«آلام القلب»... علاجات طبيعية تشفيها

نشر في 03-01-2019
آخر تحديث 03-01-2019 | 00:13
No Image Caption
مواجهة الخسارة العاطفية أمر بالغ الصعوبة، سواء شملت تفكك علاقة لصيقة، أو فقدان شخص عزيز على قلبنا، أو موت حيوان أليف نحبه، أو خسارتنا وظيفة نعلّق عليها آمالاً كبيرة. لكن الجيد أنك لست مضطرة إلى مواجهة هذا التحدي بمفردك، فثمة علاجات بديلة كثيرة تدعم مسيرتك نحو الشفاء.
اعتمادك مقاربة علاجية طبيعية شاملة يساعدك في التعافي من أية خسارة عاطفية، حسبما تؤكد أمثلة النساء الأربع التالية.

سلوى (39 سنة): تعافيت من الطلاق بمساعدة علم الحركة

بعد انهيار زواجها، قررت سلوى طلب مساعدة معالجة متخصصة في علم الحركة. اكتشفت أن الجلسات تساهم في تهدئة جهازها العصبي وتدفعها إلى النظر من منظار روحاني إلى تجربة الانفصال التي خاضتها.

«التقيتُ زوجي السابق عندما كنت في السادسة عشرة من عمري وظللنا معاً إلى أن بلغت الحادية والثلاثين. عندما انهار زواجنا، تملكني الحزن، والغضب، والخدر، والصدمة، فضلاً عن أنني شعرت بأنني فقدت هويتي.

عندما تمرّ بصدمة أو تجربة عصيبة، يختل جهازك العصبي بالكامل، خصوصاً مع عجزك عن النوم بشكل سليم وانطلاق رد فعل المواجهة أو الهرب بأقصى سرعة. اكتشفتُ أن علم الحركة يحقق نتائج مذهلة في إعادة ضبط الجهاز العصبي. ثمة نقاط على الجبين تُدعى نقاط تحرير الإجهاد العاطفي. وعندما كانت المعالجة تضغط عليها، كانت تساهم في تحفيز عملية إخراج الإجهاد من جسمي.

يعتمد علم الحركة أيضاً على تقنية تُدعى اختبار العضلات هدفه تحديد السبب الكامن وراء اختلال التوازن العاطفي أو الجسدي والتخلص منه. تستخدم هذه التقنية أحياناً بلورات، أو خلاصات أزهار، أو كلمات أو مقاطع تحمل معنى عميقاً تقرأها بصوت عالٍ.

أما على المستوى الروحاني، فساعدني علم الحركة في اكتشاف أعمق المعاني المحيطة بعملية الانفصال التي مررتُ بها. على سبيل المثال، رسّخت الجلسات في عقلي ضرورة أن أكرّم ذاتي.

ومن خلال اختبار العضلات، نجحت المعالجة في تحديد بلورات وخلاصات تناسب حالتي. على سبيل المثال، توصلت إلى أن الكوارتز الوردي، وهو حجر الحب الذاتي، يعود علي بفائدة، شأنه في ذلك شأن عطر Aura-Soma منLady Nada Quintessence، الذي يهدف إلى تبديل الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية.

وهكذا ولّد علم الحركة مساحة آمنة أتاحت لي أن أشفى من جراحي. ساعدني هذا العلم على أن أتقبّل بكل هدوء واقع أنني أمرّ في عملية صعبة وأن الشعور السيئ الذي يلفني ويغلّف كياني لن يدوم. لا شك في أن الغوص عميقاً في مشاعرك يتطلب الجرأة، إلا أن علم الحركة يساعدك في مواجهتها ومعالجتها بدل كبتها}.

وداد (39 سنة): ساعدني العلاج بالتنويم المغناطيسي على المسامحة واستعادة الشعور بالسلام

بعد وفاة والدها، خضعت وداد للعلاج بالتنويم المغناطيسي، الذي يقوم على تقنية استرجاع الحياة السابقة، ذلك بغية التغلب على حزنها وتخطي العلاقة المعقدة التي كانت تجمعها بوالدها.

«جمعتني بوالدي علاقة كثيرة التقلبات. صحيح أنها احتوت على الحب، إلا أنها شملت أيضاً خلافات عدة لأنه ما انفك ينتقد الجانب الفني الحساس من شخصيتي. لذلك عندما توفي، عادت جراحي العاطفية لتنزف. لاحظت أنني لست مرتاحة مع جانبي الأنثوي الرقيق وأنني أواجه مشاكل في علاقاتي مع الرجال. ويعود ذلك إلى علاقتي المضطربة مع والدي.

أردتُ أن أفهم جراحي العاطفية، وعرفت أن تقنية استرجاع الحياة الماضية في العلاج بالتنويم المغناطيسي تتيح للإنسان لقاء أناس رحلوا من دنياه. لذلك قررت خوض هذه التجربة، فحجزت جلسة.

أكّد لي المعالج بالتنويم المغناطيسي أنني أتمتع بسيطرة كاملة على هذه العملية، لذلك لم أشعر بالخوف مطلقاً. تشكّل تقنية استرجاع الحياة الماضية في العلاج بالتنويم المغناطيسي تجربة هادئة تستكشف خلالها رحلة روحك خلال مراحل حياتك المختلفة، ويمكن تشبيهها بالتأمل. رأيت سبعاً من حيواتي السابقة، ما منحني بصيرة واسعة بشأن حياتي الحالية. في إحدى هذه الحيوات، كنت محامية طموحة في أواخر القرن الثامن عشر. في حياتي الراهنة، أنا امرأة قوية، وشديدة التركيز، وصاحبة عزيمة راسخة في عملي. ولكن في حياتي الخاصة، أتحول إلى إنسان حساس وخجول جداً.

سألني المعالج عما إذا كنت أرغب في الذهاب إلى مكان يمكنني فيه لقاء والدي. كانت التجربة أشبه بالجلوس على طرف العالم والنظر إلى الكون. فجأةً، تجلى أبي أمامي في سلسلة من الصور. خلال هذا اللقاء، اعتذر مني لأنه انتقدني بشدة وأقر بأن هشاشتي ذكرته بنقاط ضعفه. كذلك أخبرني أنني عمدت إلى بناء جدار كبير بسبب الطريقة التي عاملني بها وأن علي هدم هذا الجدار والتخلّص من الحواجز كي أنجح في الدمج بين نقاط قوتي وبين ضعفي.

عقب الجلسة، شعرت بأنني شفيت. خلال عملية المصارحة والمسامحة هذه، استعدت هدوئي، وصرت أحب نفسي على طبيعتها. وهكذا أتاحت لي تقنية استرجاع الحياة الماضية في العلاج بالتنويم المغناطيسي مواصلة حياتي بسلام. وبعد سنة، التقيت توأم روحي: رجل يعشق رقتي وحساسيتي».

كارول (45 سنة): ساعدني علاج ريكي (علاج الطاقة) في التأقلم مع عمليات الإجهاض القسري المتكررة

كانت كارول تخضع لجلستين من علاج ريكي الياباني أسبوعياً. وبفضله، نجحت في مواجهة الحزن والأسى الناجمين عن عمليات الإجهاض القسري المتكررة التي عانتها.

«بدأت جلسات علاج ريكي أو ما يُعرف بعلاج الطاقة الياباني في أواخر عام 2012. كانت والدتي توفيت في أغسطس من تلك السنة. كذلك حملتُ في سبتمبر لأفقد الجنين في نوفمبر. كانت هاتان الخسارتان كافيتين حدثت لتتراكم الأحزان في حياتي، فشعرت بأنني محطمة.

أختي خبيرة متخصصة في علاج ريكي، وهو نوع من عمليات الشفاء يعتمد على تفاعلات الطاقة ويستخدم طاقة الحياة الكونية. لذلك اقترحتُ عليها أن تخصص لي بضع جلسات منه. كلما تواصلت الجلسات، شعرتُ بأنني أحتاج إلى تحرير مزيد من المسائل العالقة لأنني كنت ممتلئة بالغضب والحزن.

خلال الجلسات، شعرتُ بالحرارة تخرج من يدي المعالجة، فيما راحت تضعهما قرب نقاط مختلفة من جسمي. ولّد الإحساس بطاقة ريكي في أعماقي شعوراً مذهلاً. وكلما تقدمت في الجلسات، نمت قدرتي على الإحساس بتلك الطاقة.

في السنوات التالية، تكررت عمليات الإجهاض القسري التي عانيتها إلى أن وصل عدد الأطفال الذين خسرتهم إلى سبعة. مررنا بمرحلة عصيبة ومريرة لأن زوجي ما كان يعلم السبيل إلى التعاطي مع هذه المشكلة وظل يلوم نفسه على الخسائر التي توالت في حياتنا، فيما حاولت أنا كبت المشاعر التي كانت تعتمل في داخلي وتعتصر قلبي. لكن جلسات علاج ريكي المنتظمة ساعدتني في فتح قلبي وتحرير المشاعر العالقة. كنت أتمدد في غرفة العلاج وأفكّر في أنني بخير وأنني لا أعاني أي خطب. وما هي إلا دقائق قليلة حتى أجهش بالبكاء، محررةً كل ما وددت البوح به طوال أسابيع أو حتى أشهر. وهكذا كنت أخرج بعد كل جلسة وأنا أشعر براحة تامة، حتى إنني في بعض الجلسات كنت أسترخي بالكامل فأغط في النوم بهدوء.

في عام 2015، حملت مجدداً، إلا أنني لم أوقف جلسات علاج ريكي. وفي شهر مايو عام 2017، رزقت بابني الوسيم. لم أتوقف عن العمل طوال 39 أسبوعاً ونصف أسبوع من حملي. كذلك خضت عملية مخاض طبيعية دامت ساعتَين. وأعزو الفضل في ذلك كله إلى علاج ريكي، إذ ساعدني في تخطي الآلام التي كنت أمر بها، ما مكنني في نهاية المطاف من إنجاب طفل جميل. وما زلنا أنا وصغيري نزور اختي مرتين أسبوعياً للخضوع لجلسات علاج ريكي. واللافت أن طفلي أيضاً يحبها».

صونيا (59 سنة): تخلصت من غضبي بالعلاج بالفن

تؤكد صونيا أن جلسة مع معالجة متخصصة في أحد مراكز العلاج بالفن شكلت حافزاً كافياً للشفاء بعدما خسرت شقيقتها الكبرى التي كانت تصارع داء السرطان.

«لجأتُ إلى العلاج بالفن من باب المصادفة المحض. سافرنا أنا وزوجي إلى المنطقة التي كانت تقيم فيها أختي لنساعد زوجها السابق في تنظيم الإجراءات الضرورية لقراءة وصيتها. ولكن من المؤسف أن لقاءنا به كان مضطرباً ولم ينتهِ على خير.

عقب هذه المواجهة، شعرت باستياء كبير. لذلك قرر زوجي الاتصال بندى، وسألها عما إذا كانت تستطيع تخصيص بعض الوقت لي. كنت أعلم أنها معالجة، إلا أنني كنت أجهل أنها متخصصة في العلاج بالفن.

شعرت في البداية بإحراج كبير، إلا أن ندى تتمتع بطريقة هادئة ومميزة في التعاطي مع الناس. أعطتني ورقة كبيرة وطلبت مني أن أختار بعض الألوان وأرسم فيما رحنا نتحدث عن شقيقتي. عندما قادنا الحديث إلى زوجها السابق ومواجهتنا معه، انتهى بي المطاف إلى كسر عدد من أقلام التلوين. خلال هذه الجلسة، لم أكتشف مدى الحزن الذي يعتمل في داخلي فحسب، بل كم أحمل في قلبي من استياء وكره.

بدا رسمي أشبه بأعمال ولد في الثانية من عمره. ولكن عندما أدارت ندى الورقة، رأيت أموراً كنا أنا وشقيقتي نحبها، كمشهد غروب الشمس، وأشجار النخيل، والماء. ذُهلت حين شاهدتُ صورة تحمل كثيراً من الأفكار الغاضبة تتحوّل إلى لوحة إيجابية. انتقلت بعد ذلك إلى رسم صورة أخرى. ومرة ثانية، أدارتها ندى، فرأيت صوراً لسمك الكوي، الذي يُعتبر رمزاً للشجاعة والمثابرة، وهذه بالتحديد نظرتي إلى شقيقتي.

في ختام الجلسة الأولى، عرضت علي ندى أن تحرق الرسم الأول الذي أعددته وتعطيني رماده لأتخلص منه، فرميته في المرحاض. بدت لي هذه الخطوة مطهِّرة، وساعدتني في التحرر من الغضب الذي كنت أحمله في داخلي.

في المقابل، احتفظتُ برسم سمك الكوي ووضعته في إطار. خلال رسمي هذه الصورة، لم أدرك أنني كنت أختار الألوان التي تحبها شقيقتي من الأحمر القاني إلى البرتقالي. وهكذا تحوّل هذا الرسم إلى شيء جميل يذكّرني دوماً بشقيقتي وبالعلاقة اللصيقة التي جمعتنا معاً».

علم الحركة يساعدك في مواجهة مشاعرك ومعالجتها بدلاً من كبتها

العلاج بالفن يشكل حافزاً كافياً للشفاء بعد فقد شخص عزيز على قلبك
back to top