رحم الله التويجري

نشر في 21-05-2019
آخر تحديث 21-05-2019 | 00:20
 د.نجم عبدالكريم سألته مذيعة أميركية، كيف يصنف السياسة الأميركية؟

قال لها: سأجيبك بصراحة، وأرجو أن تجد إجابتي مجالاً للنشر، أما إذا كان هناك انحياز ولن يصل رأيي إلى الناس فأرجو أن لا تزعجي نفسك، ولا تُكلفيني إبداء رأيٍ قد لا يُنشر أو يُبث أو يُذاع.

فأجابته المذيعة:

- سيُنشر وسيستمع إليه الناس، ويشاهدونه، وهذا على مسؤوليتي.

فقال لها الشيخ عبدالعزيز التويجري، الذي كان نائباً لرئيس الحرس الوطني:

- أنا غير راضٍ عن هذه السياسة، للأسباب التالية، وأوجه كلامي للأميركان أنفسهم، وآخرهم هنري كيسنجر الذي التقيته منذ خمسة أيام، وقلت له: أنت الآن في تسكعك بالبلاد العربية لن تصل إلى حل للمشكلة!

وأقولها بصراحة: إنني أفرق بين السياسة الأميركية وبين القيم والمثل الأميركية، وأُكنُّ احتراماً كبيراً للشعب الأميركي، ولا يمكن أبداً أن أُسيء الظن بهذا الشعب وبقيمه، هذا الشعب الطيب الذي كافح الاستعمار، وحصل على حريته، واستطاع أن يبني هذه الحضارة... هذا الشعب- للأسف- مضلل، وحتى الآن لم يتحقق مما يجري في العالم على يد السياسيين الذين تعاقبوا على سدة السياسة الأميركية!

- لماذا يا سيد تويجري؟

- لا أعرف كيف استطاعوا أن ينفذوا هذه السياسة في العالم وهي مخالفة لقيم الشعب الأميركي، وأنا لا أريد أن أتحدث عن مشاكل العالم وأذرف الدموع على الشبان الأميركان الذين قُتلوا في فيتنام من جراء السياسات الأميركية، ولكنني أريد أن أتحدث عن الألم والظلم العنيف اللذين وقعا في المنطقة التي أنتمي إليها، وهي مصدر الديانات والحكمة... هذه المنطقة العظيمة التي انبثق منها الضوء لينير حياة الإنسان على امتداد تاريخه.

ماذا يجري في هذه المنطقة الآن؟!... إن كان استعماراً فسيأتي اليوم الذي يرحل فيه في الغد ويهون الأمر!... ولكن أن تُنتزع فلسطين برمتها وهي منطقة عربية، بل إن فلسطين هي قلب هذه الأمة منذ آلاف السنين... والغريب أنه منذ ثلاثة آلاف سنة أقامت مجموعة من اليهود فترة بسيطة ثم مُسحت من التاريخ، وإذا بحشود تتدافع علينا من الخارج، وهم عبارة عن أُناسٍ يختلفون عنا لغة وأشكالاً، ولا نعرفهم، بل إنهم لا يتجانس بعضهم مع بعض، غربيون، وشرقيون، ولا ينتمون إلى منطقتنا بأي صلة، يتركون أوطانهم ليعتدوا بأساليب الغدر والبطش على أبناء منطقتنا ويشردوهم... فكم من مواطن عربي أُخذت مزرعته! وكم من إنسان تم الاستيلاء على بيته عنوة! وكم من العرب من تفجرت بيوتهم أمام أعينهم!

أما الذين شُرِّدوا وألقوا في الصحارى والمخيمات فهم أصحاب البلد الأصليون الذين كانوا يسكنونها منذ آلاف السنين... فبأي حقٍّ يحدث هذا؟!.. وبأي شريعة يتم ذلك؟!

وما هو المبرر لحدوث مثل هذه الجرائم البشعة في وطننا العربي؟ وإذا سألتيني: ما موقفي من أميركا؟ فأقول إن السياسة الأميركية هي السبب وراء ما يحدث لنا من كوارث في فلسطين وغيرها.

***

• هذا جزء صغير من حوار مطول مع المذيعة الأميركية الشهيرة كنت قد نشرته كاملاً في كتابي "هكذا تكلم التويجري"... فرحم الله الشيخ عبدالعزيز التويجري.

back to top