نافذة المعرفة النفطية : حارس النفط وحارس الوزارة... هل يستويان؟

نشر في 17-06-2019
آخر تحديث 17-06-2019 | 00:30
 أحمد راشد العربيد تتعرض الكويت هذا الصيف لموجات من الحرارة العالية جدا، قد تصل الى سبعين درجة مئوية، وهو رقم يفوق المعدلات السنوية المعتادة خلال عشرات القرون الماضية، مما دفع منظمات العمل والعمال الى إصدار بيانات، مطالبين فيها أرباب العمل ومجلس الوزراء بتخفيف الأعباء عن العمال في أوقات الذروة، كما ناشدت هذه المنظمات الحكومة الالتزام بتطبيق القواعد الدولية والقوانين المحلية لحماية العامل من التعرض لأخطار موجات الحرارة العالية.

في المقابل، تصدر الحكومة، بدورها، التوجيهات والقرارات اللازمة للتأكد من الالتزام بالقوانين الدولية والمحلية، حفاظا على سلامة العامل والعمل، كما تشدد الرقابة وتفعّل النظم واللوائح وتصدر الجزاءات على المخالفين لضمان السلامة للجميع.

ينقسم العمال الى فئتين؛ الأولى لا تتعرض للشمس؛ ومثال على ذلك حارس الوزارة، والفئة الثانية تتعرض للشمس؛ ومثالها حارس النفط. دعونا هنا نعقد مقارنة بين الحارسين، ولنبدأ بحارس الوزارة.

يكون محيط مبنى الوزارة، عادة، هو المدار الذي يمارس حارس الوزارة فيه أعماله ومسؤولياته، هذا المحيط لا يتجاوز الألف متر دائرية، ولا يحتاج الحارس الى وسيلة يتنقل فيها من مكان الى آخر، كما لا يحتاج الى ملابس واقية من الغازات أو الحريق، لأنه لا يتعرض لغازات خطيرة قد تستدعي وجود كمامات صناعية تقيه خطورة هذه الغازات. وعلى حارس الوزارة الالتزام بنظافة لباسه وأن يكون لباسا موحدا، حتى يسهل التعرف عليه وتمييزه عن الآخرين.

أما حارس النفط فتجد أنه يلبس غطاء الرأس (الخوذة)، كما تسمى في الجيوش، أو الـ "هلمت"، كما تسمى في المواقع الصناعية، وهي الغطاء المعدني أو البلاستيكي الذي يحمي الرأس من المعادن والأحجار المتطايرة والمتساقطة. يبلغ وزن الخوذة التي تستخدم في حالة الجيوش ما بين 1 و1.5 كيلوغرام، وفي حالة الاستخدام الصناعي يقارب وزنها 300 غرام.

أما الحذاء فيتم تصميمه ليحمي الرجل من الكعب الى أصابع الرجل، بوضع قطعة بلاستيكية قوية تحمي رجل الحارس.

هناك أيضا ما يسمى ببدلة التدريب أو البلاسوت، وهي بدلة تغطي كل الجسم، ويتم تصميمها لتساعد على دخول الهواء من خلال فتحات في "البلاسوت"، وتصد جزءا من حرارة النيران. ومن الواضح أن وظيفة حارس النفط تتطلب مهنية عالية، وتتعرض لمخاطر جمة.

تدرب الشركات النفطية حراسها على كل الأخطار المهنية لاتقائها، وعلى مبادئ الصناعة النفطية، وحارس النفط لا تتوقف حراسته للمقر أو المكتب، بل تمتد مسؤولياته لمسافات طويلة قد تصل الى عشرات الكيلومترات.

وما يغفل عنه كثيرون منّا هو أن الصناعة النفطية في الكويت ليست محلية، بل صناعة عالمية تتطلب التنافسية العالمية، ومعنى ذلك بوضوح أن مقارنة حارس الوزارة بحارس النفط لا تخدم الكويت، بل يمكن القول إن هذا الأمر ينسحب على كل الوظائف في القطاع النفطي.

عندما أتيحت لي فرصة العمل في دولة الإمارات العربية المتحدة، بدأت اللهجة الإماراتية تتسلل الى لساني، فكنت إذا عارضت رأيا ما أقول: "ما يستوي... ما يستوي".

والآن يا أهل الكويت، أقول لكم: حارس النفط وحارس الوزارة "ما يستوي... ما يستوي".

back to top