دردشة: واحة أمن وأمان... وأجمل الأوطان

نشر في 29-12-2018
آخر تحديث 29-12-2018 | 00:00
 يوسف سليمان شعيب نرجو المعذرة، فالقلب لم يبق فيه متسع يمكن أن نحمل فيه ما نعانيه أو ما نتحسر عليه، فلقد طفح الكيل، وأصبح الحال مريرا، والجروح مازالت تنزف، وضياع المستقبل أصبح الرؤية الحتمية لكل شاب طموح. منذ نحو 20 سنة، كنا في بدايات الوظيفة والعمل بعد التخرج، وكانت لنا تصورات وطموحات وأفكار لمستقبلنا ولمن يأتي بعدنا، حيث كنا نسمع المسؤولين في البلد يقولون: أنتم الشباب رجال المستقبل، أنتم عماد هذا البلد، أنتم من سيدير البلد، وكنا نفرح بتلك العناوين الرنانة المدغدغة للعواطف والمشاعر، فكان الواحد منا يبذل كل ما بوسعه في العمل، لكننا في أثناء تلك السنوات صُدِمنا بواقع يتناقض تماما مع تلك الشعارات التي كانت تصدر من المسؤولين، وأول واقع صدمنا به أن من كان يطلق تلك الشعارات مازال مسؤولاً، ومازال يطلق نفس الشعارات للجيل الجديد.

فكفاكم كذباً وتدليساً ومكراً.. كفاكم كذباً وتزويراً على الشعب، فما زلتم تعتقدون أن الشعب مصدق لما تقولون وما تفعلون، وكفاكم تدليساً على الأجيال وإيهامها بأنكم تنتظرونها لإعطائها الراية لتدير البلاد، وكفاكم مكراً وخداعاً لشبابنا، فلا مناصب ولا قيادة تنتظرهم، بل كل ذلك محفوظ لأبنائكم وأحفادكم.

وعندما سلمنا بـ «نظرية الإرث» لكم، لم يسلم مستقبلنا ومستقبل أبنائنا من العبث به، ووضعه على سفيح ساخن، وأصبحتم تخططون كيف تنغصون علينا عيشتنا وعيشة أبنائنا، مستخدمين المصطلحات التي يجهلها الكثيرون، فمرة عجز اكتواري، ومرة بديل استراتيجي، ومرة وثيقة اقتصادية، وآخرها «التقاعد المبكر» الذي سيقتل طموحات أجيال سابقة وقادمة وأحلاماً لعوائل كثيرة.

صارحونا بالحقيقة... حتى إن كانت مُرة، المهم أن نعرفها وتكون حقيقة فعلاً، فما أكثر ما سمعنا من أخبار كانت تخفي خلفها الحقائق، وكم هي كثيرة الأقوال والتصريحات التي تصلنا فتكون وهماً وسراباً، نريد أن نعرف الوضع كما هو دون تدليس أو تغيير في ملامحه أو حقيقته، نريد أن نعرف وبشكل واضح مواطن الخلل وبؤرة الفساد، نريد أن يطبق مبدأ الثواب والعقاب بكل ما تحمله الكلمتان من معنى، وأن يكون القانون فوق الجميع دون استثناء أو تفرقة.

وصاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، في كل مناسبة ينادي بأمن واستقرار الكويت، والمضي قدما لما هو في صالح البلاد والعباد، وأن يعمل الجميع على بتر واقتلاع مواطن الفساد واجتثاثها، حتى يضيع الحق عن أصحابه، وتكون الكويت واحة أمن وأمان وأجمل الأوطان... وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top