هل وزير التربية وزيرٌ لـ«التربية»؟

نشر في 25-01-2019
آخر تحديث 25-01-2019 | 00:01
 بدر سعد الشريدة من المعروف أن على القائمين في مهام أي مجال فيه خدمة للمجتمع الإحاطة بمفاهيمه وواجباته التي اؤتمنوا عليها، ومن أهم المفاهيم التي يجب أن يعمل وفقها المسؤولون في وزارة التربية مسمى وزارتهم.

فمفهوم التربية شامل، يتضمن إعداد النشء من جميع النواحي النفسية والعقلية والسلوكية، لتحقيق الهدف الأسمى للتربية وهو خلق المواطن الصالح وفق مفاهيم عقيدتنا الإسلامية وعادات ومجتمعنا وتقاليده الصحيحة التي نبعت من خبرة وتجارب الأجيال السابقة.

وللتعليم دور كبير في التربية لكنه جانب واحد من العملية التربوية، لذلك يجب ألا يطغى على الجوانب الأخرى، وهو ليس الأهم في العملية التربوية لأن الجانب الأخلاقي والسلوكي للفئة المستهدفة (أبناءنا الطلبة) من العملية التربوية هو الأهم.

فلو جعلت أي أب عاقل يختار لابنه- مع أن الاختيار سيئ- الفشل العلمي أم الفشل الأخلاقي، فإنه بلا شك سيختار الفشل العلمي والنجاح الأخلاقي، فالعلم بلا أخلاق لا نفع منه، بل يسبب المزيد من الضرر، لأن هناك من يسخره للإفساد والانحراف الأخلاقي، وتركيز المسؤولين في الوزارة على العملية التعليمية فقط دون الاهتمام بالتربية خطأ كبير، لما لها من أهمية قصوى وأولوية على غيرها من الوزارات.

وهنا، حسب وجهة نظري، تقع الكارثة الكبرى لدى وزراء التربية والمسؤولين في الوزارة، بعدم إدراكهم المفهوم الصحيح للتربية كعملية دقيقة، ولأسسها وأهدافها وآلياتها، وأقول عدم فهمهم من باب حسن الظن، لأنهم إن كانوا يفهمون التربية كمفهوم صحيح وتركوها، فالكارثة أكبر لأنهم دخلوا في باب التقصير والتخاذل، وهذا ما لا أظنه فيهم.

والملاحظ أن تصريحات الوزير والمسؤولين في التربية تتركز على العملية التعليمية ونسب النجاح والرسوب، فلا نجد دراسات علمية مقننة تنشر للمجتمع، وترسم سياسة الوزارة للسنوات القادمة، وتعالج الانحرافات السلوكية للطلبة الذين هم أفراد وقادة الدولة في المستقبل، ولا نجد إحصاءات ودراسات عن ظواهر تربوية خطيرة تهدد أمن المجتمع الكويتي، كالمخدرات والتدخين الذي بدأ يستشري حتى في مدارس البنات، والشذوذ الذي أخذ ينتشر بين الذكور والإناث، وغيرها من المشكلات التي باتت تؤرق حال أولياء الأمور وتقض مضاجعهم.

ولا نجد إحصائيات عن عدد الطلبة الملتزمين بآداب الإسلام وفروضه كالصلاة مثلا، ولا عن عدد مشاهداتهم للمواقع الإباحية كمقياس سلوكي لأخلاق جيل بأكمله، وبالتالي من الطبيعي ألا نجد أي خطة أو برنامج لدى وزارة التربية لعلاج هذه الظواهر.

إن هؤلاء الطلبة من أبنائنا هم عماد الدولة والأمة في المستقبل، فإن لم يحسن المسؤولون القيام بالأمانة العظيمة الموكلة إليهم فإن الأمر ينبئ بكارثة لمستقبل الكويت. فهل وزير التربية وزيرٌ للتربية حقاً أم وزيرٌ للتعليم فقط؟

back to top