خاص

السبتي لـ الجريدة.: الكويت تعاني نقصاً في تخصصات العيون

«أعداد أطباء الأورام والقرنية والماء الأزرق ومحجر العين قليلة جداً»

نشر في 12-06-2019
آخر تحديث 12-06-2019 | 00:10
أكد استشاري طب وجراحة العيون وجراحة الشبكية بمركز الكويت التخصصي لطب العيون د. خالد السبتي، أن الكويت تعاني نقصاً شديداً جداً في تخصصات أورام العيون والقرنية والماء الأزرق ومحجر العين، داعياً إلى ابتعاث أطباء للخارج في هذه التخصصات النادرة.

وقال السبتي، في حواره مع "الجريدة"، إن أسباب العمى وفقدان النظر في الكويت يمكن إيجازها في 5 أسباب، أبرزها انتشار مرض السكري.

وأوضح أن من أهم الأشياء التي يسببها الاستخدام الطويل للهاتف النقال هو قصر النظر، لافتاً إلى أن من يقضي ساعات طويلة أمام الهاتف النقال تصاب عيناه بإجهاد شديد مما يؤثر على صحة النظر.

وأضاف أن الشبكية تجدد خلاياها تلقائياً وقت النوم، موضحاً أن السهر أمام الهاتف النقال يمنع تجدد هذه الخلايا، مما يسبب مشاكل كبيرة في النظر على المدى البعيد.

وأشار إلى أن طب العيون بالكويت في تطور مستمر سواء بالقطاع الحكومي أو الأهلي، لافتاً إلى أن الكويت ليس لديها بنك للقرنيات.

وقال "إننا لسنا بحاجة إلى إنشاء مراكز متخصصة لطب العيون في كل منطقة صحية على غرار مركز البحر بمنطقة الصباح الطبية التخصصية"، لافتاً إلى أن كل مستشفى عام به قسم متكامل لأمراض العيون، يضم غرف عمليات وعيادات خارجية، ويقدم خدمات طبية ممتازة.

ولفت د. السبتي إلى أن براءات الاختراع الطبية تساهم بشكل كبير في تطور مهنة الطب، وفيما يلي تفاصيل الحوار:

● ما أبرز الخدمات التي يقدمها مركز الكويت التخصصي لطب العيون؟

- المركز يقدم خدمات متكاملة لطب وجراحة العيون، والتي تشمل جميع التخصصات مثل جراحة الشبكية والقرنية وجراحات تصحيح النظر والماء الأزرق (الجلكوما) والماء الأبيض والقزحية وتجميل العيون وأعصاب العيون والحول والأطفال. كما يقدم المركز خدمة متكاملة في جميع التخصصات التي تتعلق بطب العيون على أيدي أطباء متخصصين وخريجي جامعات غربية مرموقة.

وطب العيون أصبح متشعبا جدا، وكل تخصص يضم تفرعات داخله وتخصصات أكبر، فعلى سبيل المثال لا الحصر، داخل تخصص عيون الأطفال هناك متخصصون في الأمراض الوراثية، والمركز يحاول أن يقدم خدماته من خلال طاقم طبي متكامل. وبالنسبة للتخصصات النادرة يزورنا أطباء عالميون سواء في جراحات الشبكية أو القرنية أو الأعصاب وغيرها.

● ما عدد الكادر الطبي والفني العامل في المركز وما أبرز الأجهزة؟

- يعمل في المركز نحو 90 شخصا ما بين طبيب وفني وممرض وإداري. والأجهزة المتطورة مهمة جدا في التشخيص والعلاج، وخصوصا العيون، لأنها من التخصصات الدقيقة جدا والتي تعتمد على التقنيات الحديثة والأجهزة المتطورة في التشخيص والعلاج. والمركز سباق في الحصول على أحدث الأجهزة أولا بأول، لتقديم أفضل الخدمات الطبية للمرضى، وأهم ما يميز المركز هو امتلاكه لكوكبة من الأطباء ذات الكفاءة العالية من العلم والخبرة.

إحصاءات

● هل هناك إحصاءات بأعداد المرضى الذين يعانون مشاكل العيون في الكويت وأسبابها؟

- تتعدد أسباب أمراض العيون في الكويت، فهناك أسباب وراثية، وأخرى بسبب انتشار بعض الأمراض، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن الانتشار الوبائي لمرض السكري يؤدي إلى مشاكل كبيرة في العيون.

وما يمثل تحدياً كبيراً أمام الطبيب هو قلة وعي بعض المرضى بأهمية انتظام السكري لديهم في الوقاية والعلاج لأمراض أخرى مثل العيون، وأنصح مرضى السكري بضرورة الفحص الدوري ومراجعة الطبيب بشكل منتظم حفاظا على صحتهم.

ونسب انتشار "السكري" في الكويت مرتفعة جدا إذ تصل إلى 25 في المئة، وهي نسبة عالية جدا بالمقارنة بالنسب في الدول الأوروبية التي لا تتعدى 8 في المئة، وارتفاع النسب وقلة وعي بعض المرضى بالحفاظ على مستوى السكري يمثلان أهم التحديات التي تواجه القطاع الصحي في الكويت بشقيه الحكومي والأهلي.

وهناك دراسات تتعلق بأسباب فقدان النظر في الكويت، والتي يمكن إيجازها في 5 أسباب هي انتشار مرض السكري، ثم أمراض الضغط وغيرها، والأمراض الوراثية المنتشرة مثل العمى الليلي، والإصابات والحوادث خوصاً أيام الأعياد والاحتفالات وما ينجم عنها من إصابات العين، وأخيرا مرض كسل العين.

براءات الاختراع

● لديك براءات اختراع كثيرة في مجال طب العيون، فما أهمية ذلك؟

- لدي قناعة أن براءة الاختراع تساهم بشكل كبير في تطور مهنة الطب. والكويت لديها عقول طبية على مستوى عال جدا من الكفاءة والخبرة، والأطباء والجراحون لديهم رغبة في تطوير الأجهزة والأفكار لتقديم الخدمات بشكل أكبر وأفضل.

والجهاز الذي طورته قبل شهرين وقدمته في مؤتمر اختراعات طب الشبكية في الولايات المتحدة الأميركية، وتمت تجربته على أعين صناعية وأثبت جدارته، يعمل على استئصال الجزء الزجاجي لإصلاح عملية الشبكية، وهو أسرع 3 مرات من الجهاز القديم.

ومن مزايا هذا الجهاز أنه يختصر وقت العملية الجراحية إلى النصف. وتم عرض هذا الجهاز الجديد في مؤتمر الإبداع بالولايات المتحدة الأميركية الذي شاركت فيه كأول طبيب كويتي وخليجي منذ إطلاقه في عام 1976، وحاز إعجاب نخبة من الأطباء المشاركين من أميركا وأوروبا واليابان وعدة دول أخرى، الأمر الذي دعاهم إلى طلب عينة منه لتجربته والتعرف على كفاءته.

● ما تقييمكم لمستوى الخدمات المقدمة في تخصص العيون بالكويت؟

- تخصص طب العيون بالكويت في تطور مستمر، سواء في القطاع الحكومي أو الأهلي، وقد لاحظت تطورا كبيرا في مركز البحر للعيون حينما كنت رئيسا لقسم الشبكية حتى عام 2012. والطب في الكويت متميز، وهناك أطباء وكفاءات عالية جدا في مجال البورد الكويتي لأمراض العيون، ولكن نحتاج إلى إعطاء مزيد من الأهمية والتركيز على التخصصات النادرة وابتعاث أطباء للخارج في تلك التخصصات، ومن بينها أورام العيون والقرنية، إذ نعاني نقصاً شديداً فيها حيث لا يتعدى عدد الأطباء المتخصصين في أورام العيون طبيبا واحدا، إضافة إلى نقص في تخصصات أخرى مثل زراعة القرنية التي لا يتعدى عدد المتخصصين فيها طبيبين، أما تخصص الشبكية فيعاني نقصا كبيرا ولكنه أفضل حالا من أورام العيون والقرنية. كما أننا نعاني نقصاً في تخصص الجلوكوما (الماء الأزرق) ومحجر العين، ونحتاج إلى مزيد من المتخصصين في هذه التخصصات النادرة.

زراعة القرنية

● هل هناك إحصاء بعدد عمليات زراعة القرنية التي تجرى سنوياً؟

- ليس لدي إحصاء بعدد العمليات الجراحية التي تجرى على مستوى الكويت، ولكن في المركز نقوم بإجراء من 50 إلى 60 عملية سنوياً، ونتعامل مع طبيب زائر من سنغافورة، وهو من أفضل جراحي زراعة القرنية في العالم ويأتينا مرتين سنوياً، لإجراء مثل هذه الجراحات.

● هل تمتلك الكويت بنكاً للقرنيات؟

- لا، ليس لديها بنك للقرنيات، وهناك بنوك معتمدة يتم التعامل معها، ومن بينها بنوك للقرنيات في الولايات المتحدة، ونحن في المركز نتعامل مع بنوك أميركية لزراعة القرنية التي لابد أن تُزرع خلال 72 ساعة.

● العدسات اللاصقة منتشرة في الكويت بكثرة خصوصاً لدى السيدات... فما مدى تأثيرها على صحة العين؟

- العدسات اللاصقة موضوع متشعب جداً، ومخاطرها كثيرة وتكمن في سوء استخدامها، فعلى سبيل المثال، لابد أن تستبدل العدسة اليومية بشكل يومي، وإذا كانت العين تعاني التهاباً فلابد من عدم ارتداء العدسة، كما أن من الأهمية استخدام المحاليل الخاصة بالعدسات ونظافة اليدين وقت الاستخدام. وقد رأيت شباباً في مقتبل العمر فقدوا نظرهم بسبب سوء استخدام العدسات اللاصقة التي أدت إلى التهاب شديد في العين ومن ثم فقدان النظر بشكل كامل. وبالنسبة للنساء فبعضهن يلبس العدسات اللاصقة كنوع من الزينة، وأقول لهن لابد من الحذر في استخدامها بشكل كبير.

الهواتف النقالة

● ما تأثير الهواتف النقالة على صحة العين للكبار والصغار؟

- أي شيء يزيد معدل استخدامه على الحد الطبيعي تكون له أضرار وأعراض جانبية. ومن أهم الأشياء التي يسببها الاستخدام الطويل للهاتف النقال هو قصر النظر، ومن يقضي ساعات طويلة أمام الهاتف النقال أو يشاهد الأفلام على النقال لساعات طويلة تصاب عينه بإجهاد شديد ويؤثر ذلك على صحة النظر.

وللعلم فإن العين وقت النوم ليلا وخلال 8 إلى 10 ساعات تقوم بتجديد خلايا الشبكية تلقائيا، والسهر على الهاتف النقال يمنع تجدد هذه الخلايا ومع مرور الوقت تحدث مشاكل كبيرة في النظر بسبب إرهاق العين وعدم إراحتها.

● ما أبرز الجراحات التجميلية للعين؟

- تتعدد الجراحات التجميلية التي تجرى للعين ومن بينها شد الجفون وإزالة الترهلات السفلية والعلوية للجفون. وأحيانا تكون هذه العمليات الجراحية وظيفية وأحيانا أخرى تكون تجميلية.

● ظهرت مؤخرا مشاكل في عمليات الليزر بعدد من العيادات الخاصة... فما تفسيركم لذلك؟

- عمليات الليزر والليزك تعد جزءا من عمليات تصحيح النظر، وكل إنسان يعاني ضعفا في النظر لديه 3 اختيارات للعلاج أولها ارتداء نظارة طبية وثانيها ارتداء عدسات لاصقة أما الإجراء الثالث فهو اللجوء إلى عمليات تصحيح النظر، ونسبة النجاح فيها عالية جدا وخصوصا مع تطور الأجهزة الطبية ولكن بشرط أن يتخذ الطبيب كل الاحتياطات والإجراءات الطبية والتعقيم والنظافة وعدم إعادة استخدام بعض المستهلكات والقيام بتعقيم غرف العلميات وهذا مهم جدا، إذ إن القرنية لا مناعة بها ومن ثم يؤثر أي تلوث على صحتها، وتحدث المشكلة إذا كانت العيادة التي تجرى فيها عمليات تصحيح النظر غير معقمة بشكل جيد.

وتتعدد عمليات تصحيح النظر ما بين الليزر والليزك والسمايل والفيمتو سمايل. ونحن في مركز الكويت التخصصي لطب العيون نقوم بإجراء عمليات فيمتو سمايل بسبب نتائجها الهائلة وقلة المضاعفات الناجمة كما أنها الأحدث تطورا، ولكنها مكلفة إلى حد ما، ونقوم بإجراء من 250 إلى 300 عملية تصحيح نظر سنويا من خلال تقنية الـ"فيمتو سمايل".

● هل الكويت بحاجة إلى إنشاء مراكز متخصصة لطب العيون في كل منطقة صحية على غرار مركز البحر للعيون في منطقة الصباح الطبية التخصصية؟

- لا أظن ذلك فكل مستشفى عام به قسم متكامل لأمراض العيون وهذا كاف، إذ يضم غرف عمليات وعيادات خارجية ويقدم خدمات طبية ممتازة. ولا أعتقد أنه من المهم إنشاء مركز متخصص في كل منطقة صحية. وأرى أن أقسام العيون في المستشفيات موزعة بشكل عادل ومتساو لكل المواطنين في جميع المناطق السكنية.

ومركز البحر للعيون في منطقة الصباح الطبية التخصصية لابد أن يكون مركزا تعليميا وتدريبيا وأظن أنه يمر بمرحلة توسعة حاليا.

خطط مستقبلية

● ما خططكم المستقبلية لتطوير العمل في المركز؟

- نحاول باستمرار تطوير الخدمات المقدمة داخل مركز الكويت التخصصي لطب العيون. وقد حصلنا قبل سنتين على الاعتراف الماسي من كندا لجودة الخدمات الطبية وهو الأعلى في مجال الاعتراف بجودة الخدمات الطبية. وحصولنا على الاعتراف الماسي يضعنا في مكان جيد جدا، جنبا إلى جنب مع أفضل المراكز العالمية، ويعني ذلك أن ما نقدمه من خدمات داخل المركز يعادل ما تقدمه أفضل المستشفيات والمراكز الغربية في مجال طب العيون. كما نسعى إلى الحصول على الاعتراف الأميركي خلال المرحلة المقبلة.

وقد تم اختيار المركز من الكويت إلى جانب مركز البحر للعيون ونحو 5 مستشفيات على مستوى دول الخليج فقط، ضمن 250 مركزا طبيا على مستوى العالم للمشاركة في دراسة بحثية حول صحة العيون.

وسوف نبدأ العام المقبل برنامجا لتدريب الأطباء ما بعد الدكتوراه من خارج الكويت. وكان لدينا طبيب من المكسيك وآخر من بريطانيا للتدريب داخل المركز. كما ندرس التوسع في عدد من الدول مثل قطر وسلطنة عمان والمنطقة الشرقية بالسعودية وقد يكون التعاون مع مراكز أخرى في هذه الدول الشقيقة.

إنجازات بارزة للكويت في جراحات العيون

أكد د. خالد السبتي أن ما حققته الكويت من إنجازات بارزة في مجال طب وجراحة العيون عامة والشبكية خاصة يستقطب اهتمام ومتابعة المؤتمرات الطبية العالمية، مشيراً إلى أن الكويت باتت محط اهتمام أطباء وجراحي العيون في العالم.

وأعرب السبتي عن اعتزازه بتمثيل الكويت في المؤتمر العالمي لطب وجراحة العيون، الذي أقيم في «فيل كوليرادو» الأميركية خلال الفترة من 9 حتى 12 فبراير الماضي، مشيراً إلى أن الكويت لديها كثير من الأبناء المبدعين «ومن الضروري جداً أن تضع نفسها على خريطة العالم، ولاسيما من خلال الأطباء المتميزين الذين سيساهمون بشكل كبير في تطوير جراحة الشبكية مستقبلا».

وأضاف أن المؤتمر شهد حضور نحو 150 جراح شبكية، وجميعهم يسعون الى تقديم الأفضل عن طريق أبحاثهم ودراستهم للمساهمة في تطوير الشبكية في المستقبل، إذ تتم مناقشة كل مشروع يدرج.

عدد أطباء أورام العيون والقرنية في الكويت لا يتعدى 4 أطباء!

المطلوب ابتعاث أطباء للخارج لدراسة التخصصات النادرة

5 أسباب لفقدان النظر في الكويت أبرزها انتشار مرض السكري

تخصص طب العيون بالكويت في تطور مستمر بـ «الحكومي» و«الأهلي»

لسنا بحاجة إلى إنشاء مراكز متخصصة لطب العيون في كل منطقة صحية

«البحر للعيون» يجب أن يكون مركزاً تعليمياً وتدريبياً

إجراء ما بين 250 و300 عملية تصحيح نظر سنوياً بتقنية الـ «فيمتو سمايل»
back to top