نقطة : ليش معلقينهم معاكم؟!

نشر في 18-01-2019
آخر تحديث 18-01-2019 | 00:25
 فهد البسام قضية البدون شائكة ومعقدة، وما يزيدها تعقيداً أولئك الذين يرفعون الشعارات الوردية بالعلن ويرفضون الحلول بالسر، فتحولت بفضلهم المسألة، مع التقادم، من حالة إنسانية تستحق الاهتمام والجدية إلى معلم من معالم دولة الكويت الحبيبة، التي يتواطأ الجميع في العمل على استمرارها، ليزايد عليها ويستعرض من خلالها عضلاته اللسانية ونفاق إنسانيته.

ومع ذلك، أستوعب -مع قدر كبير من الاشمئزاز- أن يرغب بعض السياسيين الفارغين ممن يعرقلون الحلول بالغرف المغلقة، في اجترار القضية بين الفينة والأخرى، ليجدوا فيها موضوعاً ثابتاً يقفزون عليه، لكن ما لا أفهمه هو رغبة السلطة، متمثلة بحكوماتها المتعاقبة، في الإبقاء عليها حتى الآن، فنحن نعلم كما تعلمون ويعلم المتاجرون بالقضية أن التجنيس المطلق ليس هو الحل، ومثلما أن حرمان المستحق من الجنسية ظلم فإن مساواته بالنهاية بغير المستحق ظلم آخر، لكن الأهم من شكل الحل هو الرغبة فيه وفي إغلاق الملف بشكل نهائي وباتّ. لا تعلقوا البشر معكم بسراب الجنسية، وإبقاء الحال معلقاً يضيّع أعمار ناس بأحلامهم وطموحاتهم وهواجسهم، ما بين أروقة اللجان والأجهزة وقذارات النصابين والمتسلقين، هؤلاء بشر مثلكم -والله العظيم- من لحم ودم وعرق ودموع ومشاعر وابتسامات، وليسوا ثروة قومية لتحرصوا على ديمومتها واستمرار اشتعال جذوتها فوق الرؤوس. لا تعلقوهم معكم، الحل المؤلم أفضل من أنصاف الحلول أو إبقاء الحال كما هو عليه عرضة للضغوط الخارجية والمزايدات الداخلية، المستحق جنسوه وأعطوه حقه اليوم قبل غد، وأبلغوا غير المستحق بعدم أحقيته، ولا تدعوه يضيع حياته وحياة أجياله المقبلة في انتظار أمل كاذب لن يأتي أبداً، لعله يجد بعد ذلك حياته ومستقبله في مكان آخر أفضل.

خلصوا الناس، ولا تتلاعبوا بمصائرهم.

back to top