بريطانيا وكندا تستضيفان أول مؤتمر وزاري عالمي عن حرية الإعلام

نشر في 12-06-2019
آخر تحديث 12-06-2019 | 00:00
سيستضيف وزير الخارجية البريطانية جيرمي هانت ووزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند في لندن الشهر القادم أول مؤتمر وزاري عالمي عن حرية الإعلام، فهدفنا هو تسليط الضوء على الانتهاكات ومحاسبة أولئك الذين يعملون على إيذاء الصحافيين لقيامهم بمهام عملهم.

سيضم مؤتمر لندن وزراء خارجية وصحافيين وممثلين عن مهنة الإعلام وقادة المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، حيث نتطلع قدماً إلى مشاركة عالمية واسعة بما في ذلك الكويت.

إن بريطانيا وكندا ملتزمتان بالترويج للحرية الإعلامية في العالم علماً أن الحرية الإعلامية هي عنصر مهم من أجل تحقيق الازدهار الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والديمقراطية المرنة والصلبة.

وإن الحرية الإعلامية هي حق التزمت به جميع الحكومات، كما هو منصوص عليه في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي تضمن «لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأي وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية».

لقد أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس في فبراير هذا العام إلى أن الإعلام أصبح أقل حرية بشكل كبير في السنوات الأخيرة بما في ذلك التهديدات غير المسبوقة للصحافيين ووسائل الإعلام ومحاولات التحكم في وسائل الإعلام.

إن هناك استهدافاً لحرية الإعلام حول العالم، حيث طبقا لتقييم منظمة «مراسلون بلا حدود» كانت سنة 2018 الأخطر بالنسبة إلى الصحافيين، حيث قُتل 99 صحافياً على الأقل وسُجن 348 صحافياً آخر، بالإضافة إلى احتجاز 60 صحافياً كرهائن.

لقد أوضح مؤشر الحريات الصحافية العالمي الأخير أن هناك تناقصاً في عدد البلدان التي تعتبر آمنة للصحافيين، والتي يمكن أن يعمل فيها الصحافيون في أمن كامل، إن 9 من بين كل 10 قضايا تتعلق بمقتل صحافيين لا تزال غامضة وبدون حل.

فالصحافيون يواجهون مخاطر على نحو خاص في مناطق الحرب على أيدي المتطرفين، ولكن للأسف فإن الصحافيين يواجهون أخطاراً تتجاوز الصراع والتطرف، كما أن حرية الإعلام تواجه تهديداً من الزيادة في انعدام التسامح مع الصحافة المستقلة والفساد المنتشر والمتزايد وتداعي سلطة القانون والنظام.

يجب أن نعمل معاً لوقف الزيادة المثيرة للقلق في عدد الهجمات على الصحافيين ووسائل الإعلام، وإن المؤتمر الذي سيعقد الشهر القادم هو محطة مهمة في حملة حكومتينا الواسعة عن الحرية الإعلامية، وهذا المؤتمر بمثابة استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة «لحماية الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام وخلق الظروف الملائمة لأداء مهام عملهم والتحقيق مع مرتكبي تلك الهجمات ومقاضاتهم».

إن كندا والمملكة المتحدة تسعيان إلى تجديد وتعزيز التزام المجتمع الدولي بسلامة وحماية الصحافيين، وسيسعى المؤتمر إلى التوصل لالتزامات وتعهد مشترك على أساس المواضيع الأربعة الرئيسة التالية:

أولاً، المشاركون سيناقشون الإجراءات لتعزيز سلامة الصحافيين مع تركيز خاص على الصحافيات، وتفعيل الآليات الدولية، وطرق إنهاء الإفلات من العقاب، وذلك من خلال المزيد من الملاحقات القضائية لأولئك الذين ينتهكون حقوق الصحافيين.

ثانياً، سيناقش المؤتمر الأطر القانونية والمهنية الوطنية لحماية الصحافيين وتأمين الحرية الإعلامية، حيث نتوقع على وجه التحديد إطلاق الإعلانات المشتركة من المقرر الخاص للحرية الإعلامية.

ثالثاً، سيكون هناك تركيز على إعادة بناء الثقة في وسائل الإعلام ومكافحة التضليل.

رابعاً، سننظر في ملكية وسائل الإعلام وتأثيرها على الاستقلالية الإعلامية مع إمكانية التوصل إلى توصيات تتعلق بالاستدامة الإعلامية.

إن توقعاتنا المشتركة هي أن مؤتمر لندن سيلهم العمل المشترك على مستوى العالم، حيث ستتم دعوة جميع المشاركين لتقديم تعهدات رسمية والتزامات محددة، كما سيتم دعوة البلدان لصياغة خطط عمل وطنية تتعلق بسلامة الصحافيين بدعم من قوة مهام عالمية، كما نخطط لعقد أول اجتماع للجنة رفيعة المستوى من الخبراء القانونيين في الحرية الإعلامية، وذلك بدعوة من الممثل الخاص لوزير الخارجية البريطانية، أمل كلوني وإطلاق صندوق عالمي للدفاع عن الحرية الإعلامية.

وكما قال وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت في أحد خطاباته مؤخراً «نحن نريد بناء تحالف من الحكومات الملتزمة برد دبلوماسي أقوى عندما يتم الحد من الحرية الإعلامية والتحقق من وجود دعم أكبر عندما تعمل البلدان الشيء الصحيح، وتزيل القيود وتعزز حرية التعبير، فالحرية الإعلامية ليست خياراً ثانوياً أو قيمة غربية فقط، بل تشكل أحد أعمدة المجتمع المزدهر بحيث تفيد الناس في كل أرجاء العالم».

لقد ذكرت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند «في أي ديمقراطية يجب على الصحافيين أن تكون لديهم القدرة على نشر الحقائق بحرية، والكشف عن الحقيقة والدفاع عنها بدون خوف من الانتقام أو العنف أو السجن، ستدافع كندا عن هذا الحق دائماً ونحن سعداء بالاستضافة المشتركة لهذا المؤتمر مع المملكة المتحدة، ونتطلع قدما للترحيب بالمشاركين في لندن في الشهر القادم».

* مايكل دافنبورت ولوي - بيير إيموند

* مايكل دافنبورت السفير البريطاني لدى دولة الكويت، ولوي-بيير إيموند السفير الكندي لدى دولة الكويت.

back to top