تحذير للخونة

غداً الاثنين، من المتوقع أن تهطل أمطار غزيرة، بحسب الطقسيين والمناخيين. وبالطبع ستغرق الشوارع والمرافق والمباني، وتتلف المنازل بأثاثها وثومها وبصلها، وتنجرف السيارات بالسيول فيصطدم بعضها ببعض، وقد تجرف السيول معها حيوانات صغيرة أو أطفالاً أو غير ذلك.

لذا، ومن باب الوطنية الفاخرة، أُحذّر كلَّ خائن سيغضب من الحكومة وفسادها الذي سيسبب لنا كل هذا الدمار، وكلَّ نائب سيعلن نيته استجواب الوزراء المعنيين… أحذّره من أن تصرفاته هذه هي الخيانة بعينها وخشمها، وهي السبب في توقف عجلة التنمية، والسبب في تخلف البلاد والعباد، وإرباك الحكومة، وزعزعة استقرار البلد، وبث الرعب في قلوب المواطنين الآمنين المطمئنين.

وكما أن على الحكومة مسؤوليات تجاه الأمطار، كذلك على الشعب مسؤوليات مماثلة لها. وعلى كل فريق تحمل مسؤولياته.

ومسؤوليات الحكومة عديدة، أهمها؛ توجيه وسائل الإعلام الرسمية لترديد جملة "حتى أميركا واليابان وأوروبا تحصل فيها فيضانات، وينتج عنها تلفيات في الأرواح والأموال"، والتشديد على مغرديها أن ينشروا في "تويتر" و"سناب شات" الأغاني والأوبريتات الوطنية القديمة، التي يرقص فيها الأطفال، قبل أن يتوجهوا بالشتم والتخوين لكل من يطالب بمساءلة المسؤولين.

ومسؤوليات الشعب؛ ألا يتحدث عن الفساد الذي طفح وأغرق البلد، وأن يسافر إلى الخارج في هذه الفترة، إن استطاع إلى ذلك سبيلاً، كي لا يغرق، هو بنفسه، ويشكل عبئاً إضافياً على حكومتنا الرشيدة، وأن يردد خلف مغردي الحكومة: "اللي مو عاجبته الديرة يعطينا عرض أكتافه"، ويردد خلف علماء البلاط الحكومي: "الأمطار الغزيرة جند من جنود الله، يختبر بها الله صبر عباده المسلمين".