محتجو السودان يتمسّكون بـ«الاعتصامات»

برهان يضع شروطه... وحميدتي ينفي مسؤوليته عن «الاثنين الأسود»

نشر في 17-05-2019
آخر تحديث 17-05-2019 | 00:04
سودانيون يواصلون اعتصامهم أمام مقر القيادة في الخرطوم  (أ ف ب)
سودانيون يواصلون اعتصامهم أمام مقر القيادة في الخرطوم (أ ف ب)
أكد قادة الاحتجاج في السودان أنهم مستمرون في الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش في العاصمة الخرطوم، بعدما علّق المجلس العسكري الانتقالي الحاكم مفاوضاته معهم مدة 72 ساعة بحجة تهيئة المناخ للحوار.

وأوضح تحالف "قوى اعلان الحرية والتغيير" في بيان، أمس، أن "اعتصامنا سيستمر قرب مقرّ القيادة العامة للجيش وكافة ميادين الاعتصام في البلاد، والتصعيد السلمي حق مشروع لحماية ما انتزعته جماهير شعبنا بنضالها ودماء الشهداء وعرق الثوار"، مضيفاً أن "تعليق التفاوض قرار مؤسف ولا يستوعب التطورات التي تمت فى هذا الملف".

وأدى إطلاق نار جديد، مساء أمس الأول، حول مكان اعتصام المتظاهرين في الخرطوم وإصابة 14 شخصاً بجروح، إلى تعليق "المجلس العسكري" الجولة الأخيرة من مباحثاته مع قوى الاحتجاج بشأن الفترة الانتقالية لمدة 72 ساعة "حتى يتهيّأ المناخ لإكمال الاتفاق"، حسب بيان ألقاه فجراً، رئيس "المجلس" الفريق عبدالفتاح برهان في التلفزيون الرسمي.

وكان من المفترض أن يعقد "المجلس العسكري" و"قوى الحرية والتغيير" مساء الاربعاء الجلسة النهائية للمفاوضات بشأن الفترة الانتقالية وتشكيل ثلاثة مجالس للسيادة والوزراء والتشريع لإدارة البلاد خلال هذه المرحلة. ورأى برهان أن "الخطوة مهمة لعدم جر البلاد للانزلاق نحو الانفلات الأمني" واشترط "إزالة الحواجز عن الطرقات المختلفة في العاصمة الخرطوم وفتح خط السكة الحديدية ووقف التصعيد الإعلامي والابتعاد عن التحرّش أو استفزاز القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والشرطة والأمن".

ودافع في بيانه بشدّة عن "قوات الدعم السريع" التي كان يتهمها المعتصمون بالاعتداء على المتظاهرين ومهاجمتهم. وقال إن "قوات الدعم السريع لعبت دوراً مهماً ومؤثّراً في أمن البلاد حرباً وسلماً، وفي حماية مكتسبات الثورة والقيام بدورها كاملا في حماية الوطن والمواطن".

وناشد برهان الحراك إزلة المتاريس جميعها خارج منطقة ساحة الاعتصام، وفتح خط سكة الحديد لإمداد الولايات التي تضررت كثيرا من شح المواد التموينية والبترولية.

إلا أن بيان لـ"الحرية والتغيير"، أكد أن "خطوط السكة الحديدية مفتوحة منذ 26 أبريل وقبل أي طلب، وقد قررنا مسبقاً تحديد منطقة الاعتصام وقمنا بخطوات في ذلك، وبذلك تنتفي كل مبررات وقف المفاوضات من طرف واحد".

وكان "تجمّع المهنيين السودانيين" طالب المعتصمين بالالتزام بـ"خريطة الاعتصام" الموضّحة وسط الخرطوم. وقال في بيانه إنّ "الالتزام بهذه الخريطة يقلّل من إمكان اختراق الثوار بأيّ عناصر مندسّة ويسهّل عمل لجان التأمين في السيطرة والتأمين".

وصرح شاهد عيان بأنّه "تمّ بالفعل إزالة بعض الحواجز المكوّنة من أحجار وحديد وكتل أسمنتية من شوارع النيل والجمهورية والبلدية والمك نمر، والتراجع إلى مقر الاعتصام"، مشيراً الى "انسياب الحركة أمام المركبات المختلفة وإزالة الحواجز بواسطة قوة مشتركة من الجيش وقوات الدعم السريع وبمساعدة محتجين".

وفي أول تعليق له على أحداث "الاثنين الأسود" وفقا لوصف الإعلام السوداني، والتي راح ضحيتها ثمانية من المعتصمين، نفى نائب رئيس "المجلس العسكري"، الفريق أول محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي"، تورط قوات "الدعم السريع" التي يتولى قيادتها، في الحادث، واتهم في المقابل، "جهات ودولاً بالوقوف خلف الحادث من أجل أجندة خاصة بهم ولإحداث فتنة". وأضاف: "بعض من ضعاف النفوس يقومون بإطلاق الإشاعات بأن الدعم السريع هو من أطلق النار على المتظاهرين دون دليل أو إثبات".

back to top