طهران ترفع التوتر بالخليج

● ترامب: إسقاطها الـ«درون» الأميركية خطأ جسيم
● الرد المحدود خيار مطروح وبولتون يبكّر زيارته لإسرئيل

نشر في 21-06-2019
آخر تحديث 21-06-2019 | 00:14
مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع من على متن الحاملة «إبراهام لينكولن» أمس (البحرية الأميركية)
مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع من على متن الحاملة «إبراهام لينكولن» أمس (البحرية الأميركية)
في أول صِدام مباشر بين الولايات المتحدة وإيران خلال عهد الرئيس دونالد ترامب، وأول اعتداء ضد هدف أميركي خلال جولة التوتر الحالي، أسقطت إيران أمس طائرة تجسس مسيرة أميركية «درون» فوق الخليج، رافعة مستوى التوتر في المنطقة التي تشهد تصعيداً مطرداً خلال الفترة الأخيرة.

وأعلن «الحرس الثوري» أنه أسقط الطائرة بصاروخ «أرض ـ جو» بعد دخولها الأجواء الإيرانية عند إقليم هرمزجان المطل على الخليج قرب مضيق هرمز الذي يمر عبره ثلث النفط المنقول بحراً إلى دول العالم.

وأكد أن هذه الطائرة المسيرة، التي يصل ثمنها إلى 121 مليون دولار، ويمكنها التحليق على ارتفاع شاهق أكثر من 24 ساعة لجمع صور بتقنية وجودة عالية «أقلعت من قاعدة أميركية بجنوب الخليج، وأغلقت جميع معدات تحديد هويتها وتتبعها، وكانت تتحرك في سرية تامة، في انتهاك لقواعد الطيران».

في المقابل، نفت القيادة المركزية الأميركية دخول أي طائرة لها أجواء إيران، واصفة الهجوم بأنه «غير مبرر»، كما أكد الجيش الأميركي أن تلك الواقعة حدثت في المجال الجوي الدولي، في حين قال الكابتن في البحرية الأميركية بيل أوربان إن «الهجوم لم يسبقه أي استفزاز».

ولاحقاً، اجتمع ترامب مع مستشاريه ومسؤولي وزارة الدفاع لبحث رد محتمل على طهران، وقال إن «إيران ارتكبت خطأ جسيماً»، في وقت ذكرت مصادر أن من بين المقترحات التي تدرسها الإدارة الأميركية توجيه ضربة محدودة ضد مواقع للحرس الثوري.

وأفاد مسؤول أميركي بأن الطائرة التي تحطمت وهي من طراز «إم كيو سي4 ترايتون» تم نشرها أخيراً ضمن التعزيزات التي أرسلتها واشنطن إلى المنطقة لردع ما وصفه بـ«عدوانية» طهران، التي تخضع لحملة ضغط أميركية قصوى لحملها على الدخول في مفاوضات جديدة حول برنامجها النووي وأنشطتها في المنطقة وبرنامج تسلحها الصاروخي.

وفي وقت أثارت الواقعة مخاوف من اندلاع صراع مباشر، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن أي تحرك عسكري أميركي ضد طهران سيؤدي إلى كارثة في الشرق الأوسط.

وتزامن الصدام مع وصول أكبر مستشار دبلوماسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى طهران للعمل على تخفيف التوتر، وكان آخر هجوم في المنطقة وقع خلال زيارة رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي لطهران.

وأدى التطور الخطير في المنطقة الحساسة التي شهدت عدة اعتداءات تخريبية استهدفت ناقلة نفط وسفناً تجارية إلى ارتفاع أسعار النفط.

وفي وقت لاحق، أعلنت واشنطن أن مستشار الأمن القومي جون بولتون سيتوجه إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد غدٍ الأحد. وكان مقرراً أن يشارك بولتون في اجتماع ثلاثي أميركي - روسي - إسرائيلي حول سورية في 25 الجاري.

وبينما أكد البيت الأبيض أن أيّ رد محتمل على الحادثة سيكون بالتشاور مع الحلفاء، شددت «الخارجية» الأميركية على أهمية «توجيه رسالة دعم لحلفائنا بالخليج في هذا الوقت».

back to top