دردشة: الشعب المختار

نشر في 08-02-2019
آخر تحديث 08-02-2019 | 00:03
 يوسف سليمان شعيب سبحان الله تزاحمت الأفكار والمواضيع والأحداث، فاختلطت الأمور، ولم نعد نميز بين الأشياء، والتنقل بين الصور بات سريعا لا يمكن للمرء أن يستوعب أو يدرك ما فيها، حتى أصبحنا نرى أو نسمع وأحيانا نشارك في ضياع مدخرات بلادنا وخيراتها بإرادتنا أو من دونها.

كثير من خبراء الاقتصاد ورجال الأعمال يؤكدون أن للبلد مخزونا ماليا يصعب حسابه (اللهم زد وبارك)، والدليل على ذلك مطالبات الدول القريبة والبعيدة بالمساعدة، والاستفزازات الخارجية، ولا ننسى المناداة الشعبية الداخلية، التي نرى فيها حقا مكتسبا لهذا الشعب.

من الحكمة أن يكون مخزونك المالي مغيبا عن العامة، ولكن لهؤلاء العامة مطالب وحقا في ذلك المخزون، وما سيتم إنفاقه ليس فيه تفضل أو منّة، بل هو كما أقره الدستور، فإذا أرادت الحكومة أن تشعر الشعب بذلك الخير وذلك المخزون، لن يمنعها أحد من فعل ذلك أو يعترض عليه، ولكن في المقابل لم نرها إلا التوجه لفرض الضرائب على الشعب، خدمة للتجار والمستفيدين من ذلك، مما يشعرنا بأنها تسعى إلى خلق طبقات بين أبناء الشعب الواحد، منتهكة بذلك مواد الدستور التي تؤصل اندماج الشعب ببعضه، وألا يكون هناك أي تمييز أو تفرقة بين أبنائه.

متى تعي الحكومة أن الشعب في هذا الزمان ليس كشعب الستينيات والتسعينيات، نحن الآن في نهاية العقد الثاني من الألفية الثالثة، وعلى هذا يجب أن تعي الحكومة المتغيرات التي طرأت على أبناء الشعب، فأجيال اليوم متصلة بالعالم الخارجي إلى أبعد الآفاق، وهو ما ينذر بالخوف من الانفلات الشعبي، خصوصا عندما يرى فئة من الشعب هي المستفيدة من خيرات البلد، والبقية تصارع متغيرات الحياة بكل قسوة لعلها تنجو ببعض ما لها من حق.

اليوم يمكن السيطرة على كل الأوضاع، ولكن لا ندري ما يخبئ المستقبل لهذه الأرض الطيبة، ولشعبها الذي يستحق أن يكون "الشعب المختار" إن صح التعبير.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top