ماكرون عشية «انتخابات أوروبا»: نواجه محاولة لتفكيك الاتحاد

• اتهم «القوميين» بالتواطؤ مع «متمولين» روس ومقربين من ترامب
• لوبن: كل شيء تغير

نشر في 22-05-2019
آخر تحديث 22-05-2019 | 00:03
فرنسيون يمرون أمام لافتات انتخابية في باريس أمس (أي بي ايه)
فرنسيون يمرون أمام لافتات انتخابية في باريس أمس (أي بي ايه)
بعد 18 شهراً من دخول العديد من أحزاب اليمين المتطرف، التي تتشاطر مواقفها المناهضة للإسلام وللهجرة وللاتحاد الأوروبي، حكومات بلدان مثل فرنسا وإيطاليا والنمسا مع تسجيل تقدم في برلمانات أخرى ببرلين واستوكهولم حتى مدريد، تستعد الدول الـ 28 في الاتحاد إلى انتخابات من المقرّر أن تبدأ غداً وتستمر حتى الأحد المقبل، يرى فيها زعماء بعض الدول أنها تشكّل «خطراً وجودياً» على اتحادهم.
مع انهيار الائتلاف الحكومي في النمسا بين اليمين واليمين المتطرف قبل ثلاثة أيام من الانتخابات الأوروبية، بعد استقالة جميع وزراء "حزب الحرية" على خلفية فضيحة فساد، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنّ هناك "تواطؤاً للمرة الأولى بين القوميين ومصالح أجنبية بهدف تفكيك أوروبا"، مشيراً بالتحديد إلى ستيف بانون المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، و"متموّلين روس".

وخلال مقابلة مع صحف مناطقية فرنسية، أمس الأول، قال ماكرون: "لا يمكننا إلا أن نشعر بالقلق. ينبغي للمرء ألا يكون ساذجاً، لكنّي لا أخلط بين الدول وبعض الأفراد، حتى إذا كانوا مجموعات ضغط أميركية أو أوليغارشيين روساً قريبين من الحكومات".

وأكّد الرئيس الفرنسي أنّ الانتخابات التي ستجري في دول الاتحاد الاوروبي الـ28 بين 23 و26 مايو الجاري "هي الأكثر أهمية منذ 1979 لأنّ الاتّحاد يواجه خطراً وجودياً".

وتطمح الأحزاب اليمينية المتطرفة أو القومية المحافظة المناهضة للوحدة الأوروبية وكذلك الأحزاب الشعبوية إلى زيادة حصّتها في هذه الانتخابات التي سيتم خلالها تجديد البرلمان الأوروبي.

وتتوقّع استطلاعات الرأي أن يتمكّن 173 مرشّحاً من هذه الأحزاب من دخول البرلمان الأوروبي المقبل، أي بزيادة 19 نائباً على حصتهم الحالية البالغة 154 نائباً في البرلمان المنبثق من انتخابات 2014 والمؤلف من 751 نائباً.

وشدّد الرئيس الفرنسي على أنّ "من لا يؤمن بمستقبل أوروبا هو عدوّ لها. القوميون الذين يريدون تقسيمها هم أعداؤها الأوائل".

وندّد ماكرون بما اعتبره "تواطؤاً بين القوميين ومصالح أجنبية" من أجل "تفكيك أوروبا"، مضيفاً أنّ بعضاً من "قادة جماعات الضغط من أمثال ستيف بانون" المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، "القريبين من السلطات الأميركية يأملون انهيار الاتحاد الأوروبي ويسعون لتحقيق هذا الهدف".

كما لفت إلى أنّه "لم يسبق للروس ولبعض الجهات الأخرى أن تدخّلوا إلى هذا الحدّ في تمويل ومساعدة الأحزاب اليمينية".

ودعا الرئيس الفرنسي إلى "معاهدة تأسيسية للاتحاد الأوروبي" بعد الانتخابات الأوروبية التي من المقرر أن تجري في فرنسا يوم الأحد "بهدف تحديد استراتيجية أوروبا للسنوات الخمس المقبلة".

وقال: "أريد معاهدة تأسيسية أوروبية بعد الانتخابات، بحيث يأخذ رؤساء الدول والحكومات مع المفوضية الجديدة ومسؤولي البرلمان والمواطنين، وقتهم لتحديد استراتيجية أوروبا على مدار السنوات الخمس المقبلة، بما في ذلك التغييرات التي يريدون إدخالها على المعاهدات".

وفيما يتعلّق بالعلاقات الفرنسية - الألمانية، أكد ماكرون مجدداً إيمانه بأهمية هذه العلاقات، لافتاً إلى أن "أوروبا لا يمكن أن تتقدم إذا كانت هناك خلافات فرنسية - ألمانية".

لوبن

من ناحيتها، وبعد نحو سنتين على هزيمتها أمام ماكرون في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية، تستعد زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن لانتخابات الأحد المقبل بحماس شديد.

وقالت لوبن، في مقابلة مع "فرانس برس" جرت الأسبوع الماضي في مكتبها داخل حزبها "الجمعية الوطنية" بعد انتخابها عضوة عام 2017: "كل شيء تغير"، مضيفة: "قبل كنا وحيدين جداً على الساحة الأوروبية، لم يكن معنا أحد للعمل على تغيير هذا الاتحاد الأوروبي من الداخل، لم يكن لدينا حلفاء. لكن وخلال بضعة أشهر فقط، برزت على الساحة العديد من القوى السياسية وبشكل لافت".

«فضيحة إيبيزا»

وعشية الانتخابات الأوروبية، انهار الائتلاف الحكومي في النمسا بين اليمين واليمين المتطرف، مع استقالة جميع وزراء "حزب الحرية" اليميني المتطرّف على خلفية فضيحة فساد.

وأعلن "الحرية"، أمس الأول، سحب جميع وزرائه من الحكومة التي كان شكّلها مع المحافظين بزعامة المستشار سيباستيان كورتز، من دون انتظار الانتخابات التشريعية المبكرة المقرر إجراؤها في سبتمبر.

وجاء ذلك رداً على قرار رئيس الوزراء إقالة وزير الداخلية اليميني المتطرف هيربرت كيكل.

ولا يرى كورتز أن بقاء كيكل في منصبه ينسجم مع آلية التحقيق في شأن الشريط الذي صور خلسة في فيلا في جزيرة ايبيزا ودفع نائب المستشار هاينز كريستيان شتراخه للاستقالة.

وانفجرت "فضيحة إيبيزا" بعد نشر وسائل إعلام ألمانية لفيديو صوّر بكاميرا خفية قبل سنتين، يُظهر شتراخه وهو يناقش في فيلا بجزيرة إيبيزا وقبل أشهر من انتخابات 2017 التشريعية، مع امرأة يُعتقد أنها مرتبطة بشخصية روسية، احتمالَ تقديم مساعدات مالية مقابل منحها مدخلاً لعقود حكومية مع النمسا.

وفي السياق، علّق رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ساخراً على الأحداث السياسية في النمسا.

وفي إشارة إلى إلغاء زيارة لوزير النقل النمساوي نوربرت هوفر من "حزب الحرية"، قال أوربان، اليميني المحافظ: "أصدقاؤنا النمساويون لم يتمكنوا من الحضور لأن افتتاح موسم الصيد عندهم مبكرا".

back to top