الوجه الآخر

نشر في 21-04-2019
آخر تحديث 21-04-2019 | 00:00
 د. خالد عبداللطيف رمضان منذ سنوات ونحن نجتر السلبيات في بلدنا حتى أغمضنا أعيننا عن أي إيجابية، وسيطرت علينا مشاعر الإحباط. ربما يكون الأمر عاديا عندما يحبط شخص، لكن الخطورة في أن يحبط شعب بكامله. علينا أن نقر بأن لدينا الكثير من السلبيات، من تخبط في التخطيط وتعيينات براشوتية

في المناصب القيادية لأشخاص كل مؤهلاتهم الواسطة التي أتت بهم، وعبث في التركيبة السكانية، وتزوير في الشهادات الدراسية والجنسية الكويتية إلى جانب التدني في الخدمات الصحية والتعليمية والإسكانية والتخلف الإداري في مختلف مرافق الدولة، الذي تسبب فيه الإفساد المتبادل بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، ومع تسليمنا بكل هذه السلبيات وأكثر، إلا أن التركيز على السلبيات وتضخيمها في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تحولها بالضرورة إلى مادة للحديث في الديوانيات والتجمعات العائلية وحتى في تجمعات الأصحاب. ومع الأيام يستقر في وجداننا أن بلدنا لا يعرف سوى السلبيات، وأن هذه السلبيات ستزداد ويصعب إصلاحها ومن ثم نصاب بإحباط جمعي يسرق منا روح التفاؤل، ويقتل روح المبادرة لدى الشباب. وإذا سادت مثل هذه الروح لدى الشعب فذلك أخطر من الغزو الخارجي، فستهبط الروح المعنوية، وربما يفكر عدد من الشباب الواعد في مختلف المجالات بالهجرة والعمل في الخارج، وتفقد البلاد خيرة الكفاءات من أبنائها، إضافة لعزوف بعض المبادرين عن الاستثمار في البلاد لعدم الثقة بالوضع العام. لذا نحتاج إلى صحوة حكومية ونيابية لعلاج السلبيات ومحاربة الفساد جديا وتطوير الجهاز الإداري. وفي الجانب الآخر لدينا إنجازات كثيرة لم نسلط الأضواء عليها، هناك نقلة نوعية في تطوير شبكة الطرق على مستوى الدولة، وأنجزنا عددا من المستشفيات التي نستطيع المفاخرة بها، والحرم الجامعي في الشدادية سيكون مفخرة للكويت لتميزه العمراني، وتجهيزه بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا ليغطي احتياجات جامعة الكويت لعشرات السنين. ومن الإنجازات الحضارية التي تمت في السنوات الأخيرة مركز جابر الأحمد الثقافي بمعماره المميز ومرافقه الطموحة وأسلوب تشغيله المتحضر. إضافة إلى مركز عبدالله السالم، الذي يعتبر معلما ثقافيا، بما يتضمن من معارض ومتاحف. وهناك الكثير من الإنجازات وفي مجالات مختلفة بإمكان الإعلام الرسمي الترويج لها، ثم يتبعه الإعلام الخاص لكي يطلع الشعب على إنجازات بلده، ويتعرف على قيمتها وتميزها، حتى ترتفع روحه المعنوية ويتخلص من مشاعر الإحباط، خاصة وأن هناك من يجاهد لحماية المال العام ومحاربة الفساد وكشف المفسدين، ويحاول بعض المخلصين كشف المزورين تمهيدا لتحويلهم للقضاء لكي ينالوا جزاءهم. ما نريده عدم التستر على مكامن الخلل والفساد، بل كشفها كخطوة أولى للإصلاح، ولكن علينا في نفس الوقت أن ننظر إلى الجوانب الإيجابية في بلدنا، من خير ننعم به، وأمان يتمتع به الجميع، وسقف معقول للحرية، وإنجازات على مستوى المشروعات الكبرى. تجعلنا مغبوطين من كثير من الشعوب الشقيقة.
back to top