بصيص أمل

نشر في 28-12-2018
آخر تحديث 28-12-2018 | 00:04
 سليمان القناعي فور إعلان قبول استقالة الوزراء الذين تقدموا باستقالاتهم في الفترة الماضية بدأت التكهنات لدى البعض بتوقع الأسماء الجديدة التي ستدخل الحكومة، وعند الإمعان نجد أن أغلب الأسماء الجديدة كانت موجودة على الساحة فعلياً بوجودها كقيادات في وزارات الدولة، ولكن ما لفت انتباهي هو أنه بمجرد دخول تلك الأسماء طغى على التشكيل الحكومي صبغة الشباب التي ربما تبعث في نفوس تلك الفئة بصيص أمل في القدرة على الوصول إلى تلك المناصب وتحقيق طموح وتطلعات الشعب والشباب بشكل خاص.

فالأفكار الشبابية يجب أن تؤخذ، لاسيما أننا في زمن التطور التكنولوجي والعالم الرقمي الذي يحتم علينا التقليل من الدورة المستندية أو القضاء عليها واستبدالها بضغطة زر ممكن أن تنجز جميع الأعمال بدقة وسرعة وراحة، بالإضافة إلى الأفكار الخاصة بالمشاريع الإسكانية والمعلوماتية والإعلامية وغيرها من الأفكار التطويرية التي تجعل من المجتمع محط أنظار العالم.

فالحاجة أصبحت ملحة في الجانب الإعلامي لدينا لاستحداث قناة إخبارية تضم نشرات محلية ودولية متخصصة على مدار الساعة وبرامج حوارية هادفة تبرز الجانب الدبلوماسي المشرق للكويت ودورها الحيوي في احتواء الأزمات في العالم، خصوصا بعد النجاح الملحوظ والمهنية العالية التي شاهدناها في التعامل مع الأحداث الأخيرة بتغطية المؤتمرات والأحداث الطارئة والفعاليات المهمة في البلاد، بالإضافة إلى إعطاء المساحات الكبيرة لإبراز دور الدولة في بناء المشاريع الجديدة التي تستهدف المواطن بالدرجة الأولى وتحقيق الرفاهية له، خاصة مع الانفتاح العالمي في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب ضرورة تفعيل دور المتحدث الرسمي للرد على الاستفسارات والشائعات التي تظهر بين الحين والآخر.

هذا بالإضافة إلى الجانب الرياضي، عبر إنشاء الملاعب الدولية للمنافسة في استضافة المسابقات الإقليمية والدولية وتعديل القوانين الرياضية التي تخدم الرياضيين بشكل خاص، فالجميع شاهد إنجازات أبناء الكويت في هذا الجانب وكيفية تمكنهم من حصد الذهب رغم قلة الدعم وقصر مدة الاستعداد وغياب التنسيق.

ولا نستطيع أن نغفل غياب الأماكن الترفيهية في البلاد، فمن غير المنصف أن نظل نستذكر المدينة الترفيهية المكان الوحيد الذي كنّا نراه الشيء الكبير ورأيناه ينهار أمامنا سنة تلو أخرى، ولا نشاهد من ينقذه ويبقيه رمزاً للترفيه، مع العلم أنه كان بالإمكان أن ندخل على ما فيها من ألعاب أحدث معدات التسلية المتطورة والاستعانة بالشركات العالمية وتسهيل فتح أفرع لها لنكون وجهة سياحية في المنطقة، مع ضرورة إنشاء الهيئة العامة للسياحة لاستيعاب تلك المشاريع الترفيهية الضخمة، والعمل على ربط الأماكن السياحية بالمشاريع الترفيهية الحيوية والفنادق، فضلاً عن التسويق الجيد الذي يبرز دور وأهمية تلك المنظومة الحيوية.

أما الآن فلا مجال للمقارنة مع من سبقنا في التطور والبناء في فترة ليست بالبعيدة، ولكن علينا أن ندخل السباق فوراً بالعمل الجاد وتفادي العقبات وتفعيل الخطط التنموية والنهوض بتطلعات الأجيال القادمة.

back to top