عزيزتي... تهني

نشر في 01-03-2019
آخر تحديث 01-03-2019 | 00:02
 حمدة فزاع العنزي حالات الانفصال والطلاق بأنواعه النفسي والشرعي والقانوني تزيد ولا تنقص، بعكس الزيادة التي من المفروض أن تكون في الزواج، فهناك هروب كبير ولا نستطيع أن نسميه عزوفا، لأن العزوف هو الترك والتجنب، لكن ما نراه هو هروب وتسرّب من الحياة الزوجية التي يتبعها الهروب من الحياة الأسرية، فالزواج يقع وتكون تجربة جميلة بالنسبة إلى البعض في بدايتها، لكن ما يحدث بعدها من أمور هو ما نسميه تسرّب.

فيبدأ الطرفان بالتخلي عن حلم رسم في هذه الخطوة، فحلم البنت هو لبس الفستان الأبيض والجلوس على الكوشة وحديث الزميلات الصديقات منهن والعدوات بأن فلانة أمست أميرة ذلك الفارس الذي لا يمتلك الفرس ولا حتى الحمار ليطير فيها عاليا بعيدا عن حياة العزوبية، أما بالنسبة إلى الشاب فالحلم هو أن يخوض تجربة غريزية لم يخطط لتبعاتها المستقبلية، ولكن ما خطط له فقط هو الارتباط الجسدي بأنثى لا يعلم عنها سوى أنه اختارها أو اختاروها له.

فعدم الإعداد المسبق لهذا الحلم وتوضيح جوانبه النفسية والاجتماعية والسلوكية يجعل المتزوجين يتعرضون لصدمات ما بعد الزواج، لاختلاف البيئات المجتمعية والبيئات التربوية التي نشأ فيها كلا الطرفين، فلم يعتادوا على تقديم التنازلات أو الحوار أو حتى التعرف على كيفية إدارة الحياة الأسرية والمشاكل التي تستحدث في حياتهم، لذا نرى الكثير من حالات التسرّب والانفصال تتم لأتفه الأسباب.

دفع ثمن الحلم غير الناضج جميع الأطراف سواء من الأهل أو الأبناء أو الأطفال الذين نتجوا عن هذا الحلم دون جريرة أو ذنب منهم، لذا نرى الكثير من الاستشاريين النفسيين والأسريين توجهوا لعمل دورات تثقيفية، سواء كانت هذه الدورات بالتنسيق مع وزارة العدل أو غيرها من الجهات المختصة، لكنهم لم يتناولوا جميع الجوانب، إنما يتناولون ما قبل الزواج غاضين الطرف عن الجوانب الأخرى، مثل ما بعد الزواج، أو ما بعد المشاكل الأولى والأكثر ما بعد الانفصال، وكيفية تخطي هذه الأزمة دون الاتجاه إلى التفكير السلبي والوجود السلبي للمطلقة في المجتمع، سواء بالنبذ والإقصاء أو الاتجاه إلى تخريب حياة الآخرين عن طريق القيام بعلاقات مع متزوجين، وذلك انتقاما من المجتمع أو انتقاما من العنصر الذكوري، متناسية بأن هذا الانتقام هو من نفسها وكيانها النفسي والوجودي كإنسانة، ولا تقتصر الحال على البنت فقط بل هناك شباب ورجال يقومون بهذا الانتقام بعد الطلاق.

(تهني) كلمة عامية كويتية أطلقها مركز «لايف» للاستشارات النفسية الأسرية على حملته التوعوية القادمة لمحاولة التعريف بالزواج وكيفية التعامل بين الزوجين، وكيفية التخلص من الآثار السلبية بعد الانفصال والطلاق، جذبتني هذه الكلمة، وكيف هي الدعوة إلى الراحة والسعادة بعد الطلاق.

البعض يراها نوعا من التحريض للانفصال لكن هي في الحقيقة الدعوة إلى عدم الركون والعيش بصومعة الحزن والكآبة بعد الطلاق، وإن حياة تستحق أن نعيشها بكل جوانبها دون الحاجة للوقوف عند نقطة ونسيان باقي النقاط الجميلة.

هدف الحملة هو كيفية معالجة المشاكل النفسية والأسرية قبل وقوعها والسعي إلى الحد منها، الفريق نسائي بحت الهدف منه الوصول إلى النساء ومساعدتهن، والقضاء على كلمة «كله من الحريم».

back to top