انتحاري يستهدف دورية أميركية بمنبج... وإيران لن تنسحب

• رفض روسي ــ سوري ــ كردي لتسليم تركيا «المنطقة الآمنة»
•لافروف: الشمال سيعود إلى دمشق

نشر في 17-01-2019
آخر تحديث 17-01-2019 | 00:05
تجمع للفصائل المدعومة من تركيا في تل هاجر على بعد بضعة كيلومترات من مناطق الأكراد في محافظة حلب أمس 					     (أ ف ب)
تجمع للفصائل المدعومة من تركيا في تل هاجر على بعد بضعة كيلومترات من مناطق الأكراد في محافظة حلب أمس (أ ف ب)
في خضم بلبلة أعقبت إعلان الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من سورية، تلقت القوات الأميركية ضربة غير مسبوقة منذ تدخلها على الأرض، وتأسيسها التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش ووقف تمدده في المنطقة، أسفرت عن مقتل جنديين وعدد من قوات «قسد» الموالية في مدينة منبج، التي تعد محور خلافات بين واشنطن وأنقرة والأكراد ودمشق وروسيا.
في توقيت حساس قد يؤثر على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من سورية، الذي تسبب بحالة توتر في المنطقة، وفي سابقة هي الأولى منذ تأسيس التحالف الدولي في أغسطس 2014، قتل جنديان أميركيان وأصيب عدد آخر في هجوم انتحاري استهدف اجتماعاً بمطعم وسط مدينة منبج الحدودية مع تركيا والواقعة تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد) ومجلسها العسكري.

ومنبج محاطة بالقوات العسكرية من كل جانب، وتتواجد قوات سورية وأخرى تابعة للشرطة الروسية العسكرية في محيطها، كذلك يسير الجيش التركي دوريات في المحيط، إضافة الى الوجود الأميركي والكردي.

ورغم أن التنظيم لم يعد له أي وجود في تلك المنطقة، تبنى «داعش» العملية، التي تسببت أيضاً بمقتل 14 آخرين من «قسد» ذات الغالبية الكردية وعدد من المدنيين. وأفادت وكالة «أعماق»، في بيان نقلته حسابات جهادية على تطبيق «تلغرام»، عن «هجوم استشهادي بسترة ناسفة يضرب دورية للتحالف الدولي بمدينة منبج»، التي تضم أهم المقرات الأميركية.

وصرح المجلس العسكري للمدينة وريفها بأن الانفجار وقع بالقرب من دورية للقوات الأميركية في منطقة سوق منبج. وأظهرت مقاطع فيديو تحليق حوامة أميركية فوق منطقة الانفجار الضخم لنقل القتلى وإسعاف المصابين، واتخذت من الملعب البلدي مكاناً لهبوطها وإقلاعها. وتحدثت تقارير ان الهجوم وقع امام مطعم تقصده القوات الاميركية.

انحسار «داعش»

وفي وقت سابق، سيطرت «قسد» بإسناد جوي أميركي على السوسة، أكبر بلدة تحت سيطرة «داعش» في القطاع الشرقي من ريف دير الزور عند الحدود مع العراق.

وأوضح المرصد السوري أن «قسد» سيطرت على السوسة ومحيطها أمس الأول، بعد انسحاب عناصر التنظيم إلى ما تبقى من سيطرته في بلدة الباغوز فوقاني وقرى وتجمعات سكنية متصلة معها، تبلغ مساحتها مجتمعة نحو 15 كلم، مشيراً إلى أن «120 مقاتلا سلموا أنفسهم».

وأكد المرصد أن المعارك المستمرة منذ سبتمبر الماضي أدت إلى مقتل 360 مدنياً وأكثر من ألف مقاتل في صفوف «داعش»، وأكثر من 600 من «قسد».

وبالإضافة إلى الجيب الخاضع لسيطرته، يسيطر التنظيم على قسم من البادية السورية الممتدة من وسط سورية حتى دير الزور، حيث تدور مواجهات متقطّعة بين مقاتليه من جهة والقوات النظامية، وتلك المتحالفة معها من جهة أخرى.

سيطرة النظام

ورداً على المقترح الأميركي لإقامة «منطقة آمنة» تحت سيطرة تركية، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن الحل الأمثل هو سيطرة الحكومة السورية وقوات الأمن والهياكل الإدارية على مركز ثقل القوات الأميركية وحلفائها الأكراد في الشمال.

وقال لافروف، في مؤتمره الصحافي السنوي، «نرحب ونؤيد الاتصالات، التي بدأت الآن بين ممثلين عن الأكراد والسلطات السورية، كي يتمكنوا من العودة إلى حياتهم تحت حكومة واحدة دون تدخل خارجي»، مؤكداً حصول تقدم بطيء في حل النزاع المستمر منذ سبع سنوات وأن التركيز يجب أن يكون على «بؤرة الإرهاب بمحافظة إدلب»، التي باتت عملياً تحت سيطرة «جبهة النصرة» سابقاً.

المنطقة الآمنة

وذكر لافروف أن مسألة المنطقة الآمنة ستطرح على أجندة الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان، معتبراً أن الأولوية هي الحفاظ على وحدة واستقلال وسيادة سورية، وأن تركيا والولايات المتحدة وغيرهما من أعضاء الأمم المتحدة وافقت على هذا الهدف.

وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن محادثات بين بوتين وإردوغان في موسكو الأسبوع المقبل ستتناول الانسحاب الأميركي المزمع من سورية، مشيراً إلى أن موسكو ستقترح استضافة قمة ثلاثية تضم نظيرهما الإيراني حسن روحاني، لمناقشة التطورات المتسارعة على الأرض.

واستعرضت وكالة الأناضول التركية، أمس، تفاصيل المنطقة الآمنة، موضحة أنها ستمتد على طول 460 كلم على طول حدود سورية، وبعمق 32 كلم وستضم مدناً وبلدات من محافظات حلب والرقة والحسكة، وتحديداً الخط الواصل بين قريتي صرّين وعين العرب في ريف حلب الشرقي، وعين عيسى وتل أبيض في محافظة الرقة.

كما تضم مدينة القامشلي، وبلدات رأس العين وتل تمر والدرباسية وعامودا ووردية، وتل حميس والقحطانية واليعربية والمالكية في محافظة الحسكة، وهي مناطق تخضع بالكامل لسيطرة الوحدات الكردية المدعومة أميركياً.

عدوان تركي

واعتبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية أن «المنطقة الآمنة تؤكد مرة جديدة أن النظام التركي راعي الإرهابيين لا يتعامل إلا بلغة الاحتلال والعدوان، ولا يمكن إلا أن يكون مارقاً متهوراً غير مسؤول»، مشدداً على أن «سورية تؤكد أن محاولة المساس بوحدتها لن تعتبر إلا عدواناً واضحاً واحتلالاً لأراضيها ونشراً وحماية ودعما للإرهاب الدولي من جانب تركيا».

وأضاف أن «سورية تشدد على أنها كانت ولا زالت مصممة على الدفاع عن شعبها وحرمة أراضيها ضد أي شكل من أشكال العدوان والاحتلال بما فيه الاحتلال التركي للأراضي السورية بكل الوسائل والإمكانيات».

قوات دولية

ورفضت الإدارة الذاتية لأكراد سورية الاقتراح التركي - الأميركي، معتبرة أنه «يمكن رسم خط فاصل بين تركيا وشمال سورية، عبر استقدام قوات تابعة للأمم المتحدة لحفظ الأمن والسلام أو الضغط على تركيا لعدم مهاجمتها».

وأكد القيادي في الإدارة الذاتية ألدار خليل أن «الخيارات الأخرى لا يمكن القبول بها، لأنها تمس سيادة سورية وسيادة إدارتنا الذاتية»، معتبراً أن «تركيا ليست مستقلة وليست حيادية، وهذا يعني أنها طرف ضمن هذا الصراع».

ورأى خليل أن «ترامب يريد تحقيق هذه المناطق الآمنة عبر التعاون التركي، لكن أي دور لتركيا سيغير المعادلة ولن تكون المنطقة آمنة، بل على العكس تركيا هي طرف والطرف لا يمكن أن يكون ضماناً للأمان».

إيران وإسرائيل

وبعد يوم من تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإيران بالخروج سريعاً من سورية، وإلا فإنه سيواصل استهدافها بلا خوف أو هوادة، ألقى قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري قفاز التحدي في وجهه، مؤكداً أن «الصواريخ سوف تسقط على رأسه».

وشدد جعفري، رداً على «نصيحة» قدمها نتنياهو لطهران، على أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبقي على مستشاريها العسكريين، وقواتها الثورية وأسلحتها في سورية».

ووصف تهديدات نتنياهو بأنها «مزحة»، وحذر حكومته من «العبث بذيل الأسد». وقال، في تصريحات لوكالة أنباء الطلبة (إسنا): «يتعين أن تخشوا يوماً تحلق فيه صواريخنا الموجهة وتسقط على رؤوسكم».

«قسد» تنتزع السوسة بدير الزور وتحصر التنظيم في 15 كلم
back to top