ملتقى القاهرة الدولي السابع

نشر في 13-05-2019
آخر تحديث 13-05-2019 | 00:01
 فوزية شويش السالم ماذا أقول وأكتب عن ملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي "الرواية في عصر المعلومات" لدورة الطيب صالح من 20 إلى 24 أبريل 2019، كان حفل الافتتاح والختام بمسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية، وافتتحته الوزيرة د. إيناس عبدالدايم، وأعلنت فيه زيادة قيمة جائزة الملتقى لتصبح 250 ألف جنيه، أي ما يعادل 20 ألف دولار؟

إلا أنه أبو الملتقيات حجما وعددا وتنوعا، فقد تنوعت محاور الطرح، وتعددت القاعات في المجلس الأعلى لتستوعب هذا الكم الكبير من الضيوف ومحاورهم وشهاداتهم الكثيرة، وفي إحدى القاعات دارت مناقشة محاور المائدة المستديرة، وخصصت قاعة الندوات بالدور الأرضي لبرنامج الشهادات الإبداعية.

كثرة تعدد المحاور البحثية والشهادات الإبداعية كان من الصعب متابعة كل هذا الكم الزاخر بمحاضرات متنوعة ومهمة في القاعات المختلفة، صحيح هذا الزخم أعطى نكهة وتنوعا بين الاختيارات المتعددة للحضور، لكن بذات الوقت بات من الصعب متابعتها رغم أهميتها وقيمة من يُلقيها، خاصة كان هناك أصدقاء كثيرون يصعب التفريق بينهم، فالمؤتمر ضم أسماء أهم وألمع كتاب الرواية المصريين والعرب الذين يصعب تجميعهم وتواجدهم في زمن ومكان واحد، وبلغ عدد المدعوين 270 ناقدا وروائيا من 20 دولة عربية وبعض الدول الأوروبية.

وكانت المحاور الرئيسية:

* التقدم المذهل في علوم الاتصالات والرواية.

* تحول أدوات الاتصال إلى مادة روائية.

* تأثير البنية المعلوماتية على البناء الروائي.

* الرواية وتداخل الأنواع.

* ملامح التجريب في الرواية العربية الحديثة.

* الرواية التفاعلية.

* الرواية العربية في عصر الصورة "رواية الجرافيك".

* مستقبل السرد.

* تأثير وسائط الاتصال الحديثة على رواية الخيال العلمي والفانتازيا.

أما القضايا التي تمت مناقشتها في الموائد المستديرة فكانت ما يلي:

* الفنون في الرواية العربية وأعد ورقتها الرئيسية أ.د شاكر عبدالحميد.

* النقد وتحولات السرد في الرواية العربية، وأعدت ورقتها أ.د اعتدال عثمان.

* أسئلة الحاضر والمستقبل في الرواية العربية الحديثة، أعد ورقتها أ.د خيري دومة.

* تحولات اللغة السردية في الرواية العربية الحديثة، أعد ورقتها أ.د هيثم الحاج علي.

* أدب الطيب الصالح، أعد ورقتها الرئيسية أ.د طارق الطيب.

* الرواية التفاعلية أعد ورقتها الرئيسية أ.د شريف الجيار.

* نجيب محفوظ: المسيرة، التجريب، أعد ورقتها الرئيسية أ.د حسين حمودة.

أما الشهادات الإبداعية فخصت تقريبا جميع كتاب الرواية لتبين تجاربهم واكتشافاتهم وإضافاتهم فيها، والصعوبات أو المعوقات التي صادفتهم بكتابتها، وجاءت معظم شهادات كتاب الرواية تقريبا متماثلة، خاصة في المؤثرات التي أثرت على عقلهم ووجدانهم، وساعدت على نمو موهبتهم الروائية، الغريب أن معظمهم قد تأثر بحواديث وحكايات الأمهات والجدات، الأقلية فقط هي من تجاوزت بداياتها آثار هذه التجربة المتولدة من تأثير الحكايات القديمة ورواتها، والأكيد أن حكايات الطفولة لها تأثيرها القوي على نمو المخيلة، خاصة تلك الممهور مستقبلها بالإبداع، وجاءت شهادات الكثير من الكتاب لتبين تأثر كتاباتهم بالسينما وبالصورة وبالسيناريو والمونتاج وتعدد أصوات الرواة، وكل هذه التقنيات التي تحدثوا عنها تجاوزتها الكتابة منذ زمن طويل، ولم تعد كشيء جديد يحمل إضافة للأعمال الروائية، لأنها باتت من المتطلبات العادية للكتابة، وفقدت طزاجتها وإبهارها، وأصبحت من اعتياديات الكتابة الروائية، ولا تمثل إضافة لريادة جديدة.

كنت أتمنى أن أسمع شهادات لتجربة الكتاب مع الكتابة بشكل أوسع وأعمق وخاص جدا، لأن تأثير الكتابة على الكاتب ومسبباتها، وعلاقته بها، ماذا أعطاها، وماذا أعطته، ما هي اكتشافاته من فض وعورتها وغموض مساراتها ومجهولية عوالمها التي خاضها، وفضها ورقة إثر ورقة، وسرا إثر المزيد من الأسرار، لأن الكتابة تنمو مع الكاتب، كما هو ينمو معها، وكل منهما يكتشف أسرار ذاته من هذا الاتحاد التبادلي المشترك، فكما نكتشف نمو ذواتنا ندرك نمو الكتابة معنا وفينا، ومنها ندرك الإضافات التي أضافتها الكتابة لنا، وما هي الإضافات التي أضفناها للكتابة. إذن هي تجربة خاصة وذاتية ومتفردة يجب على كل كاتب روائي تلمسها وإدراك حساسيتها وذاتيتها التي تخصه وحده وليست مشاعا عاما.

back to top