أولاً وأخيراً: الشرعية ستنتصر

نشر في 21-06-2019
آخر تحديث 21-06-2019 | 00:07
 مشاري ملفي المطرقّة التصريحات التي أطلقتها جماعة الحوثي باستهداف مصر والسودان بالصواريخ واستمرار استهداف ناقلات النفط العابرة في الخليج لم تكن مفاجئة، أو أنها "مدسوسة" على هذه الجماعة الإرهابية كما ادعت بأنه تم اختراق وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التي تسيطر عليها ونشر هذه التصريحات.

فسجلّ هذه الجماعة الإرهابية مليء بالأعمال العدائية والإجرامية والتهديدات للدول العربية وعملياتها ضد السعودية خير شاهد على ذلك، وأحدث ما ارتكبته هذه الجماعة من جرائم كان الهجوم على مطار أبها منذ أيام، والذي تسبب في إصابة عدد من المدنيين بينهم أطفال ونساء.

وتصعيد هذه الجماعة الإرهابية التي انقلبت على الشرعية واختطفت السلطة في اليمن يأتي في إطار سياسة العناد والتعنت التي تمارسها ميليشيات الحوثيين، ورفضها كل الجهود التي تبذلها أطراف دولية وإقليمية، وتهدف إلى إيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية التي طال أمدها، وآخرها رفضها تنفيذ اتفاق استوكهولم، وقبلها إفشال جهود أخرى منها مفاوضات السلام التي استضافتها الكويت وجمعت فيها الحوثيين والحكومة الشرعية في محاولة للتوصل إلى صيغة سلام تنهي الصراع في اليمن، وتضع حداً للمعاناة التي يعيشها اليمنيون، ولكن الحوثيون أفشلوا هذه المفاوضات بعد جولات ماراثونية.

وما تمارسه جماعة الحوثي من أعمال إجرامية يأتي في توقيت خطير تمر به المنطقة مع تزايد احتمالات نشوب حرب بين أميركا وإيران، والتي إذا اندلعت ستأكل الأخضر واليابس، وسيدفع الجميع الثمن غالياً، وأولهم هذه الجماعة الإرهابية التي تستمد قوتها وعتادها وأسلحتها من أطراف إقليمية معروفة.

كذلك فإن القاعدة العريضة من الشعب اليمني لن تغفر لهذه الجماعة تسببها في تشريد وتجويع الأطفال والنساء، وسرقتها المساعدات الدولية التي ترسل لليمنيين، وكذلك تسببها في انتشار الأمراض القاتلة بسبب اهتمامها بالحرب، وتحويل الكثير من المستشفيات إلى ثكنات عسكرية، وعدم إنفاقها على الخدمات الحيوية، وإصرارها على القتال وتنفيذ أجندات من يدعمها.

وما أودّ التأكيد عليه هنا أن أي جماعة أو ميليشيا مهما كانت قوتها وحجمها وعدد مؤيديها وما تملكه من أسلحة فإنها لا تستطيع أن تصمد أمام الدولة الشرعية وقوة الشعب، وكرامة الوطن فوق كل اعتبار، وحتماً سيأتي يوم تُباد فيه هذه الجماعة كما حدث لأمثالها في كثير من الدول، ويعاقب من قادوها إلى الانقلاب على الشرعية، وإلى أن يحدث ذلك فإنه سيبقى على كاهل السعودية وباقي دول التحالف لدعم الشرعية مواجهة الأعمال الإجرامية التي تقوم بها هذه الجماعة الإرهابية.

back to top