مذكرات بحار بين الأمس واليوم

نشر في 05-05-2019
آخر تحديث 05-05-2019 | 00:05
 د. خالد عبداللطيف رمضان كعادتها في الأعياد الوطنية، أقامت وزارة التربية حفلها عام 1979 على مسرح المعاهد الخاصة، وكانت الاحتفالات عادة تتضمن أغنيات لكتاب وملحنين مختلفين، حسب اجتهاد المدارس المشاركة، إلا في هذا الحفل كان الوضع مختلفا، حيث خطط لإنتاج أوبريت غنائي يتكون من لوحات غنائية يجمعها خط درامي واحد، ووقع الاختيار على ديوان محمد الفايز (مذكرات بحار) بعد أن ذاع صيته، وتم اختيار بعض القصائد مع بعض التصرف، وقدمت للملحن غنام الديكان لصياغتها ألحانا، وكلف التوجيه العام للتربية الموسيقية بمتابعة الجانب الموسيقي والغنائي بكل مراحله، كما كلفت إدارة النشاط المدرسي بإدارة انتاج العمل وإخراجه على خشبة المسرح. وأخذت الاستعدادات لهذا العمل الكبير الذي ينفذ لأول مرة وقتا طويلا، وتم تجديد مسرح المعاهد الخاصة بشكل كامل من حيث الأرضيات والديكورات والكراسي والستائر والشوايات ونظام الإضاءة ونظام الصوت. وكالعادة تجرى التدريبات الأولية على الرقصات والتعبير الحركي داخل المدارس التي يتم اختيارها، ثم يتم الانتقال إلى مسرح المعاهد الخاصة لإجراء التدريبات النهائية لمدة شهرين تقريبا، وكان يرأس فرق العمل الوكيل المساعد أحمد المهنا، رحمه الله، وتجندت عدة إدارات في وزارة التربية لإنجاز العمل، مثل إدارة النشاط المدرسي والتوجيه العام للتربية الموسيقية والتوجيه العام للتربية البدنية وإدارة التعليم الخاص وإدارة التغذية وإدارة النقليات ومنجرة الوزارة وجهات خدمية أخرى. وشارك في العمل طلاب وطالبات ومدرسون ومدرسات وموجهون وموجهات بخلاف الإداريين والفنيين، مئات من المشاركين يعملون بجد يوميا لإنجاز العمل. ثم جاء اليوم الموعود وقدم في العيد الوطني أمام أركان الدولة وتغنى في الحفل الفنان الكبير شادي الخليج والفنانة سناء الخراز بمصاحبة أوركسترا التوجيه الفني للتربية الموسيقية بقيادة سعيد البنا، وهو الذي وزع الألحان أيضا وبمشاركة شباب فرقة التلفزيون بالإيقاعات، وشارك في الغناء كورال من مدرسات التربية الموسيقية. ونجح الأوبريت نجاحا ساحقا بفضل كلمات محمد الفايز الساحرة والمعبرة بصدق عن معاناة الآباء وصراعهم مع البحر من أجل لقمة العيش، من خلال ألحان جميلة صاغها غنام الديكان مستلهما فنوننا الشعبية الغنية، مع أداء غنائي عبقري للفنان شادي الخليج بمصاحبة الصوت الشجي لسناء الخراز. وعلى خشبة المسرح تجلى إبداع الطلاب والطالبات بالتعبير الحركي والرقصات المصاحبة التي وقف وراءها فريق من المدربين من إدارة النشاط المدرسي، ومنهم الفنان عبدالرحمن العقل والتوجيه العام للتربية البدنية بقيادة المدربة سلوى طلب. ونجاح هذا الأوبريت شجع الإعلامي القدير محمد السنعوسي على تصوير هذا الأوبريت في استديوهات التلفزيون برؤية إخراجية تحافظ على الأصل، مع التصرف بما يوائم التسجيل التلفزيوني، كما تشجعت وزارة التربية على إنتاج أوبريتات كبيرة أخرى مكتوبة خصيصا للمناسبة، مثل صدي التاريخ (1986) ومواكب الوفاء (1989) للمرحوم الدكتور عبدالله العتيبي، وتكررت النجاحات مع ألحان غنام الديكان وغناء شادي الخليج وسناء الخراز. ولأن أوبريت مذكرات بحار له مذاق خاص، ويثير شجون الذاكرة الجمعية للكويتيين عما كابده أجدادهم لبقاء هذا المجتمع واستقراره فقد جعل إدارة مركز جابر الأحمد الثقافي تعيد تقديمه بأصوات جديدة، بمشاركة الفنان الكبير شادي الخليج، ونظرا للنجاح الذي تحقق عمدت بعد شهور لتحويله لعرض مسرحي مبهر، وهذا ما سنتعرض له في المقالة القادمة.
back to top