنوبة قلبية ثانية بنسبة 41% وارتفاع خطر الوفاة بنسبة 63% خلال السنوات الخمس اللاحقة عند الأشخاص الذين أُصيبوا بنوبة قلبية وواظبوا على تناول الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب بعد النوبة.

ينجم خطر التعرض لنوبة قلبية والوفاة عند تناول الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب على الأرجح عن آثار هذه الأدوية على خلايا الدم المعنية بتشكيل جلطات الدم. يجب أن يحافظ الدم على توازن دائم بين السيلان والتجلط. يقول د. إليوت أنتمان، طبيب قلب في «مستشفى بريغهام للنساء» التابع لجامعة هارفارد وكاتب بيان علمي في «جمعية القلب الأميركية» في عام 2007 يحذر فيه الأطباء من الأضرار المحتملة نتيجة استعمال الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب: «القدرة على التجلط تكون مفيدة إذا جرحنا أنفسنا. لكن إذا تشكّلت الجلطات في منطقة ضيقة من الشريان التاجي، قد يواجه الفرد نوبة قلبية. ترفع الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب احتمال تجلط الدم».

إذا كنت مصاباً بمرض في القلب، إليك بعض الطرق التي تمكّنك من تخفيض خطر التعرض لنوبة قلبية أو جلطة دماغية بسبب استعمال الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب:

● قراءة غلاف كل دواء تأخذه، سواء كان من فئة الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب أو كان يحتوي على دواء غير ستيرويدي ومضاد للالتهاب. قد يمنعك هذا الأمر من أخذ أكثر من دواء واحد من هذا النوع بشكل عرضي، ما قد يرفع الخطر في حالتك.

● قبل أخذ أي نوع من الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب، من الأفضل استشارة الطبيب أو الصيدلي حول وجود أي دواء يجب الامتناع عن تناوله مع ذلك النوع.

● معرفة الآثار الجانبية المحتملة لنوع الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب الذي تتناوله.

● أخذ الدواء وفق الوصفة الطبية.

● إخبار الطبيب بالأدوية التي تشتريها من دون وصفة طبية.

تعليمات

بما أن الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب شائعة الاستعمال لمعالجة الأوجاع والالتهابات في العضلات والمفاصل، تتضح الحاجة إلى التوجيهات المناسبة لاستعمال هذه الأودية بشكل آمن. لتوعية الأطباء والمستخدمين، أنشأت منظمات طبية كبرى «التحالف لأجل الاستخدام الرشيد للأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب» (www.NSAIDAlliance.com). رسالة هذا التحالف واضحة: يجب أخذ أقل جرعة من الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب خلال أقصر مدة ممكنة لتسكين الألم.

كذلك، يوصي التحالف بتجربة الدواء غير الستيرويدي المضاد للالتهاب الذي يحمل أقل المخاطر («نابروكسين») أولاً ثم الانتقال إلى أنواع أخرى من الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب إذا فشل الخيار الأول.

لا تنطبق هذه التعليمات على الأسبرين. يقول أنتمان: «الأسبرين هو نوع جيد من الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب. نريد أن يأخذه الناس المصابون بأمراض قلبية لحماية قلبهم. أما الأنواع الأخرى من الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب، فيمكن أخذها لبضعة أيام من أجل تسكين الألم. لكنّ متابعة تناولها بشكل دائم ليست فكرة حسنة».

back to top