راشد الخضر نثر إبداعاته في الثمانينيات وترك بصمة مميزة (1 - 2 )

لحن خلال مسيرته الفنية نحو 400 عمل غنائي

نشر في 30-05-2019
آخر تحديث 30-05-2019 | 00:00
يعتبر راشد الخضر من الملحنين الذين برزوا في نهاية السبعينيات، وفرضوا إبداعاتهم في الثمانينيات، وترك بصمة مميزة في تاريخ الأغنية الخليجية، ولأنه قدم ألحانا حديثة تواكب العصر، حصل على نجاح جماهيري، وقدم العديد من الألحان الرائعة التي ستبقى خالدة في وجدان الخليجيين بشكل خاص، والعرب بشكل عام، كما لحّن لعدد كبير من الفنانين الكبار أمثال: عبدالكريم عبدالقادر، وعبدالله الرويشد، ونبيل شعيل، ونوال الكويتية، وعبدالمجيد عبدالله وغيرهم.
تلقى راشد الخضر دراسته في مدارس الكويت، وظهرت مبكراً موهبته في الموسيقى والألحان، وبعد دراسته لآلة القانون في معهد الدراسات الموسيقية، اتجه إلى تلحين الأغاني، منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي. وكانت أحد أبرز ألحانه المبكرة أغنية "رحلتي"، التي شدا بها الفنان عبدالله الرويشد، وكانت سبب شهرة الخضر والرويشد معا. ومن أجواء أغنية "رحلتي":

رحلتي وتــركــتيني شماتـه

حجـوة بلـسان البشر

جهلتـي من فدى عمـره وحياتـه

حـــاشـــه غـــــربــــال وســهـــــر

أثاري كل ما قلتي

كلام في كلام

يا ويلي ما بقى صاحب

وعلى الدنيا السلام

صحيح إني لمست

الجرح وعانيته

وصحيح إني بطول

الصبر داويته

الملامح الموسيقية المعاصرة

هيمن الخضر على مرحلة الثمانينيات بألحانه المتنوعة، حتى انه يكاد يكون أحد الملحنين الذين شكَّلوا الملامح الموسيقية المعاصرة في ذلك العقد. هو راشد خالد محمد الخضر (1956 - 1998)، الذي وافته المنية في 7 يناير 1998م قبيل موعد الإفطار في شهر رمضان المبارك، بعد قيامه بممارسة رياضة المشي في منطقة مشرف مع الشاعر الغنائي عبداللطيف البناي. ورغم حياته العملية فإنه كان أباً حنوناً لشابين وثلاث بنات، وسرت جيناته الفنية إلى نجله البكر الملحن حمد الخضر، فقد ورث عنه موهبة التلحين.

غناء العدنيات

بدأ مشواره الفني من خلال التحاقه بالمعهد العالي للفنون الموسيقية، وخلال تلك الفترة قدم أول عمل له وكان من ألحانه وكلماته للفنان محمد البناي في عام 1979، وهو فنان مشهور بغناء العدنيات، ومن تلك الأغنيات "يا ليل طول علينا"، ثم جاء تخرجه في المعهد العالي للفنون الموسيقية عام 1981 وانضمامه إلى السلك العسكري 1982، وحاز جائزة أفضل ملحن في استفتاء لمجلة الفن 1983.

مسيرة فنية حافلة

وسمي أحد مسارح المعهد العالي للفنون الموسيقية باسمه بعد وفاته، تخليداً لذكراه ودوره في تطوير الفن والموسيقى الكويتية. ولم ينحصر تأثير راشد الخضر الذي لحن خلال مسيرته الفنية نحو 400 عمل في الكويت فقط بل امتد إلى مختلف دول الخليج العربي، اذ تنوعت ألحانه ما بين الأغاني العاطفية والوطنية، وأغاني المسلسلات والتلفزيون والمسرحيات.

موهبة موسيقية

بدأت موهبته الموسيقية قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون الموسيقية، ودرس قواعد الموسيقى والعزف على آلة "العود"، واستمرت دراسته بالمعهد مدة 8 سنوات، وواصل دراساته العليا.

حصل الخضر على شهادة البكالوريوس تخصص آلة القانون عام 1981، وعمل مدة سنة معيداً في المعهد بعد تخرجه، ثم التحق بالجيش الكويتي برتبة ملازم أول، وتدرج إلى رتبة رائد، وفي عام 1996 عُين رئيساً للموسيقى العسكرية. وكان للراحل العديد من الألحان الجميلة التي رسخت في الذاكرة ومازالت، ولكن لا يوجد أي تشابه بينها، فكل لحن كان له شيء مميز، وتحدث الراحل في أحد المقابلات، وقال "لأن كل مطرب له لون معين، وكل نص يختلف عن النص الآخر من ناحية الموضوع والفكرة، وجو الأغنية". وقد تأثر الراحل بملحني ما قبل الثمانينيات ومنهم عبدالرحمن البعيجان.

بدايته مع البناي

أول من وقف بجانبه، وقدم له يد العون كملحن شاب الفنان محمد البناي في عام 1979م، الذي كان مشهورا بغناء العدنيات، فعمل الاثنان معاً على ألبوم حصد نجاحاً كبيراً، إذ اشتمل على أغنيات من مثل "يا ليل هون علينا"، و"تدللتي"، و"أبحرت"، و"تناسينا" إلى جانب أغنيات أخرى من كلمات الخضر وألحانه، فإلى جانب أنه ملحن متميز كان الخضر أيضاً شاعراً غنائياً، لكن الغلبة كانت دائماً للتلحين. ولكونه ثنائيا فنيا مهما مع البناي، وقدما معا العديد من الأغنيات الحديثة، فإن ذلك ساعد على بروز الأغنية الكويتية وانتشارها خارج نطاق دول مجلس التعاون الخليجي، وتجلى ذلك من خلال حرص الخضر على البحث عن أصوات فنية جديدة.

سكة سفر

وانطلقت شهرته بعد تخرجه في معهد الموسيقى، وتعززت العلاقة بين الشاعر عبداللطيف البناي والراحل راشد الخضر في أغنية "سكة سفر" عام 1980، غناها الصوت الجديد آنذاك المطرب نبيل شعيل، وتجدّد التعاون بين الثلاثي في أغنية "بوعي ضميره" في عام 1983، بعد ذلك تعاون البناي والخضر في أعمال عدة من بينها: "أنا منساك" غناء نبيل شعيل، وقد حققت نجاحاً على الساحتين المحلية والعربية، وتقول كلمات الأغنية:

أنــا مــا أنـسـاك لـــو تنـسى

ولــو طوّل عـليَّ بــعــدك

عـساك أنــت بـخيــر

ولاني ناسي حبك

ولاني بجاهله

وذكرى صوتك وهمسك

في قلبي شايله

لأنك حبي الأول

وحبي الأخير

أنا غيرك أبد ما أحب

كلام قايله

أنا ما أخدعك في الحب

بدون مجاملة

وأنت عارف قصدي

وباحساسي خبير

صحيح البعد يتعبني

وناره هايله

ولكن من صبر يقدر

يطول الطايله

فترة الغزو

وللخضر دور مهم في فترة الغزو الغاشم ومرحلة التحرير، حيث كان عضوا فعالا بانضمامه الى المقاومة الكويتية التي كانت تقوم بعمليات ضد المحتل. برز الراحل بالكثير من الأغاني الوطنية والرياضية المحفزة على حب الوطن، فقد كان حبه لأرض الكويت عاليا، وساهم في رفع شأن الأغنية الوطنية والرياضية بشكل ملحوظ، وقدم أعذب الألحان منها "عاشت لنا الكويت"، و"أنا كويتي"، و"الأولى أنت"، و"راجعين يا أغلى بلد" لعبدالله الرويشد، و"فوز فيها" لعبدالكريم عبدالقادر، وأوبريت "خليجي 10" الذي لحنه بمناسبة افتتاح كأس الخليج 1990 في الكويت، وغناه عبدالكريم عبدالقادر، وعبدالله الرويشد، وكانت له بعض المشاركات الفنية بعد احتلال الكويت، منها أغنية "يا جابر" للشاعر سامي العلي، و"هيا إلى الجهاد" للشاعر الشاهين، و"يا دار أنت عزنا" للشاعرة نهج نجد، و"يا شعب جابر" للشاعر سعود سالم، و"وقت الفزعة" للشاعر أحمد الفهد، و"فري كويت" لعبدالله الرويشد. وسجل للملحن الخضر عدة تعاونات رياضية مع الشهيد الشيخ فهد الأحمد.

ومن كلمات أشهر أغنياته الوطنية "عاشت لنا الكويت"، والتي شدا بها الفنان عبدالله الرويشد: عاشت لنا الكويت

وعاشوا أهلها

واللي يحب الكويت

يضحي لأجلها

لبيه ما فيها منه

بالروح نفدي وطنا

مركز جابر الأحمد كرمه بأمسية أوركسترا

في عام 2018 نظم مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي أمسية للملحن الراحل راشد الخضر بقاعة الشيخ جابر العلي بمعية أوركسترا المركز تحت قيادة المايسترو د.محمد باقي.

ويأتي احتفاء المركز بألحان الخضر ليكون أيضا احتفاءً بأهم مطربي الكويت والخليج، ممن شدَوا بأغنياته.

وأحيا الأمسية أربعة فنانين يتقدمهم الفنان محمد البلوشي، والفنان مساعد البلوشي، ود. حمد المانع، والفنان العماني ماجد المخيني، مقدمين أغنيات منتقاة من رصيده الكبير المتميز والمرصع بدقة التلحين وجمال الموسيقى منها "رحلتي"، و"كيدي أعظم"، و"لا أتمادى"، و"حاسب الوقت"، و"مر يا حلو"، و"لي حسيت"، و"ليلة من بد الليالي"، و"عاند وزيد عناد"، و"نور عيني".

وفي الحفل هيمنت أجواء رومانسية على المكان، في رحاب أعمال واحد من أعمدة الساحة الفنية الخليجية.

نبيل شعيل: رفيق درب وصانع نجاحاتنا المشتركة

استضيف نجله الملحن حمد الخضر في البرنامج الإذاعي "القايلة" إحياء لذكراه، ووفاء تجاه الخضر الذي حمل بصمة واضحة، حيث تحدث نجله عن العديد من مآثره وعلاقته مع الفنانين الآخرين، وقد تطرق إلى ذكرى والده قائلا: كان حريصا جدا علينا من خلال الاهتمام بنا، خصوصا في المراحل الدراسية، وكان يتمنى أن نتفوق، ولا أنسى حضوري معه بروفات وترتيبات أوبريت "خليجي 10"، وكانت هناك محبة وتعاون بينه وبين المشاركين في الأوبريت، ومنهم الفنان عبدالله الرويشد الذي تعلقت به منذ صغري، ووعيت على بعض الأغاني منها "رحلتي"، و"وياكم ضد البشر". وكانت هناك مشاركات أخرى عبر الاتصالات، ومنها مع الشاعر الأمير سعد آل سعود، والشاعر عبداللطيف البناي، والشاعر يوسف ناصر، وأيضا الموزع الموسيقي طارق عاكف، وكانت هناك مشاركة للشاعر القدير بدر بورسلي.

ومن بين المشاركات حينئذ، قال الشاعر القدير بدر بورسلي: "كنت محظوظا أن أعمل مع المرحوم راشد الخضر، الذي كان يعتبر أملا كبيرا للأغنية الكويتية وتحولها، ولكن لم يكتب له الحياة، وتوجد فيه ميزة عبر النظرة الأولى إلى النص، إذ يستطيع ان يقيم الكلمات، وليس عنده أي إشكالية في أن يعيد اللحن أكثر من مرة، لأجل أن تخرج الأغنية متكاملة. أما الفنان نبيل شعيل فقال: "أشكر كل من سعى لأن تكون قايلة الوفاء للمرحوم راشد الخضر الذي اعتبره رفيق دربي، وصانع نجاحاتنا المشتركة، وسايرت معه تلك المسيرة من خلال "سكة سفر"، ولو كان موجودا بيننا لرأينا عدة نجاحات متواصلة، ولكن البركة في ابنه حمد الذي أعمل معه عبر التعاون الفني، وأيضا وفاء لهذا الرجل الذي عشت معه أياما جميلة لا تنسى.

أول من قدم له يد العون كملحن شاب الفنان محمد البناي

سرت جيناته الفنية إلى نجله البكر الملحن حمد الخضر

عمل سنة معيداً بالمعهد لتدريس مادة القانون

كان عضواً فعالاً بانضمامه إلى المقاومة الكويتية

عُين رئيساً لفرقة الموسيقى العسكرية
back to top