أزمة مجلس الشورى 1921 المعنى والمبنى (5)

نشر في 22-05-2019
آخر تحديث 22-05-2019 | 00:20
 أ.د. غانم النجار ربما كانت حادثة هجرة الطواويش عام 1910، وتراجع الشيخ مبارك الصباح، مع ما عرف عنه من شدة، وما تبعها من حراك شعبي تجاه الشيخ سالم المبارك، وتقديم عريضتين إصلاحيتين تطالبان بإنشاء مجلس شورى، مثلتا نقطة ارتكاز لنظام سياسي منفتح نسبياً، كان من نتائجه مجلس بلدي ومعارف بداية الثلاثينيات، ثم مجلس تشريعي منتخب سنة 1938، ومجالس نوعية منتخبة في الخمسينيات، وصولاً إلى دستور 1962، والذي صار بحاجة إلى مزيد من الانفتاح والحريات حسب نص الدستور نفسه.

كما صار ضرورياً من حيث الممارسة الحد من هيمنة السلطة شبه المطلقة، حتى كاد يصبح الدستور شكلاً بلا موضوع، ومجرد ديكور مكمل للشكل الحديث للدولة فقط لا غير. سنكتشف من خلال تلك الأزمات السياسية عبر التاريخ أنها متدرجة بالمطالب، بلغت قمتها في المجلس التشريعي 1938 من حيث الصلاحيات، لتتراجع في حيثيات دستور 1962.

بعد وفاة الشيخ سالم المبارك في فبراير 1921اجتمع عدد من وجهاء الكويت في ديوان ناصر يوسف البدر، واتفقوا على رفع عريضتين للأسرة الحاكمة من خمسة بنود. نص العريضتين متشابه مع اختلاف في المادة ٣ في إحداهما.

وهذا نصهما بأخطائهما اللغوية كما جاءتا:

"بسم الله

نحن الواضعون (اسمائنا) بذيل هذه الورقة قد اتفقنا واتحدنا على عهد الله وميثاقه على هذه البنود الآتية:

1) اصلاح بيت الصباح كيلا يجري بينهم خلاف في تعيين الحاكم

2) ان المرشحين لهذا الامر هم الشيخ احمد الجابر والشيخ حمد المبارك والشيخ عبدالله السالم

3) ان (ارتضى) عائلة الصباح على تعيين واحد من الثلاثة فبها ونعمت، (اختلاف) وان فوضوا الامر للاهالي عيناه وان (ارادة) الحكومة تعيين واحد منهم رضينا به. أما نص المادة ٣ في الوثيقة القديمة فجاء كالتالي "اذا اتفق (رائي) الجماعة على تعيين اي شخص من الثلاثة يرفع الامر الى الحكومة للتصديق عليه".

4) المعين المذكور يكون بصفة رئيس مجلس شورى.

5) ينتخب من آل صباح والاهالي (عددا معلوما) لإدارة شؤون البلاد على أساس العدل والإنصاف.

الموقعون على العريضة الأولى كانوا ثمانية، وهم محمد شملان ومبارك بن محمد بورسلي وجاسم بن محمد بن أحمد وعبدالرحمن بن حسين العسعوسي وصالح بن أحمد النهام وعبدالله بن زايد وسالم بن علي بوقماز.

أما الموقعون على العريضة الثانية فكان عددهم 24، وهم ناصر يوسف البدر وحمد عبدالله الصقر وإبراهيم بن مضف وأحمد الحميظي (هكذا وردت) وأحمد الفهد الخالد وعثمان الراشد وخالد المخلد ومحمد شملان ومحمد الزاحم وعبدالرحمن محمد البحر و(مبارك الساير) وسلطان البراهيم الكليب وعبدالله الصميط وفهد عبداللطيف الفوزان وعبدالمحسن الصبيح وفلاح الخرافي وعلي بن إبراهيم الكليب ويوسف بن عيسى وعبداللطيف الحمد ويوسف الرشيد وحمد الصميط ومسعود بن مشحن الرشيدي وعبيدان المحمد ومحمد بن إبراهيم القلاف.

وقد بذل د. خليفة الوقيان، مشكوراً، جهداً بحثياً حثيثاً، للتأكد من دقة الأسماء، كما كانت له جملة ملاحظات على العريضة سنوردها في المقال اللاحق.

back to top