في تكريم عبداللطيف البناي

نشر في 07-04-2019
آخر تحديث 07-04-2019 | 00:05
 د. خالد عبداللطيف رمضان دعتني ابنتي لولوة لحضور حفل تكريم الشاعر الغنائي عبداللطيف البناي في مركز جابر الأحمد الثقافي، وعادة لا أطيق حضور الحفلات، لكن لأن المحتفى به عبداللطيف البناي، الذي أكنّ له تقديرا خاصا، فقد لبَّيت الدعوة، ولم أكن قد شاهدت مركز جابر الأحمد من قبل، لا من الداخل ولا من الخارج، لذا بدأت دهشتي لحظة وصولي إلى هذا المَعلم المعماري، فهو من الخارج آية في الجمال، ودخلنا مواقف السيارات المهولة باتساعها، ثم صعدنا لنأخذ طريقنا إلى المسرح، لتزداد الدهشة من هذا الإنجاز الحضاري، ومن نظامه في عرض برامجه وكيفية استقباله لضيوفه من قبل مجموعة من الشباب الكويتي الجميل في مظهره وتصرفه، احتشدت المشاعر، وما إن دخلت صالة المسرح حتى ترقرقت الدموع في عينيّ، تأثرا وفرحا فيما أرى في بلدي.

بدأ الحفل، ليعدد منجزات شاعرنا البناي، الذي لم يترك مجالا من الشعر الغنائي لم يتميز به، تغنى غزلا فأبدع، وكتب للوطن فأصبحت أغانيه تراثا في حب الوطن، وكتب الأهازيج للمنتخب الوطني لكرة القدم فأصبحت من لوازم التشجيع في المباريات الدولية لكي تلهب حماسة الجماهير، اقتحم مجال الأغاني لمسرحيات الأطفال فلم يستطع أحد مجاراته في الاستئثار بقلوبهم، ثم كتب المسرحيات الغنائية الكاملة ليضع بصمته رائدا في هذا المجال.

هذا التنوع والغنى في شعر البناي جعله شاعرا شاملا في ميدانه متفردا في عطاءاته، وغنى له معظم المطربين الكبار، فأبدعوا وهم يعبِّرون عن كلماته وأحاسيسه، لذا احتشد له كل من نبيل شعيل وعبدالله الرويشد مع أوركسترا المركز المكونة من خيرة شباب الكويت بمجال الموسيقى في حفل تكريمه، وعاش الجمهور دقائق مع الكلمة الساحرة والإحساس المرهف والأداء الجميل، وحلَّق عاليا مع هذه الحالة الاحتفالية الراقية التي لم يخدشها سوى سقوط المبدع عبدالله الرويشد متعثرا على خشبة المسرح قبل نهاية الحفل بقليل، واستكمل ما تبقى من الحفل بغناء الكورال، وخرج الجمهور منتشيا بما سمع من أغانيه التي أحبها ورددها بعضهم أطفالا، كما رددها آخرون شبابا، واليوم استرجعوها وسط هذه الأجواء الاحتفالية في مَعلم حضاري بمعماره وتنظيمه وإدارته. كم هي غنية الكويت بإبداعات أبنائها في مختلف المجالات.

back to top