البشير إلى سجن «كوبر»... وأوغندا تدرس منحه اللجوء

• توقيف رئيس البرلمان السوداني فور عودته من قطر
• البرهان يلتقي وفداً مصرياً وآخر سعودياً - إماراتياً
• «العسكري» يتخذ إجراءات ضد الفساد... و«الجيش الشعبي - شمال» يعلّق القتال من جانب واحد

نشر في 18-04-2019
آخر تحديث 18-04-2019 | 00:04
أطباء سودانيون ومدنيون يتظاهرون لليوم الـ 12 أمام مقر القيادة العامة في الخرطوم أمس	(أ ف ب)
أطباء سودانيون ومدنيون يتظاهرون لليوم الـ 12 أمام مقر القيادة العامة في الخرطوم أمس (أ ف ب)
بعد أيام على إعلان الجيش «التحفظ على رأسه»، أودع الرئيس السوداني السابق عمر البشير في «سجن كوبر»، في وقت استقبل المجلس العسكري الانتقالي الحاكم وفوداً من السعودية والإمارات ومصر، وواصل اتخاذ إجراءات لطمأنة المتظاهرين والمجتمع الدولي.
في خطوة مفاجئة، جاءت بعد أقل من أسبوع من التساؤلات داخل السودان وخارجه عن مصير الرئيس المعزول عمر البشير، الذي حكم البلاد لثلاثة عقود، والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم الإبادة وارتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، نُقل البشير وعدد من قيادات حزبه «المؤتمر الوطني» إلى سجن كوبر، بمن فيهم رئيس البرلمان المنحل إبراهيم عمر.

وأكدت أسرة البشير، أمس، أنه اعتُقل أمس الأول من «بيت الضيافة»، وسط الخرطوم، حيث تم التحفظ عليه منذ فجر الخميس الماضي عقب إعلان الجيش الانقلاب عليه ووضعه رهن الإقامة الجبرية تحت حراسة قوات الدعم السريع، وتم ايداعه في «كوبر».

ونقلت شبكة CNN الإخبارية الأميركية عن مسؤولين مطلعين على عملية النقل، أن «البشير (75 عاماً) احتجز في مكان منفصل عن مكان احتجاز شخصيات أخرى في نظامه ممن اعتقلوا بعد الإطاحة به».

وكتبت صحيفة «آخر لحظة» السودانية، أمس، أن «المجلس العسكري أوفى بتعهداته بتوفير محاكمة عادلة للرئيس السابق بالداخل، وعدم تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية».

وأكدت أن رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، اتخذ هذه الخطوة «بعد التشاور مع أعضاء المجلس»، مشيرة أيضا إلى صدور قرار باعتقال عدد من المسؤولين السابقين بينهم ولاة مدنيون، وتنفيذ «الانتقالي» حملة اعتقالات جديدة في صفوف قيادات «المؤتمر الوطني».

وأوضحت صحيفة «التيار» من ناحيتها، أنه تم اعتقال عدد غير معروف من رموز النظام السابق، من بينهم شخصيات نافذة ومستثمرون ورجال أعمال وعدد من «كتائب الظل»، وهي ميليشيات مسلحة تابعة للدولة.

وأضافت أن من بين المعتقلين، «عبدالله البشير، شقيق الرئيس المخلوع، ورجال الأعمال جمال الوالي، القيادي في «المؤتمر»، وعبدالباسط حمزة، وطارق حمزة، والمسؤولين السابقين عوض الجاز والحاج عطا المنان، اللذين شغلا مناصب تنفيذية عليا، ووالي الخرطوم، ووزير الدفاع الأسبق الفريق أول الركن عبدالرحيم حسين، وعبدالرحمن الخضر، والي ولاية الخرطوم السابق، ووضعوا في سجن كوبر، وجار نقل آخرين إلى هذا السجن الأكبر والأشد حراسة في البلاد».

اعتقال رئيس البرلمان

وأفادت صحيفة «الراكوبة» بأن السلطات اعتقلت رئيس البرلمان المنحل إبراهيم عمر في مطار العاصمة الخرطوم، فور عودته من الدوحة، حيث كان مشاركا في مؤتمر الاتحاد البرلماني العالمي. كما أشارت إلى أنه تم إغلاق حساب البرلمان المالي في البنك المركزي.

حق اللجوء

وفي كمبالا، أعلن وزير الدولة الأوغندي للشؤون الخارجية أوكيلو أوريم، أمس، أن أوغندا تبحث منح حق اللجوء للبشير. وأضاف أنه «نظرا لدور البشير الرئيسي في التوسط لاتفاق سلام في جنوب السودان المجاور، فإن الحكومة الأوغندية يمكن أن تفكر في منحه اللجوء».

إجراءات اقتصادية

الى ذلك، أعلن المجلس الانتقالي عن إجراءات خاصة لمحاربة الفساد.

وتتمثل هذه الإجراءات، وفق ما أعلن عنها، بـ3 أمور رئيسية: أولاً، مراجعة حركة الأموال في المصارف منذ بداية أبريل، وتوجيه المصرف المركزي بحجز الأموال التي تكون محل شك وشبهة، وثالثاً وقف نقل ملكية الأسهم حتى إشعار آخر، مع الإبلاغ عن أي نقل لأسهم أو شركات بصورة كبيرة أو مثيرة للشك.

وفود عربية

وإلى الخرطوم، وصل أمس، وفد مصري رفيع المستوى «للوقوف على تطورات الأوضاع التي تشهدها البلاد، ولتأكيد دعم مصر الكامل لخيارات الشعب السوداني وإرادته الحرة»، وفق ما أعلنت وسائل إعلام مصرية حكومية.

وتأتي الزيارة غداة اتصال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، برئيس المجلس العسكري الانتقالي، شدد خلاله السيسي على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار السودان.

من ناحية أخرى، أشاد البرهان خلال لقائه، أمس الأول، وفدا سعودياً - إماراتياً رفيع المستوى «بالعلاقات المتميزة بين السودان والسعودية والإمارات، مشدداً على الروابط الأزلية التي تربط بين شعوبها»، وفق ما أوردت «وكالة الأنباء السودانية» الرسمية (سونا).

وأبلغ الوفد، البرهان، رسالة شفهية تضمنت تحيات قيادتي البلدين الشقيقين واستعدادهما لدعم ومساندة السودان وشعبه في هذه المرحلة التاريخية المهمة.

إلى ذلك، أكدت مفوضة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن الاتحاد لن يعترف بشرعية المجلس العسكري، مطالبة بانتقال سياسي يقوده المدنيون.

«جيش الشمال»

وفي أول إعلان من نوعه يصدر عن أحد أكبر الفصائل المسلحة بالسودان منذ إزاحة البشير، أكد رئيس «الحركة الشعبية» عبدالعزيز آدم الحلو القائد العام لـ «الجيش الشعبي - شمال»، وقف الأعمال العدائية مدة 3 أشهر ابتداء من أمس، وحتى 31 يوليو في كل مناطق سيطرة الحركة.

الاتحاد الأوروبي لن يعترف بـ «الانتقالي»
back to top