ومضة: الخليج الملتهب

نشر في 31-05-2019
آخر تحديث 31-05-2019 | 00:08
 أسامة العبدالرحيم عندما يخفت صوت العقل، وتقرع طبول الحرب، ويتصدر المهرجون المشهد، فإن سذاجة التحليل الطائفي والعنصري للأزمات ستكون سائدة، وترتفع معها عقيرة الأبواق الإعلامية ومرتزقتها التي كانت ولا تزال مجرد أدوات تستخدمها بعض دول المنطقة للتعبير عن مواقفها وسياساتها العدوانية مع كل أزمة تمر بها لإشعال فتيل حرب ليست معنية بها شعوبنا.

في اعتقادي أن الدول التي تفتعل الصراعات والحروب وتلجأ إلى الخيار العسكري تعكس الأزمة الحادة التي تعصف في اقتصادها، وهذا ما يحدث تماماً مع التصعيد الأخير المتبادل والمتزايد بين الولايات المتحدة الأميركية وايران، فالأولى بقيادة رئيسها المتهور دونالد ترامب وبعقلية التاجر الذي يبتز الدول بكل وقاحة في تصريحاته تسعى جاهدةً إلى تفتيت منطقتنا تمهيداً لتمرير ما يسمى "صفقة القرن" مع الكيان الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية، والثانية بقيادة نظام المرشد أو ولاية الفقيه تتدخل في شؤون بعض دول المنطقة بطرق مباشرة وغير مباشرة، وهي دولة مشحونة بمشاكلها الداخلية التي يعانيها أغلب شعبها المتضرر من الفقر والقمع جراء سياساتها الاقتصادية الاجتماعية الرأسمالية ونهجها غير الديمقراطي.

الدول المتصارعة في منطقتنا تسعى إلى تحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية عبر شعارات ظاهرها السلام والاستقرار، وباطنها التفتيت والنهب لخيرات شعوبنا، لذلك علينا كشعب كويتي أن نكون حذرين جداً من الانجرار خلف الأصوات غير المسؤولة، وذلك بالتوازي مع مواصلة سياسة الكويت الخارجية التي اتسمت بالتوازن والاستقلال النسبي والدور الكبير الذي تؤديه لحل الأزمات العالقة، وهو أمر يشعرنا بالفخر والاعتزاز أمام العالم، وفي ظل هذه الأجواء المحتقنة من المهم أيضاً تقوية جبهتنا الداخلية وتحصينها من أيّ تصدع سياسي، وتعزيز الكيان الدستوري للدولة كيّ تستقر سفينة الكويت بأمان في هذا الخليج الملتهب.

وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.

back to top