مصر تدخل العام الثالث من «الطوارئ»

تمديد حظر التجوال شمال سيناء واستنفار لتأمين «أسبوع الآلام»

نشر في 26-04-2019
آخر تحديث 26-04-2019 | 00:04
السيسي وبن راشد في بكين أمس       (رئاسة الجمهورية)
السيسي وبن راشد في بكين أمس (رئاسة الجمهورية)
دخلت مصر العام الثالث تحت حكم حال الطوارئ المعلنة منذ أبريل 2017، إذ أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قرارا أمس، بإعلان الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر اعتبارا من الساعة الواحدة من صباح أمس، على أن تتولى قوات الجيش والشرطة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة أخطار الإرهاب، وفق ما نشر في الجريدة الرسمية المصرية.

وتتجنب الدولة المصرية ارتكاب مخالفة دستورية بتمديد الطوارئ لفترات مفتوحة، عبر اعتماد آلية إسقاط العمل بحال الطوارئ لمدة يوم واحد بين كل 6 أشهر.

وتنص المادة 154 من الدستور المصري على أن إعلان حال الطوارئ يكون «لمدة محددة لا تجاوز 3 أشهر، ولا تمد إلا لمدة أخرى مماثلة، بعد موافقة ثلثي عدد أعضاء مجلس النواب».

وهذه هي الفترة الثامنة للطوارئ منذ إقرارها في 9 أبريل 2017، في أعقاب الهجمات المتزامنة على كنائس في مدينتي دمياط والإسكندرية التي تبناها تنظيم داعش الإرهابي.

الى ذلك، أصدر رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، قراراً بحظر التجوال ليلا في بعض مناطق شمال سيناء بداية من أمس، على أن تنتهي مع انتهاء حال الطوارئ التي أعلنها الرئيس السيسي.

وأعلنت وزارة الداخلية، أمس، حال الاستنفار القصوى لتأمين البلاد خلال احتفالات المسيحيين المصريين الأقباط الذين يتبعون التقويم الشرقي بأسبوع الآلام الذي ينتهي بعيد القيامة الأحد المقبل، ثم احتفال جميع المصريين بعيد الربيع «شم النسيم» الاثنين المقبل، إذ انتشرت تعزيزات أمنية في شوارع القاهرة والمدن الكبرى أمس.

وتم الدفع بتعزيزات أمنية حول مختلف الكنائس، في إطار خطة تعتمد على تحديد كردون أمني حول كل كنيسة، ومنع توقف السيارات أمام دور العبادة المسيحية، ونصب البوابات الإلكترونية على مداخل الكنائس لتفتيش الزوار، فضلا عن التأكد من جاهزية كاميرات المراقبة في محيطها، مع الدفع بقوات التدخل السريع تحسبا لأي طارئ.

همزة وصل

وفيما استمتع المصريون بالإجازة الرسمية بمناسبة عيد تحرير سيناء الـ 37، أمس، بث التليفزيون المصري كلمة مسجلة للرئيس السيسي صباح أمس، قال فيها إن سيناء تعد همزة الوصل التي أكسبت مصر عمقا استراتيجيا مضاعفا بجانب انتمائها للقارة الإفريقية والوطن العربي، لافتا إلى أن «يوم تحرير سيناء وعودتها للوطن الأم سيظل خالدا في وجدان المصريين... يوما فاصلا بين الفقدان والاسترداد، وبين الهزيمة والنصر».

وشدد السيسي على أن استعادة سيناء بالحرب ثم بالتفاوض انتهاء بتحريرها كاملة في أبريل 1982، جسدت ملحمة وطنية رائعة، وشكلت «مثالا يحتذى في الإصرار على صون الكرامة الوطنية، ودرسا في الحفاظ على التراب الوطني بالعمل والاجتهاد والعلم، وليس بالأماني والشعارات الرنانة»، داعيا إلى استغلال الذكرى قوة دفع متجددة للعمل والسهر على حماية كل شبر من أرجاء الوطن.

في غضون ذلك، وصل الرئيس المصري إلى العاصمة الصينية بكين أمس، للمشاركة في مؤتمر قمة «منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي» اليوم، إذ أجرى عدة لقاءات مع قادة الدول المشاركة، وفي مقدمتهم رئيس الدولة المضيفة شي جينبينغ.

في الأثناء، استقبل الرئيس السيسي، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، في مقر إقامة الأول بالعاصمة الصينية صباح أمس.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، إن الرئيس السيسي أكد أن التعاون الثنائي بين مصر والإمارات يشهد تطورا ملحوظا في مختلف المجالات، وأشار إلى ما تحظى به الإمارات قيادة وشعبا من مكانة خاصة لدى الشعب المصري، وما تمثله علاقات البلدين من نموذج يحتذى بين الأشقاء العرب.

بدوره، كشف بن راشد عن حرص الإمارات على تعزيز التعاون والتكاتف مع مصر من أجل ترسيخ قيم السلام والتسامح والاستقرار في المنطقة، وأشاد بالخطوات الناجحة التي انتهجتها القاهرة في مسار الإصلاح الاقتصادي والنقدي والنتائج الواضحة التي تحققت، مهنئا الشعب المصري على نجاح عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية.

back to top