أيام في الإمارات!

نشر في 11-06-2019
آخر تحديث 11-06-2019 | 00:20
 د.نجم عبدالكريم أمضيت عدة أيام في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتيسرت لي فرصة المشاركة في أكثر من ندوة، ومعرض، ومحاضرة، ففي دبي اجتمع معظم كُتاب الصحف اليومية والمجلات، لمناقشة العديد من القضايا، بحضور كبار المسؤولين، وكانت النقطة الأهم، التي بُحثت طويلاً هي: تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على الكلمة المكتوبة في الصحف، وأي منها أكثر مصداقية، وأكثر وصولاً إلى القراء، وكان بحثاً مثيراً، حيث تناول قضية الانفتاح أكثر، وتخطى ما يُسمى خطوط حمراء بحدود القانون، وما أثار إعجابي في تلك الندوة: اختفاء اللهجة العامية أو الكلام المحكي، فالفصحى كانت تتجلى بأحلى مفرداتها، لم أدل بدلوي في هذه الندوة، نظراً لمحليتها، ولكنني التقيت بالكثير من الزملاء الأعزاء، وكذلك بالأجيال الشابة، الذين كانوا العنصر المحرك لمعظم الأطروحات التي نوقشت بحماس.

***

• في الشارقة – عاصمة الثقافة – وهي مدينة الثقافة بحق، حضرت افتتاح معرض الكتاب الإماراتيين، الذي اقتصر على مؤلفاتهم فقط، وقد افتتحه الشيخ سلطان القاسمي، الذي رحب بي أجمل ترحيب، وأهداني أحد كتبه وعنوانه "بيان الكويت"، تناول فيه سيرة الشيخ مبارك الصباح، حيث كتب في بعض سطوره: "فقد وفقني الله سبحانه وتعالى لأن أجمع وثائق هذا البحث من المكتبة البريطانية في لندن، ومن مركز الوثائق التابع لوزارة الخارجية الألمانية في برلين، ومن الأرشيف العثماني دار الوثائق التابعة لرئاسة الوزراء في إسطنبول"... ولما تصفحت الكتاب في غرفتي وجدت نفسي أمام أطروحة دكتوراه تقدم بها حاكم الشارقة لإحدى الجامعات البريطانية، وهي ليست الدكتوراه الوحيدة، فالرجل حاصل على أكثر من دكتوراه عن بحوث تقدم بها.

الجانب الثقافي واضح كل الوضوح بفضل هذا الحاكم المثقف، الذي تبرع لجميع المشتركين في المعرض بمبلغ 5 ملايين درهم، خرجت من الشارقة عبر جامعتها، وهي مدينة ومعلم حضاري عظيم.

***

• في مدينة أبوظبي – العاصمة – أقيمت ندوة بعنوان "مقابسات رمضانية" في المجمع الثقافي، حيث تحدث فيها الكاتب والمخرج السينمائي ناصر الظاهري عن هذه المقابسات التي ضمها في كتاب ضخم، وقد صاحبته شابة تعزف أنغاماً شجية على العود، بينما كان ناصر يلقي بعض ما كتبه من أشعار في تلك المقابسات، وأثناء المناقشة تساءلت عن علاقة مسمى "مقابسات" مع أبي حيان التوحيدي – صاحب مقابسات – القرن الرابع الهجري، وكان حواراً جميلاً، حيث شاركت فيه نخبة من السيدات ممن كنَّ يشكلن الأغلبية في الحضور، وقد تجلى الصديق ناصر الظاهري بما يملكه من ثقافة واسعة، فكانت أمسية مشبعة بالثقافة والفن والتاريخ، وكنت أستمع وأشارك وأستمتع، ولكن في نفسي حسرة، فقد مكثت في الكويت فترات متعددة وللأسف لم أجد مثل هذا النشاط الذي كانت الكويت الرائد الأول فيه. 1

back to top