دردشة: كرة ثلج لا بد من تكسيرها

نشر في 11-01-2019
آخر تحديث 11-01-2019 | 00:02
 يوسف سليمان شعيب أعلم أن قضية البدون فيها شيء من الحساسية، وأعلم أن هناك من يستحق الجنسية فيها وظُلِم، وأعلم أن الدخلاء قد استغلوا تعاطف القيادة والسلطة، فتجرؤوا على المناداة بحقوق ليست من حقهم، والحكومة مازالت تغض الطرف فيها، بالرغم من رؤيتها لحجمها المهول الذي ينمو بسرعة تحت أنظارها دون أن تحرك ساكنا.

فكثيراً ما تحدث المراقبون والكتاب والسياسيون عن خطورتها، والتي وصفت بأنها قنبلة ستنفجر في يوم ما، فكنا نتصور انفجارها سيكون بالمظاهرات والخروج إلى الشوارع، لم نكن نتوقع أن يكون انفجارها بتجنيس (كل من هبّ ودبّ)، حتى وصلت الحال إلى تجنيس من تعرف الحكومة أصوله وجذوره، ولديها مستندات تثبت ذلك، فطالما الحكومة تساوم وتقايض من خلال عطائها السخي وغير المبرر لوثيقة الجنسية، حتى تحصل على ما تريد أو أن تدافع عن بلاويها، فقضية البدون وتجنيسهم ستنمو وتكبر ككرة الثلج، التي لن يقف أمام تَدحرُجها إلا الارتطام بجبل منيع وشامخ.

إن قضية التجنيس كمبدأ مرفوض جملة وتفصيلا، فما رأيناه من نتائج التجنيس وإفرازاته النتنة، يجعلنا نعيد النظر، بل نحارب التجنيس العشوائي والمزاجي، فلا يعقل أن يتقلد المجنس مناصب حساسة في الدولة وعلى أعلى المستويات، وابن البلد والمؤسس لها يكون في درجة دونه، هنا ندعو إلى الفصل في الأمر، فمن تجنس يجب أن يعلم أنه لن ينال المناصب، وكفاه حمله للجنسية الكويتية بميزات الـVIP والوحيدة في العالم بهذه الميزات.

ومع تزايد حجم كرة الثلج ندعو الحكومة لوقف تدخلها في التجنيس وتوزيعها على (زوير وعوير والمنكسر واللي ما فيه خير)، فوضع البلد لا يطاق ولا يحتمل، والأسلم أن يُغلق باب التجنيس بالشمع الأحمر، فكرة الثلج حجمها أصبح مخيفا وهو في تزايد، وحتى نسلم جميعنا وتسلم الكويت من العبث في التركيبة السكانية، والزعزعة الأمنية للبلاد والعباد، فلا بد من الوقوف والتكاتف ومنع الحكومة من استمرارها في دحرجة الكرة، فكرة الثلج لا بد من تكسيرها.

إن التجنيس العشوائي والمزاجي والسياسي ما هو إلا إرهاب للدولة ونظامها، فمن كان غيورا على أمه الكويت فليقف بجانبها، وليذد عنها وعن أهلها من ذلك الهجوم الإرهابي المبطن بالمعالم الإنسانية، ولا تأخذكم الرحمة أو الرأفة بمن تسوّل له نفسه العبث في التركيبة السكانية كائنا من كان، فالكويت بقيادة آل الصباح وعلى رأسهم سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أميرنا وقائدنا، وسمو الشيخ نواف الأحمد الصباح ولي العهد والعضيد لأميرنا حفظهما الله وأطال في عمريهما، والشرفاء والنبلاء والغيورون من هذا الشعب الأبي، لن يقبلوا بذلك الإرهاب، ولن يتركوا كرة الثلج تكبر أكثر من ذلك، فتكسيرها أصبح فرض عين لا بد منه.

وما أنا لكم ناصح أمين.

back to top